بكين تسيطر على القنصلية الأميركية في شنغدو

فرضت الصين، اليوم الإثنين، سيطرتها على قنصلية الولايات المتحدة في شنغدو، بعد ثلاثة أيام على صدور أمر من بكين بإغلاقها ردا على إغلاق الولايات المتحدة القنصلية الصينية في هيوستن.

بكين تسيطر على القنصلية الأميركية في شنغدو

من أمام القنصلية الأميركية في شينغدو (أ ب)

فرضت الصين، اليوم الإثنين، سيطرتها على قنصلية الولايات المتحدة في شنغدو، بعد ثلاثة أيام على صدور أمر من بكين بإغلاقها ردا على إغلاق الولايات المتحدة القنصلية الصينية في هيوستن.

وأظهرت تسجيلات مصورة بثّتها شبكة "سي سي تي في" الرسمية في وقت مبكر اليوم الإثنين إنزال العلم الأميركي في المبنى، بعدما تفاقم التوتر الدبلوماسي بين القوتين اللتين اتهمت كل منهما الأخرى بتعريض أمنها القومي للخطر.

وأفاد بيان لوزارة الخارجية أن "السلطات الصينية دخلت لاحقا من المدخل الأمامي وسيطرت على القنصلية".

أثناء دخول السلطات الصينية للقنصلية الأميركية (أ ب)

وتدهورت العلاقات بين البلدين في الأسابيع الأخيرة في ظل خلاف يذكّر بالحرب الباردة، إذ أمرت السلطات الصينية يوم الجمعة الماضي بإغلاق قنصلية شينغدو ردا على أمر مماثل صدر في الولايات المتحدة تجاه قنصلية بكين في هيوستن في ولاية تكساس.

وأغلقت القنصليتان بعد 72 ساعة من صدور الأوامر، وأغلقت الشرطة الصينية الطريق المؤدي إلى قنصلية شينغدو اليوم الإثنين. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن موظفين غادروا المجمّع حوالي الساعة السادسة صباحا اليوم الإثنين.

وفي عطلة نهاية الأسبوع، شوهدت شاحنات لنقل الأمتعة تدخل إلى المقر بينما جرّ عمال نظافة أكياس قمامة سوداء كبيرة من القنصلية. وفي يوم السبت الماضي، شاهد مراسلو "فرانس برس" عمالا يزيلون شعار الولايات المتحدة من واجهة المبنى.

ومر الكثير من سكان المدينة التي تعد 16,5 مليون نسمة من أمام المبنى في عطلة نهاية الأسبوع، حيث التقط كثيرون صورا للمكان.

وتعنى قنصلية واشنطن في شينغدو بشؤون منطقة جنوب غرب الصين والتي تضم التيبت. ويتّهم الكثير من أهالي التيبت الحكومة المركزية باضطهادهم دينيا ومحاولة طمس ثقافتهم.

وأصرت بكين على أن إغلاق القنصلية كان "ردا مشروعا وضروريا على الإجراءات غير المنطقية التي اتّخذتها الولايات المتحدة"، بينما اتهمت موظفين في البعثة بتعريض الأمن والمصالح الصينية للخطر.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، وانغ وينبين للصحافيين إن بعض الموظفين الأميركيين في قنصلية شينغدو "انخرطوا في أنشطة خارج صلاحياتهم وتدخلوا في شؤون الصين الداخلية وعرّضوا أمن ومصالح الصين للخطر".

بدورهم، أشار مسؤولون في واشنطن إلى جهود غير مقبولة تقوم بها القنصلية الصينية في هيوستن لسرقة أسرار شركات أميركية وأبحاث طبية وعلمية.

وارتفع منسوب التوتر بين القوتين الاقتصاديتين بشأن ملفات عدة بينها التجارة وطريقة تعامل بكين مع تفشي فيروس كورونا المستجد وقانون هونغ هونغ الجديد للأمن القومي بينما حذّر مسؤولون أميركيون من "طغيان" الصين.

وغادر آخر الدبلوماسيين الصينيين قنصلية هيوستن يوم الجمعة الماضي، حيث شوهد مسؤولون هناك وهم يحمّلون أكياسا كبيرة من الوثائق وغيرها على متن شاحنات، بينما ألقوا بعضها في حاويات القمامة.

وأعلنت الصين السبت أن عناصر أميركيين دخلوا "بالقوة" قنصلية هيوستن التي وصفتها بأنها ضمن "أملاك صينية وطنية".

وحذّرت في بيانها من أن "الصين سترد بالشكل المناسب والضروري" على ذلك.

وحذّرت صحيفة "غلوبال تايمز" في افتتاحية اليوم الإثنين من أن "القرن الـ21 سيكون أكثر ظلمة واضطرابا من حقبة الحرب الباردة... إذا كانت واشنطن عازمة على دفع العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في الاتجاه الأسوأ".

التعليقات