المكسيك: محاولة اغتيال رئيس الشرطة تنذر بحرب محتملة

يخشى مسؤولون مكسيكيون وخبراء أمنيون من أن تتخذ المواجهة بين الجريمة المنظمة والدولة، بعدا آخر وسط استهداف لمسؤولين رفيعي المستوى آخرهم رئيس شرطة العاصمة المكسيكية

المكسيك: محاولة اغتيال رئيس الشرطة تنذر بحرب محتملة

(أ ب)

أثار تعرض رئيس شرطة العاصمة المكسيكية لمحاولة اغتيال يوم الجمعة الماضي، مخاوف من توسع غير مسبوق لنفوذ عصابات الإجرام المنظم التي ترهب مناطق كثيرة في البلاد.

وكان رئيس شرطة مكسيكو، عمر غارسيا حرفوش، قد أصيب في محاولة لقتله الجمعة الماضي، تخللها مقتل اثنين من حراسه الشخصيين وأحد المارة في كمين نُصب لسيارته أثناء مرورها في أحد أثرى أحياء العاصمة، والذي يعيش فيه بعض السفراء وكبار رجال الأعمال.

(أ ب)

وسرعان ما كتب غارسيا حرفوش تغريدة على "تويتر" زعم فيها أن أكبر تنظيم إجرامي في البلاد، "الجيل الجديد في خاليسكو"، يقف وراء محاولة اغتياله هذه التي اعتُقل أكثر من عشرة أشخاص في أعقابها.

وتسبب الهجوم الذي وقع في ساعات الفجر، بحسب ما تقوله مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز" ناتالي كيترويف، بزعزعة الصورة التي رسمتها العاصمة لنفسها داخل البلاد كـ"واحة" محمية إلى خد كبير من أعمال العنف المروعة التي تسود في أجزاء أخرى من المكسيك التي تعاني من أعلى معدلات القتل والجريمة في العالم.

(أ ب)

وقالت كيترويف إنه إذا ما أثبتت التحقيقات أن ما جرى هو عبارة عن محاولة اغتيال منظمة، فإن ذلك سيكون مؤشرا على تصعيد محتمل في المعركة بين قوات الأمن والجريمة المنظمة. وأشار خبراء أمنيون إلى أن هذا من شأنه أن يثبت عدم قدرة الحكومة على تقويض الجماعات الإجرامية التي تمارس نفوذا واسعا على مناطق شاسعة من المكسيك، إلى حد دفع الكثيرين من أبناء تلك المناطق إلى الانخراط في جماعات مسلحة مُدارة محليا لمكافحة توسع سيطرة العصابات على قراهم ومدنهم.

وقالت الخبيرة الأميركية في شؤون الجريمة المنظمة من "معهد بروكينغز"، فاندا فيلباب براون، إن محاولة الاغتيال تمثل "خرقا كبيرا لما يمكن اعتباره واحدة من أكثر المناطق أمانا وحراسة في المدينة. إنها لسقطة تكتيكية هائلة أن تُتاح إصابة مسؤول حكومي بهذه الأهمية بثلاث رصاصات".

وأوضحت مراسلة الصحيفة أن مدينة مكسيكو أصبحت أكثر خطورة خلال العقد الماضي الذي شهد ارتفاعا في جرائم القتل والخطف والابتزاز. ولكن رغم تزايد قوة العصابات في العاصمة فإنه تبقى محدودة للغاية مقارنة مع نفوذها الهائل خارجها، وسيطرتها على تجارة المخدرات في البلاد.

وقال المحلل الأمني في المدينة، أليخاندرو هوب، والذي أشار إلى أن هذه ستكون أول محاولة اغتيال لمسؤول أمني بهذه الدرجة من الأهمية، إنه إذا ما ثبت أن عصابة "خاليسكو" ضالعة في الهجوم، فإن ذلك سيكون بمثابة مؤشر على استعداد أفراد العصابة للدخول في مواجهة مباشرة مع الدولة.

وأوضحت الصحيفة أنه منذ تولي غارسيا حرفوش منصبه العام الماضي، يقود حملة شرسة ضد الجريمة المنظمة، متمعنا بالتواطؤ ضباط شرطة مع منظمات الجريمة.

وقالت عمدة مدينة مكسيكو، كلوديا شينباوم، في مؤتمر صحافي، إن الحكومة في حالة "تأهب"، وتراقب تصاعد العنف وتعتزم تجنيد الحرس الوطني لدعم قوة الشرطة المحلية، موضحة أنها لم تتلق أي تهديدات بالقتل.

وقال وزير الأمن المكسيكي ألفونسو دورازو مونتانيو، للصحافيين، إن ثلاثة مسؤولين حكوميين آخرين واجهوا تهديدات بالقتل رغم أنه لن يقدم تفاصيل حول ذلك، مشددا على أنه ما من إشارة بعد على أن المهاجمين كانت لديهم معرفة داخلية بالطريق الذي كان يسلكه غارسيا حرفوش يوم الجمعة.

ويعد هذا ثانى هجوم بارز على مسئول حكومي فى المكسيك هذا الشهر. ففي الأسبوع الماضي، قُتل القاضي الفيدرالي، أوريل فيليجاس أورتيز، وزوجته، رميا بالرصاص في منزله في ولاية كوليما.

وأكد دورازو مونتانيو يوم الجمعة أن "الفرضية الأولية" تشير إلى أن "الجيل الجديد في خاليسكو" كان متورطًا في إطلاق النار على القاضي وزوجته.

التعليقات