قاض أميركي يرفض التماسا حكوميا لمنع نشر كتاب بولتون

رفض قاض فدرالي أميركي، أمس السبت، أن يمنع نشر كتاب مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، والذي يسرد وقائع خطيرة عن انعدام "كفاءة" الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وطريقة إدارته "الفاسدة" للبلاد

قاض أميركي يرفض التماسا حكوميا لمنع نشر كتاب بولتون

(أ ب)

رفض قاض فدرالي أميركي، أمس السبت، أن يمنع نشر كتاب مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، والذي يسرد وقائع خطيرة عن انعدام "كفاءة" الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وطريقة إدارته "الفاسدة" للبلاد.

ورد القاضي رويس لامبرت، التماسا قدّمته إدارة ترامب لمنع نشر الكتاب لعدم تحصيله موافقة البيت الأبيض، معتبرا أنه فات الأوان لإصدار أمر بتقييد نشره.

ووزع الكتاب فعلا على عدد كبير من المكتبات ليبدأ بيعه الأسبوع المقبل، وقال القاضي في مقاطعة العاصمة واشنطن إن بولتون لم يستحصل على ما يبدو على موافقة من البيت الأبيض بأن كتابه لا يحوي معلومات مصنفة سرية، لكنه رفض مع ذلك منع نشرها.

وكتب القاضي في القرار "في حين يثير السلوك الأحادي لبولتون مخاوف كبرى على صعيد الأمن القومي، لم تتمكن الحكومة من إثبات أن المنع القضائي هو الحل المناسب".

وتابع القاضي أن مراجعة المقاطع التي تدّعي الإدارة الأميركية أنها تحوي معلومات مصنّفة سرية ولّدت لديه اقتناع بأن بولتون "بنشره كتابه يعرّض على الأرجح الأمن القومي للخطر".

ورغم عدم منع نشر الكتاب، أشاد ترامب على "تويتر" بعيد صدور القرار بـ"الانتصار القضائي الكبير" ضد بولتون.

وأضاف الرئيس الأميركي "بعد كشف الكتاب وتسريبه لكثير من الناس ووسائل الإعلام، من الواضح أنه لم يكن بمقدور القاضي الموقر فعل شيء لإيقافه... لكن، صدرت تصريحات قوية وشديدة وأحكام حول المال وخرق التحفّظ".

وتابع أن "بولتون خرق القانون وتمت إدانته وتوبيخه على ذلك".

من جهته، رحب محامي بولتون تشارلز كوبر بقرار القاضي لكنّه اعترض على الاستنتاج أن بولتون لم يلتزم بشكل كامل ضرورة التأكد من سرية المعلومات.

وقال كوبر في بيان إن "القضية ستتواصل (...) الرواية الكاملة للأحداث لم ترو بعد، لكن ذلك سيحصل".

وتم توزيع عدد كبير من نسخ كتاب "ذا روم وير إت هابند" على المكتبات استعدادا لنشره الثلاثاء، وقد أوردت وسائل إعلام عدة قسما كبيرا مما يتضمنه من انتقادات حادة لترامب.

يتناول الكتاب الفترة التي تولى فيها بولتون منصب مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي طوال 17 شهرا، وانتهت باستقالته في أيلول/ سبتمبر الماضي.

واعتبر بولتون الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري منذ وقت طويل، ويعتبر من صقوره اليمينيين، أن ترامب "غير مناسب للمنصب".

وكتب أنه "التمس" من الرئيس الصيني تشي جينبينغ خلال المفاوضات حول المبادلات التجارية شراء مزيد من المنتجات الزراعية لمساعدة الولايات الأميركية الزراعية، وذلك لتعزيز فرصه في الفوز بولاية ثانية في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر.

وأورد بولتون أيضا أن ترامب الذي لم يشغل سابقا أي منصب حكومي قبل توليه الرئاسة، كان يظن أن فنلندا جزء من روسيا.

ودعم بولتون المزاعم التي كانت سببا في إطلاق محاكمة لعزل ترامب العام الماضي، والمرتبطة بممارسته ضغطا على أوكرانيا لكشف فضائح تضعف خصمه الديموقراطي جو بايدن.

ولم يكتف مستشار الأمن القومي السابق بذلك، بل اعتبر أن ترامب ارتكب "تجاوزات مشابهة لملف أوكرانيا" عبر توظيف السياسة الخارجية لخدمة مصالحه الشخصية.

وفي حوار مع شبكة "إيه بي سي نيوز" اعتبر بولتون أنّه من المحتمل أنّ الملياردير الجمهوري "عرقل سير العدالة" خلال مفاوضات مع تركيا.

ووفق مقتطفات من المقابلة التي ستبث الأحد، قال المستشار السابق إنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اشتكى من الملاحقات القضائية لأحد أكبر البنوك التركية بسبب انتهاكه المفترض للعقوبات الأميركية على إيران، فقال له ترامب إنّه "سيتولى زمام الأمور".

وأوضح حينها ترامب أنّ المدّعين العامّين في نيويورك المسؤولين عن الملفّ عيّنهم سلفه الديموقراطي باراك أوباما ويمكنه تغييرهم.

وهزّت هذه المعلومات البيت الأبيض، وخصوصا أن مصدرها شخص كان له اطلاع واسع على طريقة عمل الإدارة الأميركية، وتأتي في وقت يتزايد انتقاد ترامب حول طريقة تعامله مع وباء كوفيد-19 ومع التوتر العرقي في البلاد.

لكن نائب المدعي العام ديفيد موريل قال إن بولتون وافق على عدم نشر كتاب يحوي معلومات سرية "بدون موافقة خطيّة"، واعتبر أنه "أخلف بوعده مقابل المال".

وجاءت ردود ترامب وموالين له على نشر الكتاب حادة.

ووصف الرئيس بولتون بأنه "جرو مريض" و"أحمق ممل"، فيما اعتبر وزير الخارجية مايك بومبيو أنه "خائن"، وقال في بيان إن "جون بولتون ينشر عددا من الأكاذيب".

التعليقات