ترامب يرفع العقوبات عن أنقرة ويؤكد إبقاء جنود حيث النفط

ترامب يقول إن واشنطن سترفع العقوبات التي فرضتها على تركيا، كما دافع عن قراره سحب القوات الأميركية من سورية، وقال "لندع الآخرين يقاتلون"، إلا أنه أشار إلى إبقاء بعض الجنود الأميركيين في حقول النفط السورية

ترامب يرفع العقوبات عن أنقرة ويؤكد إبقاء جنود حيث النفط

قوات روسية على الحدود قرب عين العرب (كوباني) (أب)

قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم أمس الأربعاء، إن واشنطن سترفع العقوبات التي فرضتها على تركيا، كما دافع عن قراره سحب القوات الأميركية من سورية، وقال "لندع الآخرين يقاتلون" من أجل البلد "الملطخ بالدماء"، إلا أنه أشار إلى إبقاء بعض الجنود الأميركيين في حقول النفط السورية.

وفي كلمة في البيت الأبيض اعتبرت إعلانا رسميا عن التخلي عن المنطقة التي كانت تسيطر عليها الولايات المتحدة والمقاتلون الأكراد لصالح تركيا وروسيا، أكد ترامب أن المقاتلين الأكراد الذين قاتلوا إلى جانب القوات الأميركية لدحر تنظيم الدولة الإسلامية، "سعيدون".

وقال ترامب الذي واجهت سياسته في سورية انتقادات شديدة من حزبه الجمهوري إنه تحدث مع قائد قوات سورية الديموقراطية، مظلوم عبدي، وكان "ممتنا جدا".

وتحدث ترامب عن "اختراق كبير" في إشارة إلى وقف إطلاق النار الذي سمح للقوات التركية باحتلال منطقة واسعة من شمالي سورية بدون مقاومة بعد تخلي المقاتلين الأكراد عن مواقعهم السابقة.

وقال إنه لا يريد أن تعلق القوات الأميركية في القتال بين تركيا والأكراد. وبعد أن اتهمه الجمهوريون والديموقراطيون بخيانة الأكراد، فرض ترامب عقوبات على تركيا في 14 تشرين الأول/ أكتوبر، وبعث بوفد إلى أنقرة لإقناعها بوقف إطلاق النار بشكل يسمح للأكراد بالانسحاب.

يشار إلى أنه بعد خروج القوات الأميركية والكردية من المناطق المجاورة للحدود مع تركيا، وحلت محلها القوات السورية والروسية. وأعلنت وزارة الدفاع في موسكو أن أول دورية روسية في شمالي سورية قد بدأت الأربعاء.

وأصر ترامب على أن هذا التحول هو فوز لواشنطن، وأنه يفي بوعده بإخراج بلاده من "الصراعات الطائفية والقبلية القديمة".

وقال "لندع آخرين يقاتلون من أجل هذا الرمل الملطخ بالدماء".

وقال إنه لا خطر من أن تؤدي الاضطرابات في المنطقة إلى إعادة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي كان يسيطر على مناطق واسعة، ويحتجز الآلاف من أعضائه وأقاربهم في مخيمات يسيطر عليها الأكراد.

ووسط مخاوف من أن الأكراد قد لا يكونون قادرين على تأمين سجناء الدولة الإسلامية، قال ترامب إنه يتوقع أن "تلتزم تركيا" بتعهدها "بالعمل لدعم للأكراد".

وأضاف "إذا حدث أي أمر سيئ، فتركيا موجودة هناك للقبض عليهم".

وجاءت تصريحاته بعد فترة وجيزة من شهادة أدلى بها المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، جيمس جفري، أمام الكونغرس بأن "أكثر من 100" من أسرى الدولة الإسلامية قد فروا حتى الآن، و"لا نعرف مكانهم".

وقال ترامب إن بعض الجنود سيبقون في حقول النفط السورية رغم الانسحاب الأوسع من البلاد.

وتابع "إننا نضمن أمن النفط. وبالتالي، سيبقى عدد محدود من الجنود الأميركيين في المنطقة حيث النفط".

وكانت رسالته الأساسية أن الولايات المتحدة ليس لها أية علاقة بسورية، وأنه لم يحاول وقف تركيا من شن هجومها.

وقال "لقد أنفقنا 8 تريليون دولار على الحروب في الشرق الأوسط، ولم نكن نرغب حقيقة في الانتصار في هذه الحروب".

وأضاف "ولكن وبعد كل هذه الأموال التي أنفقناها، وكل الأرواح التي خسرناها، وإصابة عدد كبير من الشباب والشابات بجروح خطيرة، فالشرق الأوسط أقل أمانا واستقرارا وأمنا مما كان عليه قبل بدء هذه النزاعات".

وفي أعقاب تصريحات ترامب، أكد السناتور الجمهوري القوي، ليندسي غراهام، على أن الولايات المتحدة يجب أن تبقى طرفا في تلك المنطقة.

وقال إنه يوافق على أن الولايات المتحدة "ليست شرطي العالم".

لكنه قال إن القوة الجوية الأميركية "يجب أن تستمر في السيطرة على السماء فوق سورية" ويجب أن يكون للجيش الأميركي "شراكة عسكرية صغيرة ولكن قادرة" مع الأكراد لمنع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.

وطلب أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، في رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، منح مظلوم عبدي تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة كي يتسنّى لهم أن يناقشوا وإياه بصورة مباشرة سبل "خفض حدّة النزاع في سورية".

التعليقات