الخارجية الفرنسية: اتفاق أنقرة طرابلس يعمّق الأزمة الليبية

قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، اليوم الخميس، من تونس إن التصعيد في ليبيا يهدد استقرار المنطقة بكاملها، داعيا إلى حوار ليبي داخلي للخروج من الأزمة.

الخارجية الفرنسية: اتفاق أنقرة طرابلس يعمّق الأزمة الليبية

وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان. (أ. ب.)

قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، اليوم الخميس، من تونس إن التصعيد في ليبيا يهدد استقرار المنطقة بكاملها، داعيا إلى حوار ليبي داخلي للخروج من الأزمة.

وجاء تصريح لودريان، عقب لقائه الرئيس التونسي قيس سعيّد خلال زيارة الى تونس تستمر يومين.

ورأى لودريان، بحسب فيديو نشرته رئاسة الجمهورية التونسية على صفحتها الرسمية على فيسبوك، أن "التصعيد الحالي في ليبيا يهدد الاستقرار في كامل المنطقة، من المغرب العربي الى الساحل".

وعلق لودريان على اتفاقين وقعتهما تركيا مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، أحدهما عسكري ينص على ان تقدّم تركيا مساعدات عسكرية إلى حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السرّاج، والثاني يتناول ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على هذا الأساس الأحد بدء نشر جنود أتراك في ليبيا.

وقال لودريان بهذا الصدد إن الاتفاق بين حكومة الوفاق الليبية وتركيا "يتعمد الابتعاد عن القانون الدولي ويزيد من تعميق الأزمة في ليبيا".

ويمسّ اتفاق ترسيم الحدود بين تركيا وحكومة السراج باتفاق بحري آخر موقع بين اليونان ومصر وإسرائيل وقبرص، ما أثار قلق هذه الدول.

واعتبر لودريان أن الحل للخروج من الأزمة "يفرض حوارا ليبيا داخليا ومسارا سياسيا يجمع الأطراف الإقليمية وخاصة جيران ليبيا".

شدّد الرئيس التونسي من جانبه على موقف بلاده الداعي "لاحترام الشرعية الدولية"، وفقا لبيان الرئاسة وذكر سعيّد بالمبادرة التي قام بها وجمع فيها ممثلين عن القبائل الليبية.

وكان الرئيس التونسي أعلن في 23 كانون الأول/ديسمبر الفائت عن مبادرة هدفها دعوة "كلّ الليبيين للجلوس إلى طاولة الحوار بهدف التوصل إلى صيغة توافقية للخروج من الأزمة".

كما دعا لودريان إلى دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة الى ليبيا غسان سلامة لإيجاد حل سلمي ينهي الصراع القائم في ليبيا.

تشهد ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، نزاعاً مسلحاً بين قوات المشير خليفة حفتر الرجل القوي في الشرق الليبي من جهة، وحكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس من جهة أخرى.

وسيطرت قوات حفتر المدعومة من الإمارات ومصر وروسيا على مدينة سرت الساحلية في إطار هجومها للسيطرة على طرابلس.

إلى ذلك، دعا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان الأربعاء، إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، رغم تضارب مصالحهما هناك، كما حضا إيران والولايات المتحدة على "ضبط النفس" وخفض التوتر في الشرق الأوسط.

ومن المرتقب عقد مؤتمر دولي حول ليبيا في برلين هذا الشهر سعيا لإيجاد تسوية سلمية للنزاع في هذا البلد، ولم توجه دعوة بعد إلى تونس.

وقال لودريان بهذا الصدد، إن مؤتمر برلين هو محاولة لتحديد عناصر الخروج من الأزمة الليبية.

والتقى سعيّد الخميس، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الذي حمل له دعوة رسمية لزيارة الرياض لم يحدد تاريخها، وفق بيان الرئاسة التونسية.

 

التعليقات