ترامب يكذّب استطلاعات الرأي.. بايدن: زمن "الفوضى" قد ولّى

كذّب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الإثنين، عشيّة الانتخابات الرئاسية، استطلاعات الرأي التي تتوقع فوز منافسه الديمقراطي، فيما حثّ جو بايدن الأميركيين على إنهاء "الفوضى" التي شهدتها السنوات الأربع الماضية.

ترامب يكذّب استطلاعات الرأي.. بايدن: زمن

ترامب خلال مشاركته في تجمع انتخابي (أ ب)

كذّب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الإثنين، عشيّة الانتخابات الرئاسية، استطلاعات الرأي التي تتوقع فوز منافسه الديمقراطي، فيما حثّ جو بايدن الأميركيين على إنهاء "الفوضى" التي شهدتها السنوات الأربع الماضية.

وعلى مدى أشهر، أظهرت استطلاعات الرأي أن بايدن هو الأوفر حظًا للفوز بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، لكن ترامب يقول إنه سيكذبها مثلما حدث لدى فوزه المفاجئ في عام 2016.

ووفقًا لمتوسط استطلاعات الرأي الذي حدده موقع "ريلكليربوليتيكس"، يتقدم جو بايدن السباق، بحصوله على 51% من نوايا التصويت، بـ6,7 نقاط على دونالد ترامب الذي حصل على 44,3%.

وظلّ هذا التقدم مستقرا على نطاق واسع على مدى أشهر الحملة، حتى وإن وصل في بعض الأحيان إلى نحو عشر نقاط.

والفارق الحالي هو أكثر من ضعف ما حصلت عليه هيلاري كلينتون عشية التصويت قبل أربع سنوات. في ذلك الوقت، كانت استطلاعات الرأي صحيحة نسبيًا في ما يتعلق بالتصويت الشعبي الذي فازت به المرشحة الديمقراطية.

وقال ترامب أمام أنصاره في فايتفيل في ولاية كارولاينا الشمالية في أول تجمع من خمسة يشارك فيها في اليوم الأخير من الحملة: "أشاهد استطلاعات الرأي الكاذبة، غدا سنفوز في أية حال بأربعة أعوام إضافية في البيت الأبيض".

وعكس تهجُّم ترامب على منظمي استطلاعات الرأي، جنبًا إلى جنب مع صبِّ غضبه على الجميع من الصحافيين إلى الرؤساء التنفيذيين لمنصات التواصل الاجتماعي، ومنافسته المهزومة عام 2016 هيلاري كلينتون وخصومه الديمقراطيين في الكونغرس؛ مزاجه المرير وهو يواجه احتمال إبعاده من البيت الأبيض بعد ولاية رئاسية واحدة.

وعندما لم يوجه اللوم إلى خصومه "الملتوين"، ركّز ترامب مجددا على محاولاته المستمرة منذ شهور لتصوير بايدن على أنه "نائم" و"فاسد"، ما دفع الجمهور إلى الهتاف: "احبسوه!".

وسعى ترامب لاستعادة زخم فوزه المفاجئ قبل أربع سنوات بتصوير نفسه على أنه متمرد ضد مؤسسة "متعجرفة وفاسدة وعديمة الرحمة".

وقال للجمهور: "لقد انتخبتم شخصًا من خارج المؤسسة كرئيس وضع أميركا أخيرا في المقام الأول ... اخرجوا وصوّتوا، هذا كل ما أطلبه".

لكن بايدن الذي بنى حملته الانتخابية على وصف ترامب بأنه فاشل ومتهور خلال جائحة كورونا المستجد، تصرف كمن يشعر بقرب النصر إذ تمنحه استطلاعات الرأي تقدما طفيفا ولكنه ثابت في جميع الولايات المتأرجحة التي تقرر من يفوز، بل وتهدد معاقل للجمهوريين مثل جورجيا وتكساس.

ترامب خلال مشاركته في تجمع انتخابي (أ ب)

وقال بايدن خلال تجمع يوم الإثنين، في أوهايو: "شبعنا من الفوضى. شبعنا من التغريدات، من الغضب، من الكراهية، من الفشل وانعدام المسؤولية"، مضيفا: "حان الوقت ليحزم دونالد ترامب حقائبه ويعود إلى منزله".

وأعلن فريق حملة بايدن الإثنين، أنه سيكون في ولاية بنسلفانيا الثلاثاء، يوم الانتخابات، لتشجيع الناخبين على التوجه إلى صناديق الاقتراع.

كذلك، سيتوجه بايدن إلى مسقطه سكرانتون وإلى فيلادلفيا فيما تتوجه كامالا هاريس التي اختارها لتكون نائبته في حال فوزه إلى ميشيغن وزوجته جيل إلى فلوريدا، وفق بيان.

ويوم الثلاثاء هو يوم الانتخابات رسميًا ولكنه في الواقع يمثل تتويجًا لشهر انتخابي طويل. ومع التوسع الهائل للتصويت عبر البريد في سبيل الوقاية من جائحة كورونا (كوفيد- 19)، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 95 مليون شخص قد أدلوا بأصواتهم بالفعل، ما يسلط الضوء على أن الانتخابات تحولت لاستفتاء على الولاية الأولى لترامب الجمهوري الذي حطّم الأعراف التقليدية.

