روحاني أحبط اجتماعا هاتفيا مع ترامب بمبادرة ماكرون

كشفت مجلة "نيويوركر" الأميركية، مساء اليوم، الإثنين، أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، امتنع عن المشاركة في اجتماع ثلاثي يجمعه بنظيريه الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والأميركي، دونالد ترامب، عبر خط آمن، من الفندق الذي أقام به الرئيس الإيراني

روحاني أحبط اجتماعا هاتفيا مع ترامب بمبادرة ماكرون

(أ ب)

كشفت مجلة "نيويوركر" الأميركية، مساء اليوم، الإثنين، أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، امتنع عن المشاركة في اجتماع ثلاثي يجمعه بنظيريه الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والأميركي، دونالد ترامب، عبر خط آمن، من الفندق الذي أقام به الرئيس الإيراني، خلال مشاركته في أعمال الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في مدينة نيويورك.

ولفت تقرير المجلة الأميركية إلى أن الاجتماع كان من المفترض أن يتم بالصوت والصورة عبر خط آمن يدعم تقنية الفيديو، بمبادرة الرئيس الفرنسي، الذي توجه إلى مقر إقامة روحاني في فندق "ميلينيوم هيلتون"، يوم الثلاثاء 24 من أيلول/ سبتمبر الجاري، برفقة فريق من الفنيين لإنشاء الخط، في قاعة اجتماعات في الطابق الذي أقام فيه روحاني، لإجراء المكالمة في تمام الساعة 9:30 مساءً.

وذكر التقرير أن المكالمة كان من المفترض أن تحدث في أعقاب حملة من الضغط التي مارسها ماكرون بمساعدة كل من رؤساء الوزراء البريطاني، بورس جونسون، والياباني شينزو آبي، والباكستاني عمران خان، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، خلال اجتماعاتهم بروحاني وترامب.

وأشار التقرير إلى أن ماكرون توجه للرئيس الإيراني وسط حضور كثيف للدبلوماسيين وعدسات الكاميرات، وقال له أمام الصحافيين وقد ارتسمت ابتسامة عريضة على محياه "إذا غادر البلد من دون أن يلتقي الرئيس ترامب فستكون هذه حقًا فرصة ضائعة لأنه لن يعود قبل عدة أشهر، ولن يذهب ترامب إلى طهران".

ودار الحديث بين ماكرون وروحاني وجونسون أمام كاميرات الصحافيين في فندق نيويوركي، وقد رد رئيس الوزراء البريطاني بإيماءة تدل على موافقته الرئيس الفرنسي رأيه، في حين حرّك روحاني رأسه وابتسم، فقال جونسون مخاطبًا روحاني: "عليك أن تكون على حافة المسبح، وأن تقفز في الوقت ذاته".

ومع نهاية يوم الثلاثاء، الذي شهد كذلك كلمة ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي استغلها لشن هجوم حاد على إيران، تضمن اتهامها بالتورط في استهداف منشأتي النفط في السعودية، والتأكيد على أنه لن يتم رفع العقوبات عن إيران، تراجع روحاني عن إجراء المحادثة.

وأفاد التقرير أنه عند هذه المرحلة، اقتنع روحاني أن ترامب لن يخطُ الخطوة الأولى لإظهار حسن نيته في ما يتعلق بلقاء المسؤولين الإيرانيين، ولن يبادر إلى التعهد علنا برفع العقوبات عن إيران، ففضل الانسحاب عند ظهور ماكرون.

وفي تمام الساعة التاسعة والنصف، وصلت المكالمة الهاتفية على الخط الآمن من قبل الرئيس ترامب، ماكرون استقبل المكالمة، فيما كان روحاني قد توجه فعلا إلى مقر إقامته رافضًا عقد الاجتماع.

وفي هذا السياق، نقلت المجلة عن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قوله إن "هذه المبادرة لم تكن أكثر من مجرد لعبة هدفت لإحضارنا إلى اجتماع دون أي تعهدات مسبقة تتعلق برفع العقوبات الأميركية من قبل ترامب".

وأوضحت المجلة أن مكالمة مماثلة بادر إليها الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، بالتزامن مع الزيارة الأولى لروحاني للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2013، فتحت الباب أمام عامين من الدبلوماسية الشاقة، أفضت إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى الست الكبرى في العالم، والذي انسحب منه ترامب في أيار/ مايو عام 2018.

وكان ماكرون يأمل، بحسب التقرير، أن تشكل المحادثة الهاتفية بين ترامب وروحاني الأساس للاجتماع الأول بين رئيس أميريكي ونظيره الإيراني منذ الثورة الإسلامية في طهران عام 1979.

وأوضح التقرير أن خطة ماكرو المكونة من أربع نقاط، تشمل طلب ترامب بتوسيع الشروط والقضايا المركزية المدرجة في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

وبموجب مبادرة ماكرون سوف تتعهد إيران بإجراء محادثات جديدة حول القيود الدائمة على برنامجها النووي، مقابل رفع الولايات المتحدة العقوبات التي أعيد فرضها العام الماضي على طهران؛ وبذلك ستكون طهران قادرة على استئناف صادرات النفط، التي تراجعت من 3.2 مليون برميل يوميًا في عام 2016، إلى أقل من نصف مليون برميل هذا الصيف.

وعلى نطاق أوسع، تتضمن خطة الرئيس الفرنسي كذلك قضايا إقليمية تدرج لأول مرة ضمن الاتفاق الذي يتعلق ببرنامج طهران النووي؛ حيث تساعد إيران في إنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات في اليمن وتقدم ضمانات بشأن الأمن وحرية الملاحة البحرية في منطقة الخليج.

وأضاف التقرير أن امتناع روحاني عن عقد الاجتماع الهاتفي في اللحظة الأخيرة، نابع من عدم ثقة الإيرانيين في ترامب في ظل تصعيد العقوبات الأميركية على طهران، وفرض إدارته ما لا يقل عن 16 جولة جديدة من العقوبات الاقتصادية على إيران، والتي لم تستثن المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، والكيانات التابعة للحرس الثوري الإيراني، ووزير الخارجية، محمد جواد ظريف، وكبار الدبلوماسيين والسياسيين الإيرانيين؛ كما شنت الولايات المتحدة مرتين على الأقل هجمات إلكترونية سرية ضد إيران.

ويصر الجانب الإيراني أنه على الولايات المتحدة، التي أعلنت في أكثر من مرة عن انفتاحها على لقاء الإيرانيين عبر تصريحات صدرت عن ترامب نفسه، أو وزير خزانته ووزير خارجيته، أن تتعهد علنا برفع العقوبات عن طهران، كشرط أساسي لأي اجتماع مستقبلي، كما يطلب الجانب الإيراني مشاركة الموقعين الآخرين على اتفاقية 2015، بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا.

 

التعليقات