الرئيس الصيني يزور ووهان لأول مرة منذ تفشي كورونا

أجرى الرئيس الصيني شي جينبينغ، اليوم الثلاثاء زيارة هي الأولى إلى ووهان منذ أن باتت هذه المدينة بؤرة لفيروس كورونا المستجد بينما خففت السلطات القيود على السفر في المقاطعات المحيطة بها، في مؤشر على أن الوباء بات تحت السيطرة.

 الرئيس الصيني يزور ووهان لأول مرة منذ تفشي كورونا

الرئيس الصيني شي جينبينغ في ووهان (أ ب)

أجرى الرئيس الصيني شي جينبينغ، اليوم الثلاثاء زيارة هي الأولى إلى ووهان منذ أن باتت هذه المدينة بؤرة لفيروس كورونا المستجد بينما خففت السلطات القيود على السفر في المقاطعات المحيطة بها، في مؤشر على أن الوباء بات تحت السيطرة.

وزار جينبينغ في وقت تبدو إجراءات الحجر الصحي التي عزلت مدينة ووهان وباقي أنحاء مقاطعة هوباي وسط الصين أتت بثمارها، تزامنًا مع تقلص عدد الإصابات الجديدة بشكل كبير في الأسابيع الماضية.

وأعلنت هوباي قبل أسبوع أنها ستخفف قيود السفر في أنحاء المقاطعة، لكن التدابير لم تخفف على ما يبدو القيود على ووهان، كما لم تشر حول ما إذا كان باستطاعة الناس مغادرة المقاطعة البالغ عدد سكانها 56 نسمة.

وأظهرت مشاهد بثتها وسائل إعلام رسمية صورا للرئيس شي الذي وصل بالطائرة إلى عاصمة هوباي، مرتديا قناعا واقيا وهو يتحدث بالدائرة المغلقة مع عمال الصحة ومع المرضى الذين يرقدون في أحد مستشفيين ميدانيين أقيما في المدينة، ثم توجه إلى حي سكني في ووهان للتحدث إلى أشخاص يخضعون لحجر صحي ومع متطوعين محليين وفقا لوسائل إعلام رسمية.

وتجنب جينبينغ الذي يعد أقوى زعيم في الصين منذ ماو تسي تونغ، الظهور في وسائل الإعلام خلال معظم فترة الأزمة، وكلف رئيس الوزراء لي كه تشيانغ الإشراف على تدابير الرد على الوباء، لكن مع تراجع عدد الحالات الجديدة في الأسابيع الماضية، سلطت وسائل الإعلام الضوء على الدور الذي لعبه شي في مكافحة الفيروس، وبثت خطابا من الشهر الماضي قال فيه إن هناك تعليمات منذ مطلع كانون الثاني/يناير.

وقال المحلل السياسي المستقل هوا بو في بكين إن توقيت الزيارة يشير إلى "نصر مرحلي"، مضيفًا أن "زيارة جينبينغ هي للإعلان أن الوباء تمت السيطرة عليه فعليا، وهي محاولة لإخماد الانتقادات الخارجية له لعدم توجهه إلى الخطوط الأمامية".

وتعرضت السلطات لانتقادات حادة على الإنترنت، على خلفية تعاطيها مع الفيروس. وتعرض المسؤولون المحليون لانتقادات بشكل خاص لمعاقبة مبلّغين سعيا على ما يبدو للتغطية على الوباء في مطلع كانون الثاني/ يناير.

وقال المحاضر في الصحافة في جامعة هونغ كونغ، بابتيست بروس إن "خلال أسوأ فترات التفشي، تجنب شي بؤرة الفيروس لأنه لا يريد أن يتعرض للوم، لكن عندما يتحسن الوضع يتوجه إلى هناك لينال المديح".

وأثارت وفاة الطبيب لي وينليانغ بفيروس كوفيد-19 في شباط/ فبراير حزنا وغضبا على الانترنت، وكان هذا الطبيب من الذين دقوا ناقوس الخطر مطلع كانون الأول/ ديسمبر.

وقوبلت زيارة نائبة رئيس الوزراء سون شونلان إلى حي سكني في ووهان الأسبوع الماضي بغضب من الأهالي عندما اشتكى البعض من أن ما يعرض أمامها هو عملية تسليم "زائفة" لمواد غذائية، وهو ما يظهر أن جهود الدعاية الرسمية يمكن أن تأتي برد فعل عكسي بسهولة.

وقال المحلل الصيني هوا إن السبب الرئيسي لزيارة هو يعود إلى أن الوباء قد شكل ضغوطا هائلة على ثاني أكبر اقتصاد في العالم ويريد أن يستأنف العمل، مضيفًا أن "شي يريد أن يرفع معنويات الناس وزيارته تلمح إلى عودة تدريجية للحياة الطبيعية".

التعليقات