نصف العالم يخضع للعزل: 1169 وفاة بالولايات المتحدة جراء كورونا

فيروس كورونا مستمر بحصد الأرواح في أنحاء العالم، وزاد عدد الضحايا عن 52 ألف شخص، بحلول فجر اليوم الجمعة، مخلّفاً تداعيات اجتماعيّة واقتصاديّة تبدو دراماتيكيّة. وبات نصف سكّان العالم، أكثر 3.9 مليار شخص، خاضعين لإجراءات العزل والحجْر.

نصف العالم يخضع للعزل: 1169 وفاة بالولايات المتحدة جراء كورونا

نيويورك، أمس (أ.ب.)

استمر فيروس كورونا بحصد الأرواح في أنحاء العالم، وزاد عدد الضحايا عن 52 ألف شخص، بحلول فجر اليوم الجمعة، مخلّفاً تداعيات اجتماعيّة واقتصاديّة تبدو دراماتيكيّة. وبات نصف سكّان العالم، أكثر 3.9 مليار شخص، خاضعين لإجراءات العزل والحجْر.

وأقرت الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، الليلة الماضية، بالإجماع قرارا يدعو إلى "التعاون الدولي" لمكافحة الوباء، وهو أول نصّ تعتمده المنظّمة الدوليّة. والنصّ الذي حاولت روسيا وأربع دول أن تُعارضه، يشدّد على "ضرورة الاحترام الكامل لحقوق الإنسان" ويندّد بـ"كلّ أشكال التمييز والعنصريّة وكره الأجانب في الاستجابة للوباء".

وأحصت الولايات المتحدة، أمس، نحو 1200 حالة وفاة إضافيّة جرّاء فيروس كورونا المستجدّ، استنادًا إلى جامعة جونز هوبكنز، في أسوأ حصيلة يوميّة يُمكن أن تُسجّل في أيّ بلاد. ومع 1,169 حالة وفاة بين الساعة 8,30 مساءً بالتوقيت المحلّي الأربعاء، والساعة نفسها من مساء الخميس، بات إجماليّ عدد الوفيّات منذ بدء الوباء في الولايات المتحدة يبلغ حاليًا 6,088 حالة وفاة، وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية.

وبلغ العدد الإجماليّ للوفيّات في إيطاليا 13,915 وفاة، وإسبانيا 10,003 وفيّات، ولا تزال هذه المعطيات أعلى من الولايات المتحدة. وبين الأربعاء والخميس، أحصت الولايات المتحدة أيضًا أكثر من 30 ألف إصابة إضافيّة بكورونا، ما يرفع العدد الرسميّ للإصابات المسجّلة في البلاد إلى أكثر 243 ألفا، وفقا لجامعة جونز هوبكنز.

وبالاستناد إلى أرقام البيت الأبيض، يُتوقّع أن يودي الوباء بحياة ما بين 100 و240 ألف شخص في الولايات المتحدة. وطلب رئيس بلديّة نيويورك، بيل دي بلاسيو، أمس، من السكّان تغطية وجوههم عندما يغادرون منازلهم في هذه المدينة الأكثر تضرّراً من فيروس كورونا في الولايات المتحدة.

وأوضح دي بلاسيو في مؤتمر صحافي أنه "يُمكن أن يكون وشاحًا، شيئا صنعتُموه في المنزل، منديلًا". وأضاف "لا نريدكم أن تستخدموا الأقنعة التي تحتاجها طواقم الطوارئ ومقدّمو الرعاية الصحّية"، إذ إنّه ليس مؤكّداً أنّ هذه الأقنعة الطبّية ستكون متاحة بكمّيات كافية إلى حين انتهاء الوباء.

وسجّلت نيويورك منذ بداية الوباء 1562 حالة وفاة من جرّاء الإصابة بالفيروس، وفقًا للأرقام التي نشرها مساء أمس، مسؤولو الصحة في المدينة التي أحصت أيضًا 49,707 إصابة.

وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنّه أجرى فحصاً لفيروس كورونا المستجدّ، هو الثاني منذ بدء تفشّي الوباء، مشيراً إلى أنّ نتيجته جاءت سلبيّة. وقال خلال مؤتمر صحافي إنه "أجريتُ الفحص هذا الصباح"، مضيفاً أنّ نتيجة الاختبار جاءت "سلبيّة" لناحية الإصابة بالفيروس.

