الغموض يخيّم على تحطم الطائرة العسكرية الأميركية في أفغانستان

لا تزال ظروف تحطم طائرة تابعة للقوات الأميركية، الإثنين، في أفغانستان، غامضة، في منطقة تسيطر عليها حركة طالبان، وفيما أكد المتمردون "إسقاطها تكتيكيا"، نفى البنتاغون وجود "أي مؤشرات" لتعرضها لنيران عدوة.

الغموض يخيّم على تحطم الطائرة العسكرية الأميركية في أفغانستان

حطام الطائرة (أ ب)

لا تزال ظروف تحطم طائرة تابعة للقوات الأميركية، الإثنين، في أفغانستان، غامضة، في منطقة تسيطر عليها حركة طالبان، وفيما أكد المتمردون "إسقاطها تكتيكيا"، نفى البنتاغون وجود "أي مؤشرات" لتعرضها لنيران عدوة.

وأعلن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، في بيان أن "طائرة خاصة للمحتلين الأميركيين تحطمت في ولاية غزنة" مضيفا أن جميع أفراد الطاقم قُتلوا. وقال في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة "فرانس برس"، لاحقا، إن الطائرة "أُسقطت تكتيكيا" من غير أن يوضح كيفية إسقاطها.

وبعد ساعات، أكدت وزارة الدفاع الأميركية إنها طائرة عسكرية أميركية. وقال المتحدث باسم القوات الأميركية في أفغانستان، الكولونيل سوني ليجيت، في تغريدة "تحطمت طائرة أميركية في ولاية غزنة بأفغانستان".

وأضاف المتحدث "يجري التحقيق في أسباب تحطم الطائرة، لكن لا يوجد ما يشير إلى أن ذلك ناجم عن نيران عدوة" مشيرا إلى أن "تأكيدات طالبان بأن طائرة أخرى تحطمت هي تأكيدات خاطئة".

وأوضح ليجيت، أن الطائرة من طراز "بومبارديه إي 11 أيه"، وأضاف أن الطائرة يستخدمها الجيش الأميركي للمراقبة الإلكترونية على أفغانستان.

وسواء كان سقوط الطائرة ناجما عن حادث عرضي أو عمل حربي، فهو يأتي في وقت تجري مباحثات بين حركة طالبان والولايات المتحدة، حول شروط اتفاق يسمح بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان لقاء ضمانات أمنية.

وتسعى حركة طالبان إلى التوصل بنهاية كانون الثاني/ يناير الجاري، لاتفاق مع الأميركيين يضمن خروج القوات الأميركية من البلاد، وتبدي استعدادها لـ"خفض" عملياتها العسكرية التزامًا بشروط واشنطن، من أجل توقيع اتفاق، وفق ما قال متحدث باسم الحركة، الأسبوع الماضي.

من جهته، أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، روح الله أحمدزاي، أن الطائرة "ليست تابعة للقوات الجوية الأفغانية ولا لجهاز الاستخبارات ولا لوزارة الدفاع أو الداخلية".

وتُظهر مقاطع فيديو وصور نقلها حساب على "تويتر" مقّرب من حركة طالبان، ولم يتسنَّ التثبت من صحتها، حطام طائرة متوسّطة الحجم سقطت في حقل مكسو بالثلوج. وبدا ذيل الطائرة سليمًا وهو يحمل شعار سلاح الجو الأميركي.

وبحسب طالبان، كانت الطائرة "تحلّق في مهمّة مراقبة". وهذا النوع من الطائرات يستخدمه سلاح الجو الأميركي في أفغانستان للمراقبة الإلكترونية. وفي أحد المقاطع الفيديو المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر قرويون متجمعون حول الطائرة التي تخرج من هيكلها ألسنة نيران.

وأعلنت السلطات المحلية تحطم الطائرة نحو الساعة الواحدة ظهرا. ولاحقًا، أشارت هيئة الطيران المدني الأفغانية في بيان إلى أنه "لم يتمّ تسجيل تحطم أي طائرة تجارية".

ووقع الحادث في منطقة ديه ياك إلى شرق مدينة غزنة. وتسيطر حركة طالبان بشكل واسع على المنطقة باستثناء المدن، ما يجعل من الصعب إرسال فرق إغاثة ومحققين.

وتتكرر حوادث تحطم طائرات عسكرية، وخصوصا مروحيات، في أفغانستان بسبب تضاريس البلد الجبلية الوعرة وسوء الأحوال الجوية، لكنها تسجل في غالب الأحيان في صفوف القوات الأفغانية.

وتسيطر القوات الأميركية على المجال الجوي في أفغانستان، ما يمنحها حرية التحرك ويمكّنها من تقديم دعم للقوات المحلية، خصوصا وأن حركة طالبان لا تمتلك مضادات جوية فعالة.

وبدأت المفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وطالبان قبل نحو عام، لكن واشنطن علقتها مرتين، الأولى بعد اعتداء أودى بجندي أميركي، والثانية بعد هجوم لطالبان على قاعدة باغرام العسكرية التي تستخدمها القوات الأميركية.

ومنذ أسابيع تشترط واشنطن الحد من أعمال العنف لاستئناف المفاوضات الرسمية حول اتفاق ينص على خروج القوات الأميركية من أفغانستان، مقابل ضمانات أمنية بهدف إيجاد حل لنزاع مستمر منذ نحو عقدين.

التعليقات