طهران: انتشار أمني ترقبا لاحتجاجات على إسقاط الطائرة الأوكرانية

معارض إيراني لخامنئي: هل كنت على علم بهذه الكارثة صباح الأربعاء؟ أم أنك علمت بها يوم الجمعة. إن كنت على علم بالأمر وتركت الجيش وسلطات الأمن تخدع المواطنين، فبلا شك أنك تفتقر إلى سمات القيادة الدستورية"

طهران: انتشار أمني ترقبا لاحتجاجات على إسقاط الطائرة الأوكرانية

محتجة تواجه شرطي عند مدخل جامعة طهران، الليلة الماضية (أ.ب.)

انتشر عدد كبير من قوات الأمن الإيرانية في أنحاء العاصمة طهران اليوم، الأحد، ترقبا لاحتجاجات محتملة، بعد أن اعترف الحرس الثوري بإسقاطه طائرة الركاب الأوكرانية، نتيجة "خطأ بشري" في توتر شديد مع الولايات المتحدة.

وفي هذه الأثناء، صدرت تغريدات على "تويتر"، تشير إلى أن عشرات المحتجين احتشدوا، اليوم، ولليوم الثاني على التوالي، في إيران مرددين هتافات مناهضة للسلطات في أعقاب إسقاط الطائرة، يوم الأربعاء الماضي، وبينما أخفت السلطات أسباب سقوطه لأيام، حتى صباح أمس.

وكانت وسائل إعلام مرتبطة بالنظام الإيراني أفادت بخروج احتجاجات مساء أمس. وقد اعتذر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، عن إسقاط الطائرة الأوكرانية في تغريدة في "تويتر". وحسب وكالة رويترز، فإن المحتجين الذين احتشدوا في شارع أمام جامعة في طهران هتفوا بأنه "يكذبون ويقولون إن عدونا أميركا، عدونا هنا".

وتجمعت شرطة مكافحة الشغب بملابسها السوداء وخوذاتها في ساحة ولي عصر وجامعة طهران وغيرها من المعالم الرئيسية، اليوم، حيث جرى تعميم دعوات للاحتجاج.

وقام أفراد الحرس الثوري بدوريات في المدينة على متن الدراجات النارية، وحضر رجال أمن بزي مدني بكامل قوتهم، فيما طأطأ المواطنون رؤوسهم وهم يمرون على الشرطة، أملا في عدم لفت الانتباه إليهم، حسب وكالة أسوشيتد برس.

وقضى 176 راكبا نحبهم بسقوط الطائرة، معظمهم من الإيرانيين والكنديين من أصل إيراني. وبعد إلقاء إيران اللوم، في البداية، على العطل الفني والإصرار على عدم تحميل القوات المسلحة المسؤولية، اعترفت السلطات أخيرا، أمس، بإسقاط الطائرة بطريق الخطأ.

وتم إسقاط الطائرة الأوكرانية، فجر الأربعاء الماضي، بعد إطلاق الحرس الثوري صواريخ بالستية باتجاه قاعدتين أميركيتين في العراق، ردا على اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري، قاسم سليماني، بغارة جوية في بغداد، في 3 كانون الثاني/يناير الحالي.

حداد على ضحايا الطائرة المنكوبة في طهران، الليلة الماضية (أ.ب.)

وأعرب الإيرانيون عن غضبهم من إسقاط الطائرة ومن التفسيرات المضللة لكبار المسؤولين في أعقاب المأساة. كما أقاموا الحداد على القتلى، ومن بينهم عدد كبير من الشباب الذين كانوا يدرسون في الخارج.

ونقلت أسوشيتد برس عن زهرة الرزقي، وهي من سكان طهران، قولها إنه "أشعر بالخجل عندما أفكر في أسر الضحايا. وإنكار الحقيقة والتستر عليها خلال الأيام الثلاثة الماضية أضاف معاناة وألما شديدين إلى أسر الضحايا وإلي أنا شخصيا".

واتهم شخص آخر، عرف نفسه باسم واحد فقط هو سعيد، وسائل الإعلام التي تديرها الدولة إلى حد كبير بإخفاء سبب التحطم "لأسباب سياسية"، مضيفا أن "التطورات اللاحقة غيرت اللعبة واضطروا إلى قول الحقيقة".

وتجمع مئات الطلبة في جامعة الشهيد بهشتي في طهران، اليوم، لتأبين الضحايا والتظاهر ضد السلطات لإخفائها سبب تحطم الطائرة، حسبما أوردت وكالة أنباء "اسنا" شبه الرسمية. وتفرق الطلبة في وقت لاحق سلميا.

وتحولت مراسم لإشعال الشموع في طهران، مساء أمس، إلى مظاهرة، حيث هتف المئات ضد زعماء البلاد، ومن ضمنهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، قبل أن تفرقهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع.

واعتقلت الشرطة لفترة وجيزة السفير البريطاني في طهران، روب ماكير، الذي قال إنه ذهب بنية حضور وقفة عظة لتكريم ضحايا الطائرة ولم يعلم أنها ستتحول إلى مظاهرة. وقال إنه اعتقل بعد 30 دقيقة من مغادرته المنطقة.

وقالت بريطانيا إن سفيرها تم احتجازه "دون أي أساس أو تفسير" وفي "انتهاك صارخ للقانون الدولي".

قال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، في بيان إن "الحكومة الإيرانية تمر بلحظة فارقة. يمكنها مواصلة مسيرتها نحو وضع المنبوذ بكل العزلة السياسية والاقتصادية التي ينطوي عليها هذا الوضع، أو اتخاذ خطوات للحد من التوترات والانخراط في مسار دبلوماسي يدفعها للأمام".

ونقلت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية عن مسؤول لم تذكر اسمه، قوله إن الشرطة اشتبهت بقيام السفير بتنظيم وإثارة المتظاهرين، على نحو ينتهك البروتوكول الدبلوماسي ويبرر اعتقاله لأسباب أمنية. أضافت الوكالة أنه تم نقل السفير إلى وزارة الخارجية، التي أطلقت سراحه في وقت لاحق.

وانتقد مهدي كروبي، وهو ناشط معارض يخضع للإقامة الجبرية، خامنئي نفسه. وقال في بيان "أنت، باعتبارك القائد الأعلى للقوات المسلحة، مسؤول مباشرة عن هذا الأمر. قل لنا، هل كنت على علم بهذه الكارثة صباح يوم الأربعاء؟ أم أنك علمت بها يوم الجمعة، كما تزعم وسائل الإعلام المقربة منك. إن كنت على علم بالأمر وتركت الجيش وسلطات الأمن تخدع المواطنين، فبلا شك أنك تفتقر إلى سمات القيادة الدستورية". وتصل عقوبة انتقاد المرشد الأعلى إلى السجن عامين.

التعليقات