أوروبا تشدد الإجراءات لاحتواء كورونا

دأت موجة التفشي الثانية لفيروس كورونا المستجد، تصل إلى ذروتها في القارة الأوروبية، التي سجلت وحدها 700 ألف إصابة بالفيروس خلال الأسبوع الماضي؛ وهو أعلى معدل إصابات أسبوعي منذ ظهور الجائحة، ما دفع كبرى الدول في أوروبا إلى تشديد الإجراءات الاحترازية

أوروبا تشدد الإجراءات لاحتواء كورونا

من العاصمة الفرنسية، باريس (أ ب)

بدأت موجة التفشي الثانية لفيروس كورونا المستجد، تصل إلى ذروتها في القارة الأوروبية، التي سجلت وحدها 700 ألف إصابة بالفيروس خلال الأسبوع الماضي؛ وهو أعلى معدل إصابات أسبوعي منذ ظهور الجائحة، ما دفع كبرى الدول في أوروبا إلى تشديد الإجراءات الاحترازية التي تتخذها للحد من انتشار الفيروس وتقليل عدد الإصابات ومعدل الوفيات.

مع نحو مليون حالة وفاة و40 مليون إصابة تقريبا عبر العالم، بدأت مناطق مثل أوروبا التي سيطرت على الوباء في بداياته، تواجه خيارات صعبة حول كيفية التعامل مع الموجة الجديدة من دون العواقب الاقتصادية الكارثية التي قد تنجم عن إغلاق تام للبلاد.

فرض الطوارئ في فرنسا

وعلى خلفية ذلك التفشي السريع الجديد للفيروس، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إعادة فرض حالة الطوارئ الطبية لمدة شهر، والعمل بنظام حظر التجوال الجزئي خلال ساعات الليل (بين 9 مساء و6 صباحا) في 9 مدن رئيسية كبرى بينها العاصمة باريس.

وتنص القرارات الجديدة في فرنسا والمقرر بدء سريانها السبت المقبل، غلق دور السينما والمطاعم والحانات وكل الأماكن غير الحيوية التي تستقبل أعدادا كبيرة من الزبائن بدءا من التاسعة.

كما شدد الرئيس الفرنسي على أن الحكومة لن تحد من التحركات بين المناطق والأقاليم، لكنها تطلب من الناس احترام القواعد وخاصة في العطلات وعطلة الخريف تحديدا ومناسبات التقاء العائلات.

وسبق أن أعلنت الحكومة الفرنسية حالة الطوارئ في مجال الصحة العامة في آذار/ مارس الماضي، واستمرت 3 أشهر.

وسجلت فرنسا 22 ألف و591 إصابة جديدة بكورونا، الأربعاء، وهي المرة الثالثة في ستة أيام التي يتجاوز فيها العدد اليومي عتبة 20 ألفا.

إسبانيا... أول دولة أوروبية تقترب من عتبة المليون إصابة

وتسجل إسبانيا حاليا أحد أعلى معدلات الإصابة في أوروبا، لتكون بذلك أول دولة بالقارة العجوز تقترب من عتبة المليون إصابة.

وسجلت إسبانيا حتى الأربعاء، ما يقرب من 900 ألف إصابة وأكثر من 33 ألف وفاة.

وفي إطار جهود الحكومة الإسبانية للتصدي للموجة الثانية من جائحة كورونا، يحظر على الحانات والمطاعم العمل بعد الساعة 11 مساء، كما لا يسمح لسكان العاصمة مدريد بمغادرتها.

وفي إقليم كتالونيا، شمال شرقي إسبانيا، تم إلزام الحانات والمطاعم بالإغلاق لمدة 15 يوما اعتبارا من الخميس.

فيما سيسمح للصالات الرياضية وقاعات الأنشطة الثقافية بالعمل بـ 50 في المئة فقط من طاقتها الاستيعابية.

إيطاليا... مستوى قياسي للإصابات بكورونا

وسجلت إيطاليا، الأربعاء، أعلى زيادة يومية في حالات الإصابة بفيروس كورونا منذ بداية الوباء.

ورصدت السلطات الصحية الإيطالية تسجيل 7 ألاف و332 إصابة جديدة بكورونا جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية؛ ليصل العدد الإجمالي للحالات المؤكدة إلى 372 ألف و799 إصابة على الأقل منذ بداية الجائحة.

