فرنسا: إضرابات وقطع طرق بدعوة من النقابات العماليّة

شهدت الشوارع الفرنسيّة على مظاهرات حاشدة، في أكثر من ثمانين مدينة، اليوم الثلاثاء، والتي ترفض قانون تعديل نظام التقاعد، وخرجت المظاهرات إلى الشوارع تلبيةً لدعوة النقابات العمّاليّة لليوم الثالث عشر من الإضرابات، بهدف دفع الحكومة إلى تقديم تنازلات حول تعديلات

فرنسا: إضرابات وقطع طرق بدعوة من النقابات العماليّة

(أ ب)

شهدت الشوارع الفرنسيّة على مظاهرات حاشدة، في أكثر من ثمانين مدينة، اليوم الثلاثاء، والتي ترفض قانون تعديل نظام التقاعد، وخرجت المظاهرات إلى الشوارع تلبيةً لدعوة النقابات العمّاليّة لليوم الثالث عشر من الإضرابات، بهدف دفع الحكومة إلى تقديم تنازلات حول تعديلات قانون مخصصات التقاعد.

ووفقًا لإحصاء وكالة "فرانس برس" شارك نحو 360 ألف متظاهر عصر اليوم الثلاثاء في أكثر من ثمانين مدينة خارج باريس انطلاقا من أرقام الشرطة، أما الاتحاد العام لنقابات العمال فأحصي 350 ألف شخص في تظاهرة باريس.

وشارك في التحرك عمال السكك الحديدية ومعلمون وموظفون ومحامون وقضاة في محاولة جديدة لدفع حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى التنازل عن مشروع الحكومة، بعدما استقال يوم الإثنين، مهندس هذا الإصلاح جان بول دولوفوا على خلفية شبهة بتضارب المصالح.

وهو يوم التظاهر الثالث منذ بداية الشهر وفي الخامس من كانون الأول/ ديسمبر، اليوم الأول من الإضراب منذ بداية الشهر، وتظاهر أكثر من 800 ألف شخص في البلاد، لكن العدد تراجع إلى أقل من النصف في الحادي عشر منه وللمرة الأولى الثلاثاء، تظاهرت كل النقابات.

وينص المشروع المثير للجدل على تحويل 42 نظامًا للتقاعد إلى نظام شامل يقوم على النقاط مع مقياس للعمر، هدفه التوفير لضمان التوازن المالي للنظام.

ويحدد مشروع تعديل النظام التقاعدي "السن التوازني" عند 64 عامًا، مع إتاحة خيار التقاعد قبل عامين أو بعد السن المحدد، وهذا الأمر يتيح لأي شخص التقاعد في سن الثانية والستين لكنه يقلّص راتبه التقاعدي، بينما يستفيد الذين ينسحبون بعد هذا السن من زيادة.

واقترحت النائبة عن الحزب الحاكم باربرا بومبيلي على الحكومة اليوم الثلاثاء "أن تضع جانبًا" قضية السن التوازني، وقالت لقناة فرانس إنفو "اعتقد إنه يجب وضع هذه القضية جانبًا، أي مناقشتها لاحقًا"، لكنها أوضحت أنها تتحدث "بصفة شخصية".

وقال الأمين العام للاتحاد الفرنسي الديموقراطي للعمل لوران بيرجيه "على جميع من يطالبون بإصلاح عادل ومنصف أن يكونوا في الشارع ليظهروا أننا نرفض هذا السن التوازني الظالم بشدة والذي سيشمل في الدرجة الأولى من باشروا العمل باكرًا".

وقال رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال فيليب مارتينيز، الذي يتصدر الحركة الاحتجاجية "إنه نجاح كبير"، ويطالب مارتينيز مع أربع نقابات أخرى بالتراجع الكامل عن المشروع الإصلاحي، وستجتمع هذه المنظمات مساء لاتخاذ قرار في شأن المراحل المقبل للتحرك.

وفيما كانت التظاهرات تعم فرنسا، أكد رئيس الوزراء إدوار فيليب "التصميم الكامل" على المضي في الإصلاح، وقال أمام النواب إن "تصميمي وتصميم الحكومة وتصميم الغالبية كامل، إنه كامل لقيام هذا النظام الشامل ولضرورة إرساء توازن في النظام المقبل وإعادة التوازن إلى النظام الراهن".

ويلتقي فيليب النقابات ومنظمات أصحاب العمل الأربعاء والخميس، وقالت الطالبة كيلي غروسيه كورتيه، (21 عامًا) التي تظاهرات في ليون "ما يخفينا خصوصًا هو نظام النقاط لأننا نجهل قيمة النقطة، لدينا انطباع أنها طريقة للفصل بين المتقاعدين السيئين والجيدين".

وكُتب على لافتة رفعت في تظاهرة في ستراسبورغ "أطالب بتقاعدي بمعزل عن النقاط"، وقبل بضعة أيام من إجازة نهاية العام، يستمر الإضراب المفتوح وخصوصًا في مترو باريس وخطوط السكك الحديد، وأشار الاتحاد العام لنقابات العمال إلى انقطاع الكهرباء في الجنوب الغربي والوسط الشرقي طاوَل عشرات آلاف المواطنين، مهددا بـ"انقطاعات أكبر".

وأغلقت تمامًا نصف خطوط المترو في باريس وضاحيتها، وارتفعت نسبة المضربين في صفوف عمال الشركة المشغلة للسكك الحديدية مقابل زيادة محدودة في صفوف المعلمين، لكن النسبة بقيت في الحالتين أدنى من نظيرتها في اليوم الأول من الحراك.

التعليقات