53,216 وفاة حول العالم

وسط هذه التطوّرات، أوضحت منظّمة الصحّة العالميّة أنّ الاختبارات التي تتيح الفصل في الشفاء التام للمصاب، هي "قيد التطوير" و"لم يتم تقييمها بعد".

إسبانيا، أول من أمس (أ.ب.)

وارتفعت حصيلة وفيات فيروس كورونا المستجد حول العالم إلى 53,216 على الأقل، وفق كمظمة الصحة العالمية. ومثّلت وفاة رضيع في ولاية كونيتيكت الأميركية صدمة، في ظل الاعتقاد السائد بأن الأطفال خارج دائرة الخطر نسبياً.

في إيطاليا، أغلقت مدينة ميلانو، أمس، محرقتها الرئيسيّة للجثث حتّى نهاية الشهر، بهدف التعامل مع العدد الكبير من الجثامين التي باتت مكدّسة جراء كورونا. وأقرّ مسؤولو المدينة التي تقع في مركز الوباء في إيطاليا، بأنّهم يعانون "تزايدا مستمرا ومتصاعدا في عدد الجثث التي تنتظر الحرق".

وفي فرنسا، بلغت حصيلة الوفيّات 5300 حالة، بينهم 900 توفّوا في دور المتقاعدين.

وعبّر رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحافي عن "القلق العميق" إزاء "النمو المطرد" لعدد الإصابات والوفيات. وقال "علينا الاتحاد لمكافحة هذا الفيروس الخطير".

وفي إيران، أعلنت السلطات، أمس، ارتفاع حصيلة الوفيات إلى 3160 شخصاً، في وقت حذر الرئيس، حسن روحاني، أن مواجهة الأزمة في البلاد قد تستغرق أشهرا. وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بإصابة رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، بالفيروس، لينضم بذلك إلى لائحة مسؤولي الجمهورية الإسلامية المصابين به.

في موسكو، أعلن الرئيس، فلاديمير بوتين، عن شهر نيسان/أبريل عطلة مدفوعة الراتب في روسيا.

وفرضت السعودية، أمس، حظرَ تجوّلٍ كاملًا في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة اللتين عادة ما يزورهما ملايين المسلمين لأداء الحج والعمرة.

وسجّلت أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي أكثر من 20 ألف إصابة بفيروس كورونا، أول من أمس، أي ضعف الحالات المسجّلة قبل خمسة أيام.

شكوك حيال الصين

تثير الأرقام الصينيّة شكوكا، إذ أفاد تقرير سرّي للاستخبارات الأميركية، تناوله عدد من البرلمانيين الأميركيين، أنّ بكين كذّبت وخفّضت الحصيلة. وردّت بكين بأنّ "أفعال بعض السياسيين الأميركيّين وتصرّفاتهم معيبة، وتفتقر إلى الأخلاقيات".

في بلجيكا، أودى الوباء بحياة أكثر من ألف شخص، وشهدت هذه الدولة تضاعفاً لعدد الوفيات في غضون ثلاثة أيام، خصوصاً بسبب احتساب وفيات سجلت في دور للمتقاعدين.

وبعد تأثرها سلباً بأرقام البطالة الأميركية، تحسنت مؤشرات البورصات عند الإغلاق على خلفية ارتفاع أسعار النفط، بعدما قال ترامب إنّ روسيا والسعودية تعتزمان انهاء حرب الأسعار عبر خفض الانتاج.

في غياب لقاحات وعلاج، يشكل العزل الوسيلة الأكثر فاعلية لمكافحة انتشار العدوى. وفرضت هذا الإجراء الأربعاء ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة ودولتا أريتريا وسيراليون، بينما أعلنت ألمانيا وإيطاليا والبرتغال تمديده.

ويمثّل ذلك تحدياً هائلاً أمام الدول الفقيرة، لكنّه لم يمنع الرئيس الفيليبيني، رودريغو دوتيرتي، من أن يطلب أمس من القوات الأمنية استهداف أي شخص يتسبب ب"اضطرابات" في المناطق الخاضعة للعزل.

التعليقات