رفع حذر لإجراءات العزل ومخاوف من هجمة أشد شراسة لكورونا

فيما تؤكد الأرقام تراجع تفشي فيروس كورونا المستجدّ في أوروبا والولايات المتحدة، يتواصل رفع إجراءات العزل عن سكان العديد من دول العالم بسرعات متفاوتة، في حين استعاد سكان إسبانيا السبت فرح ممارسة الرياضة والتنزه.

رفع حذر لإجراءات العزل ومخاوف من هجمة أشد شراسة لكورونا

من بكين، السبت (أ ب)

فيما تؤكد الأرقام تراجع تفشي فيروس كورونا المستجدّ في أوروبا والولايات المتحدة، يتواصل رفع إجراءات العزل عن سكان العديد من دول العالم بسرعات متفاوتة، وسط تحذيرات من موجة ثانية من حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد 19" قد تكون أسوأ من الأولى.

واستعاد سكان إسبانيا السبت فرح ممارسة الرياضة والتنزه، حيث تمتع سكان المدن الإسبانية بالخروج من المنازل لممارسة رياضة الجري في مجموعات، المشهد الذي أثار قلق البعض من موجة ثانية لتفشي العدوى.

وأعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم السبت، أنّ وضع الكمامات سيصبح "إلزاميا" في وسائل النقل العام بدءًا من الإثنين المقبل، مؤكدًا أن الحكومة ستوزّع ستة ملايين كمامة في أرجاء البلاد كافة وستعطي سبعة ملايين قناع إلى البلديات والمحافظات لتوزعها من جانبها.

(أ ب)

وينبغي تخفيف إجراءات العزل الصارمة التي فُرضت منذ منتصف آذار/ مارس على حوالى 47 مليون إسباني، على مراحل من الآن حتى نهاية حزيران/ يونيو، وذلك على غرار دول أوروبية أخرى تطبق فيها الحكومات تزامنا مع تراجع تفشي الوباء، رفع العزل بشكل تدريجي وحذِر لتجنب موجة إصابات جديدة.

وبدأ رفع العزل أيضًا في ألمانيا والنمسا والدول الإسكندينافية التي لا تزال تفرض قيودًا وتباعداً اجتماعياً. هكذا بات بإمكان النمساويين التنقل بدون قيود منذ الجمعة.

وتستعدّ فرنسا وإيطاليا لبدء رفع العزل؛ ففي إيطاليا حيث سجل ارتفاع في عدد الوفيات اليومية السبت (474 وفاة لكن بينها 282 وفاة خارج المستشفى جرت في نيسان/ أبريل ولم تحتسب حتى الآن)، ناشد مسؤول الخلية المكلفة مواجهة الوباء، دومينيكو أركوري، المواطنين بمواصلة التنبه فيما ستطبق إجراءات تخفيف العزل اعتبارا من الإثنين.

وقال "تبدأ الإثنين المرحلة الثانية. علينا أن ندرك أنها ستكون بداية تحد أكبر" منبها ألإيطاليين إلى أن "الحرية النسبية" التي ستمنح لهم سيعاد النظر فيها إذا انتشر الوباء مجددا.

وتابع أركوري "علينا أن نحافظ على التباعد الاجتماعي، وعلى درجة قصوى من النظافة الشخصية والكمامات. لقد بذلنا أقصى ما يمكننا على صعيد قدراتنا. اعتبارا من الإثنين، الأمر مرهون بكم".

وفي فرنسا، قررت الحكومة، اليوم السبت، تمديد حالة الطوارئ الصحية السارية في البلاد منذ 24 آذار/ مارس، حتى 24 تموز/ يوليو معتبرة أن رفعها سيكون "سابقا لأوانه".

وفي بريطانيا، بلغ الوباء ذروته وفق قول رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي وعد بالكشف عن خطة رفع العزل الأسبوع المقبل.

