باكستان: هجوم على بورصة كراتشي يخلّف قتلى وجرحى

قتل ستة أشخاص على الأقل وأصيب عدد غير معروف، في هجوم نفذه مسلحون انفصاليون اليوم الإثنين، على بورصة العاصمة المالية لباكستان، كراتشي، الواقعة في جنوبي البلاد

باكستان: هجوم على بورصة كراتشي يخلّف قتلى وجرحى

(أ ب)

قتل ستة أشخاص على الأقل وأصيب عدد غير معروف، في هجوم نفذه مسلحون انفصاليون اليوم الإثنين، على بورصة العاصمة المالية لباكستان، كراتشي، الواقعة في جنوبي البلاد.

وأعلنت الشرطة في بيان أن الهجوم الذي تبنته مجموعة انفصالية من إقليم بلوشستان المجاور، قتلت أربعة حراس ومدنيا، إلى جانب شرطي "في هجوم إرهابي بالقنبلة وسلاح رشاش" ضد بورصة كراتشي.

من جهتها أعلنت أبرز منظمة إسعاف في كراتشي "إيدهي" عن سقوط سبعة قتلى وسبعة جرحى بحسب ما أفاد مسؤول فيها.

(أ ب)

وقالت الشرطة إن عناصرها تمكنوا من قتل المهاجمين الأربعة.

وأعلن "جيش تحرير بلوشستان" مسؤوليته عن الهجوم في رسالة إلى وكالة "فرانس برس" للأبناء، موضحا أن وحدة نخبة من مقاتليه نفذته.

وهذه المجموعة إحدى المجموعات المتمردة العديدة التي تقاتل أساسا في بلوشستان التي شهدت أعمال عنف انفصالية وإسلامية وطائفية لأعوام.

واستهدفت المجموعة مشاريع للبنى التحتية وعمالا صينيين في باكستان مرارا في الأعوام الماضية بما في ذلك هجوم في وضح النهار على القنصلية الصينية في كراتشي أسفر في 2018 عن مقتل أربعة أشخاص.

ومن جهته علق المحلل محمد سهيل على تويتر قائلاً "هجوم فاشل على بورصة باكستان"، مضيفاً "المداولات تجري على نحو سلس ومتواصلة. مؤشر +بي أس أكس+ المرجعي هو من الأفضل أداء في آسيا حتى اليوم. هذه هي قدرة باكستان على الصمود".

وتبنى "جيش تحرير بلوشستان" عبر تويتر الهجوم الذي نفذه "لواء مجيد" وهي وحدة نخبة من مهاجمين انتحاريين من مقاتليه، وقال إنها تمكنت لبعض الوقت من "السيطرة على المنطقة".

وشاركت المنظمة بعد ذلك صورةً للمقاتلين الأربعة، منفذي "الهجوم الانتحاري" كما قالت، مرتدين لباساً عسكرياً رمليّ اللون، ورافعين رشاشات "كلاشينكوف" وتظهر خلفهم الصحراء.

ويعد إقليم بلوشستان الحدودي مع أفغانستان وإيران أحد أفقر أقاليم باكستان، رغم أنه الأكبر من حيث المساحة ويتمتع باحتياطات كبيرة من المشتقات النفطية والمعادن.

لكنه أيضاً أقل الأقاليم استقراراً، فقد قتل فيه المئات خلال الأعوام الماضية جراء التمرد الانفصالي وأعمال العنف.

وهذا ليس الهجوم الأول لـ"جيش تحرير بلوشستان" ضد رموز ما يرى أنه استيلاء إسلام أباد على موارد المنطقة.

واستهدفت هذه المجموعة عدة مرات في الأعوام الأخيرة المصالح الصينية، فالصين تستثمر بشكل كبير في باكستان في إطار مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي يشكل ميناء غوادار (بلوشستان) في المياه العميقة الحلقة الأساسية فيه.

ويهدف مشروع الممر الاقتصادي إلى ربط محافظة شينجيانغ الغربية الصينية بميناء غوادار. كما يفترض أن تبنى في إطاره العديد من الطرق السريعة والمحطات الكهربائية والمستشفيات وغيرها. وبفضل هذا المشروع، سيصبح للسلع الصينية ممراً مباشراً إلى بحر العرب.

وهاجم "جيش تحرير بلوشستان" في أيار/مايو 2019 فندقاً فاخراً مطلاً على ميناء غوادار، أسفر عن خمسة قتلى وستة جرحى. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، تبنت المجموعة هجوماً على القنصلية الصينية في كراتشي نفذه مسلحون.

يأتي الهجوم على بورصة كراتشي بعد عشرة أيام من إلقاء قنبلة في المدينة نفسها على صف انتظار أمام مركز لتقديم المساعدات الاجتماعية، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة ثمانية بجروح.

وبعد عقد دموي كانت الهجمات خلاله تنفذ يومياً، خفتت وتيرة العنف بشدة في باكستان. وباتت هذه الهجمات استثناء لما كان يشكل في ما مضى القاعدة.

وأصبحت كراتشي التي كانت نسبة الجريمة فيها مرتفعةً لسنوات، أكثر أمناً بكثير حالياً بعدما وضعت قوات الأمن يدها على المنطقة.

التعليقات