وزارة العدل تبرئ ترامب من تهم تدخل روسيا بانتخابات البلاد

حصل الرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب، على صك براءة من الاتهامات التي وُجّهت له ولمستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة، مايكل فلين، بعد أن أسقطت وزارة العدل التّهم الموجّه لهم في ما يتعلّق بتدخل روسيا في مجريات الانتخابات الأميركيّة في عام 2016. 

وزارة العدل تبرئ ترامب من تهم تدخل روسيا بانتخابات البلاد

(أ ب)

حصل الرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب، على صك براءة من الاتهامات التي وُجّهت له ولمستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة، مايكل فلين، بعد أن أسقطت وزارة العدل التّهم الموجّه لهم في ما يتعلّق بتدخل روسيا في مجريات الانتخابات الأميركيّة في عام 2016.

وأثار إعلان وزير العدل بيل بار، الجدل الذي يفضي بأنها لم تكن هناك أي مبررات في الأساس لملاحقة فلين -وهو الشخصية المركزية في التحقيقات بشأن التدخل الروسي- قضائيا، وبأن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) أساء استخدام سلطاته، الغضب في أوساط جزء من المجتمع القضائي.

لكنه أهدى ترامب نصرًا كبيرًا في إطار حملته التي تواصلت ثلاث سنوات لإقناع الأميركيين بأن التحقيق كان مجرّد عملية ذات دوافع سياسية لسحب الشرعية من رئاسته.

وقال ترامب لشبكة "فوكس نيوز"، إن "الناس عرفوا بمعظمهم منذ البداية بأنها كانت كلّها خدعة. كانت رواية مختلقة ومعيبة بحق أمّتنا". وأضاف أنهم "حاولوا الإطاحة برئيس الولايات المتحدة وهو في منصبه، رئيس الولايات المتحدة المنتخب حسب الأصول حتى قبل أن أفوز".

وتمنح خطوة بار، دفعة قوية لترامب، قبل ست شهور من الانتخابات الرئاسية يمكنه استخدامها ضد خصمه الديموقراطي جو بايدن، الذي كان نائب الرئيس في عهد باراك أوباما عندما انطلق التحقيق المبدئي لـ"إف بي آي" في تموز/ يوليو 2016.

وقال ترامب في حديثه عن الشخصيات التي انخرطت في التحقيق بشأن روسيا "هؤلاء سياسيون وعناصر شرطة قذرون وأشخاص مروعون. آمل بأن يدفعوا ثمنا باهظا يوما ما في المستقبل غير البعيد".

وأضاف أنه "إذا كان أحد يعتقد بأن (أوباما) وجو بايدن النائم لم يكونا على معرفة بما يحصل، فإنهم مخطئون". وتابع "أعتقد أنه وبايدن... كانا متورطين كثيرا في كل ما حصل".

وبطيّه صفحة قضية فلين، قضى بار على أي مبرر للتحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر بشأن التعاون بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا.

بيل بار (أ ب)

ولدى انتهاء التحقيق، قدّم مولر تفاصيل عن الاتصالات العديدة بين فريق حملة ترامب الانتخابية وروسيا والتي أشارت إلى أن التعاون الذي حصل لم يرق إلى جريمة.

وخيّم تحقيق مولر، الذي أدى إلى إدانة خمسة مساعدين آخرين لترامب أو اعترافهم بالذنب، على النصر الذي حققه الرئيس الحالي في انتخابات 2016 وهزّ البلاد على مدى عامين.

وفصّل مولر نحو عشر حالات يشتبه أن ترامب عرقل فيها سير العدالة، لكن التقرير لم يبرّئ الرئيس كما لم يتوصل إلى أنه ارتكب جريمة.

إلا أن بار، الذي عُيّن وزيرا للعدل عام 2018 بعدما قدّم حججا قانونية للبيت الأبيض ضد تحقيق مولر، أكد أن المحقق الخاص لم يتوصل إلى أن الرئيس اقترف أي خطأ يستدعي اتّخاذ اجراءات بشأنه.

لكن في تلك الأثناء، كان فلين اعترف بأنه كذب مرّة على مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن اتصالاته مع الروس وكان سيواجه حكما بالسجن.

واستمعت المحكمة لأدلة ملموسة بشأن محادثاته السرية في كانون الأول/ ديسمبر 2016 مع السفير الروسي لدى واشنطن لمناقشة اتفاقات من شأنها تقويض سياسة أوباما حيال موسكو.

لكن في تراجع غير مسبوق، قالت وزارة العدل للمحكمة الفدرالية في واشنطن الخميس إن اعتراف فلين بالذنب موضع نقاش إذ أن التحقيق لم يكن مبررا في الأساس. وقال بار لشبكة "سي بي إس نيوز"، "نعتقد أن واجبنا إسقاط الدعوى".

وأضاف "لم يكن من الممكن إثبات جريمة في هذه الحالة. لم يكن لديهم الأساس لفتح تحقيق مرتبط بالتجسس ضد فلين".

ورغم الأدلة التي جمعتها دوائر الاستخبارات الأميركية ومولر، إلا أن ترامب أصرّ مرارا على رفضه فكرة أن تكون روسيا تدخلت لمساعدته في 2016 أو أنه كان ينبغي التحقيق بشأنه أو بشأن أحد موظفيه. وقال ترامب عن المدير السابق لـ"إف بي آي" "انظروا إلى مولر، كان فاسدا تماما".

وأعلن ترامب انتصاره الجمعة، كما فعل في وقت سابق هذا العام بعدما برّأه مجلس الشيوخ عقب تصويت مجلس النواب لصالح عزله بشأن تهم منفصلة تتعلّق بأوكرانيا.

التعليقات