وبحسب صحيفة "ذي تايمز" فإن أحد الاحتمالات سيكون الطلب من مستخدمي وسائل النقل العام قياس حرارتهم قبل الخروج من منازلهم والبقاء فيها إذا كانت مرتفعة، وهو من أحد عوارض المرض.

وأودى الوباء بأكثر من 240 ألف شخص في العالم منذ ظهوره في كانون الأول/ ديسمبر في الصين، وسُجلت رسميًا أكثر من 3,3 ملايين إصابة في 195 دولة ومنطقة، بينها 1,5 مليون فقط في أوروبا.

والدول الأكثر تضررًا من حيث عدد الوفيات هي الولايات المتّحدة مع أكثر من 65 ألف وفاة وإيطاليا مع 28236 وفاة، تليها بريطانيا مع 27510 وفيات وإسبانيا مع 25100 وفاة وفرنسا مع 24594 وفاة.

وتعتبر روسيا (1222 وفاة) الدولة التي تسجّل حاليًا أكبر عدد من الإصابات الجديدة يوميًا. وأعلن رئيس بلدية العاصمة الروسية أنه بالاستناد إلى نتائج الفحوص، حوالي 2% من سكان موسكو، أي أكثر من 250 ألف شخص، مصابون بـ"كوفيد 19".

وفي الولايات المتحدة، ورغم أنّ أعداد الضحايا ما زالت مرتفعة، تتقدم الولايات الفدرالية على طريق رفع إجراءات الحجر. وسمحت وكالة الغذاء والدواء، السلطة الأميركية لضبط أسواق الأدوية، بشكل عاجل باستخدام العقار التجريبي "رمديسيفير" الذي يمكن على قولها أن يساعد في شفاء المرضى.

ولإنعاش الاقتصاد، بدأت أكثر من 35 من الولايات الأميركية الخمسين رفع إجراءات العزل الصارمة التي فرضتها، أو باتت على وشك القيام بذلك، بينما تتضاعف التظاهرات "لإعادة فتح أميركا" في جميع أنحاء البلاد.

وتوقفت الصين عمليا عن إعلان مزيد من الإصابات، وبدأ الصينيون عطلهم الحقيقية الجمعة، وهي الأولى منذ بداية الأزمة.

وفي هونغ كونغ، توجه السكان بكثافة إلى المتنزهات للاستفادة من العطلة الطويلة والطقس المشمس.

وفي البرازيل، أثار الرئيس جاير بولسونارو جدلا واسعا، عندما وجه له صحافي سؤالا يتعلق بوفاة أكثر من خمسة آلاف برازيلي بفيروس كورونا المستجد وكان رده "وإن يكن؟". ومنذ ذلك الحين، تجاوزت الحصيلة الرسمية أكثر من 6300 وفاة.

وفي أماكن أخرى في العالم، عبرت سلطات السنغال عن عزمها على مواصلة استخدام عقار "هيدروكسيكلوروكين" بعد تحليل أولي أثبت تراجعا لمدة بقاء المرضى في المستشفيات، فيما تواجه البلاد ارتفاعا في الحالات.

وتم الإفراج عن حوالي عشرة آلاف سجين في الفيليبين في محاولة لوقف انتشار الفيروس في السجون المكتظة بالبلاد.

وفي الهند (1218 وفاة) يشارك الممثل الأميركي ويل سميث وأسطورة الروك ميك جاغر، مع نجوم عالميين وآخرين من بوليوود في حفل افتراضي الأحد، لدعم حملة مكافحة "كوفيد 19".

ومدد العزل المشدد الذي فرض في 25 آذار/ مارس على 1,3 مليار هندي على الأقل حتى 17 أيار/ مايو، ما يلحق ضررا بملايين العمال ويوجه ضربة قاسية لثالث اقتصاد في آسيا.

من جهتها رفعت تركيا القيود عن تصدير المعدات الطبية، في إجراء يفترض أن يسهل بيع تجهيزات لدول غربية تواجه نقصا.

التعليقات