ويتجاوز الرقم الجديد للإصابات اليومية الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله خلال الموجة الأولى من الوباء في 21 آذار/ مارس الماضي، عندما تم تسجيل ما لا يقل عن 6 ألاف و557 إصابة خلال يوم واحد.

يشار إلى أن إيطاليا كانت واحدة من أكثر البلدان الأوروبية تضررا خلال الموجة الأولى من الجائحة.

ألمانيا تواجه مرحلة حاسمة

من جانبها وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، المرحلة الحالية من مواجهة كورونا بأنها "حاسمة" بالنسبة لبلادها.

وقالت عقب اجتماع اتفقت فيه مع مسؤولي الولايات الألمانية الـ16 على إجراءات أكثر صرامة للسيطرة على الفيروس: "نحن في مرحلة النمو المتسارع، والأرقام اليومية تظهر ذلك".

وشددت على أن الإجراءات المقبلة ستكون "حاسمة" في تحديد مدى نجاح البلاد في مواجهة جائحة كورونا.

وقالت ميركل إنّ الإجراءات المشدّدة الجديدة ستشمل على سبيل المثال منع مشاركة أكثر من 15 شخصًا في أي مناسبة خاصة إذا كانت هذه المناسبة تجري في ولاية يزيد فيها معدل الإصابات اليومية بالفيروس عن 35 إصابة جديدة يوميًا لكل 100 ألف نسمة على مدى سبعة أيام.

وأضافت "أنا مقتنعة بأنّ ما نقوم به الآن سيحدّد الطريقة التي سنتخطّى فيها هذا الوباء".

بريطانيا... دعوات للإغلاق التام

وبينما يرفض رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، فكرة الإغلاق التام في البلاد، ظهرت دعوات عدة بعضها من مسؤولين للجوء إلى هذا المستوى للتصدي لجائحة كورونا.

وطالب رئيس حزب العمال المعارض، كير ستارمر، بإغلاق البلاد لمدة أسبوعين أو ثلاثة "لكسر سلسلة العدوى" وإبطاء وتيرة الإصابات.

وقال إن الحكومة "فقدت السيطرة" على الوباء بتجاهلها اقتراحات خبراء علميين طالبوا في 21 أيلول/ سبتمبر الماضي بتدابير صارمة.

وفي هذا السياق، ستغلق إيرلندا الشمالية المدارس اعتبارا من الإثنين لمدة أسبوعين، كما ستقتصر خدمات المطاعم اعتبارا من الجمعة على الوجبات التي يتم توصيلها أو يستلمها الزبائن بأنفسهم.

كما أصدرت حكومة ويلز البريطانية، الأربعاء، قرارا بحظر دخول الأشخاص القادمين من بعض مناطق المملكة المتحدة إلى أراضيها، بدءا من الجمعة المقبلة.

وقال رئيس حكومة ويلز، مارك دريكفورد، إنه سيتم حظر دخول الأشخاص من أجزاء من إنجلترا، واسكتلندا، وإيرلندا الشمالية بهدف "منع انتشار العدوى داخل ويلز وأماكن أخرى في المملكة المتحدة".

وحتى فجر، الخميس، تجاوز عدد مصابي كورونا بالعالم، 38 مليونا و721 ألفًا، توفي منهم أكثر من مليون و96 ألفًا، وتعافى ما يزيد على 29 مليونا و102 ألفا، وفق موقع "worldometer" المتخصص في رصد ضحايا الفيروس حول العالم.

وفي هولندا، حيث اعتمدت إجراءات جديدة مع قيود على بيع الكحول ووضع الكمامة، رقص مواطنون وشربوا على وقع موسيقى التكنو حتى الدقائق الأخيرة قبل إقفال الحانات والمطاعم و"المقاهي" التي تبيع حشيشة الكيف.

وفي إيرلندا، أعلن رئيس الوزراء مايكل مارتن إجراءات جديدة عند الحدود مع منطقة إيرلندا الشمالية البريطانية تشمل إغلاق المتاجر غير الأساسية والقاعات الرياضية والمسابح ومراكز الترفيه.

التعليقات