وباء كورونا: عزلة الصين تزداد ودعوات لفتح تحقيق حول كل مصاب

ازدادت عزلة الصين على خلفية انتشار فيروس كورونا السبت فيما ارتفعت حصيلة الوفيات الناجمة عنه إلى 259، في وقت تصدرت الولايات المتحدة وأستراليا قائمة الدول التي فرضت إجراءات استثنائية لحظر السفر من وإلى الدولة الآسيوية.

وباء كورونا: عزلة الصين تزداد ودعوات لفتح تحقيق حول كل مصاب

(أ ب)

ازدادت عزلة الصين على خلفية انتشار فيروس كورونا السبت فيما ارتفعت حصيلة الوفيات الناجمة عنه إلى 259، في وقت تصدرت الولايات المتحدة وأستراليا قائمة الدول التي فرضت إجراءات استثنائية لحظر السفر من وإلى الدولة الآسيوية.

وعقب رصد كل حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، يجب فتح تحقيق دقيق لمعرفة الأشخاص الذين احتك بهم المصاب للتأكد من عدم انتقال العدوى لهم. بحسب المسؤول في وكالة الصحة العمومية الفرنسية برونو كوانيار، الذي قال إن "الهدف هو احتواء الوباء عبر قطع قنوات انتقال العدوى".

وأضاف أن تلك الإجراءات تتبع "بروتوكولات موحدة" تتناقش حولها الدول باستمرار تحت رعاية منظمة الصحة العالمية.

من جانبه، قال الدكتور بهارات بانكانيا من جامعة إكستر في إنكلترا إنه "بمجرد أن تتأكد حالة، تعمل السلطات على تحديد الأشخاص الذين احتك بهم المصاب لضمان عدم نشرهم العدوى".

وتبدأ الإجراءات باستجواب المريض، لتحديد الأشخاص الذين احتك بهم منذ ظهور أعراض الإصابة لديه، ثم يتواصل معهم أخصائيون في الأمراض الوبائية ويتم تصنيفهم وفق ثلاثة مستويات خطر: لا يوجد/ضئيل، ضعيف، ومتوسط/عالي.

ويقول الدكتور كوانيار إن مستوى الخطر الأعلى يأتي نتيجة "احتكاك لصيق، وجها لوجه، في مسافة أقل من متر وعلى امتداد فترة تتراوح بين 10 و15 دقيقة".

أما مستوى الخطر الأدنى فيخص مثلا الطاقم الطبي الذي يكون محميا بشكل جيد، أو أشخاصا "لهم احتكاك عرضي وعابر" مع المريض. ويوضح كوانيار ذلك بالقول إن "مررت بجانب مصاب في الشارع، لن تنتقل العدوى إليك".

لكن يرى البروفيسور مارتن هيبرد، من مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة أن الأمر لا يخص الدول النامية فقط، ويقول إنه "في حال انتشر الوباء على مستوى عالمي... قد يعجز النظام (الصحي) البريطاني عن التثبت من كل حالة مشتبه بها".

وانتشر الفيروس في أكثر من 20 دولة، فكانت بريطانيا وروسيا والسويد بين البلدان التي أكّدت أولى الإصابات لديها، ما دفع الحكومات للمسارعة إلى فرض قيود للحد من انتشاره.

وشددت الولايات المتحدة موقفها عبر الإعلان عن حالة طوارئ وطنية، لتمنع بشكل مؤقت دخول الأجانب الذين زاروا الصين خلال الأسبوعين الماضيين.

وقال وزير الصحة الأميركي، أليكس عازار، إن "المواطنين الأجانب، من غير أفراد العائلات المباشرين لمواطنين أميركيين أو آخرين يحملون إقامات دائمة ... سيمنعون من دخول الولايات المتحدة".

وأعلنت أستراليا كذلك أنها ستمنع دخول غير المواطنين أو المقيمين القادمين من الصين، بينما سيكون على من سافروا إلى البلد الآسيوي من مواطنين أو مقيمين "عزل أنفسهم" لمدة أسبوعين.

وأعلنت فيتنام تعليق جميع الرحلات من وإلى البر الصيني الرئيسي وهونغ كونغ اعتبارا من السبت في إطار "تشديد الإجراءات" لمكافحة الفيروس. وكانت تايوان على قائمة الوجهات الممنوعة، لكن الإشارة إليها ألغيت في ما بعد.

واتخذت دول بينها إيطاليا وسنغافورة ومنغوليا المجاورة للصين خطوات مشابهة.

وأوصت الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول مواطنيها بعدم السفر إلى الصين.

وأعلنت بريطانيا، اليوم السبت، أنها سحبت بشكل موقت عددا من الموظفين الدبلوماسيين وعائلاتهم من أنحاء الصين، بعد يوم على طلب وزارة الخارجية الأميركية من موظفي السفارة إرسال من هم دون 21 عاما من أفراد عائلاتهم إلى الولايات المتحدة.

وأصرت بكين على أنه بإمكانها احتواء الفيروس ووصفت توصية واشنطن ضد السفر إلى الصين بأنها "غير ودية".

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونينغ إنها "بالتأكيد ليست مبادرة حسن نية".

التعليقات