مؤيّدة لبايدن (أ ب)

وفي جميع أنحاء وسط واشنطن، أغلقت الشركات واجهاتها تحسبا لاندلاع اضطرابات وأفادت قناة "أن بي سي نيوز" أنه جرى التخطيط لوضع سياج جديد "لا يمكن تسلقه" حول البيت الأبيض المحاط بطبقات متزايدة من التحصينات منذ احتجاجات الصيف المناهضة للعنصرية.

وفيما حذرت إدارة ترامب من تسبب المتطرفين اليساريين في إحداث الفوضى، قام أنصار الرئيس باستعراض قوة وقادوا قوافل من شاحنات مزينة بالأعلام وأغلقوا العديد من الطرق في جميع أنحاء البلاد.

وقال مكتب التحقيقات الفدرالي إنه يحقق في حادثة وقعت في تكساس حيث طوق أنصار ترامب بشاحناتهم الصغيرة حافلة حملة بايدن بينما كانت على طريق سريع.

من جانبه، دعا رئيس بلدية فيلادلفيا، الديمقراطي جيم كيني، إلى الصبر والهدوء عشية الانتخابات. وطمأن كيني الناخبين إلى أن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة على الرغم من ادعاءات ترامب باحتمال حدوث تزوير في ولاية بنسلفانيا التي فاز فيها بأغلبية 44 ألف صوت فقط في عام 2016. وفوزه بالولاية الرئيسية مهم لإعادة انتخابه.

أوباما في اجتماع انتخابي لبايدن (أ ب)

ووعد كيني بتعداد عادل ودقيق لبطاقات الاقتراع الشخصية والبريدية، وقال: "نتوقع طوابير طويلة أمام صناديق الاقتراع لذا في يوم الانتخابات، يُرجى التحلي بالصبر والهدوء".

وينهي بايدن حملته التي أجراها بهدوء بتنظيم تجمعات احتُرم خلالها التباعد الاجتماعي في أوهايو وبنسلفانيا، أعنف ساحة معركة على الإطلاق.

وأعلن انضمام نجمة البوب ليدي غاغا إلى حملة بايدن البالغ من العمر 77 عامًا، في حين تدخل الرئيس السابق باراك أوباما بوزنه السياسي من خلال تعبئة الحشود خلف بايدن في فلوريدا وجورجيا الولاية الجمهورية التي يستهدفها الديمقراطيون.

مؤيد لترامب خلال مسيرة للشاحنات (أ ب)

وظل ترامب يدعي لأشهر أن التصويت عبر البريد سيؤدي إلى تزوير جماعي، لكنه كثف هجومه في الأيام الأخيرة من خلال قوله إنه سيضغط من أجل استبعاد الأصوات التي تصل بعد يوم الثلاثاء، وهي ممارسة قانونية في الواقع في العديد من الولايات الرئيسية، بشرط أن تكون بطاقات الاقتراع قد ختمت في الوقت المناسب.

وجنبًا إلى جنب مع محاولاته استصدار قرار قضائي لحذف أكثر من 100 ألف صوت في تكساس وغيره من الإجراءات القانونية العدائية، يثير رفض ترامب قواعد الانتخابات، مخاوف من أن يحاول إعلان فوزه مبكرا أو يرفض الإقرار بالهزيمة.

الأعلام الأميركية خلال تجمع انتخابي لترامب (أ ب)

وأفاد موقع أكسيوس الإخباري الأحد، بأن ترامب أبلغ المقربين منه أنه سيعلن فوزه على الفور إذا بدا أنه يتقدم.

وإن كان ترامب يصف الاستطلاعات بأنها "كاذبة" فقد كرر حجته بالقول: "لا أعتقد أن من العدل أن نضطر إلى الانتظار لفترة طويلة بعد الانتخابات".

توقعت فوزه عام 2016؛ شركة استطلاع تظهر تقدّم ترامب

وفي سياق ذي صلة، أظهر استطلاع جديد أجرته شركة Trafalgar Grup التي توقعت فوز ترامب في انتخابات 2016، تقدمه في ولايات مهمة على بايدن عشية الانتخابات.

ومع بدء العد التنازلي للانتخابات توجهت الأنظار إلى نتائج استطلاعات الرأي، التي تدور علامات استفهام حول مدى مصداقيتها لدى الشارع الأميركي.

وأظهرت نتائج الاستطلاع الجديد للشركة تقدم ترامب في العديد من الولايات المتأرجحة على وجه الخصوص.

وقالت الشركة إن الرئيس ترامب مازال لديه حظ في الفوز، بخلاف نتائج الاستطلاعات العامة.

(أ ب)

وبموجب استطلاع Trafalgar فإن ترامب يتقدم على بايدن بـ2.7 نقطة في فلوريدا و0.8 في بنسلفانيا، و2.5 في ميشيغان، و2.1 في كارولينا الشمالية، و2.5 في أريزونا.

فيما يتقدم بايدن على ترامب في ويسكونسن بـ1.3، و3.2 في مينيسوتا، اللتين تعدان من الولايات المتأرجحة الهامة أيضا.

يُذكر أن شركة "Trafalgar Grup" كانت توقعت فوز ترامب أمام منافسته هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، بينما كانت معظم شركات الاستطلاع الأخرى ترجح وبقوة فوز كلينتون.

وتعد التحديات التي تواجه الانتخابات الرئاسية هذا العام أخطر بكثير من مثيلاتها في السنوات الماضية، على خلفية مسألة زيادة عدد المصوتين عبر البريد، وأزمة تفشي كورونا، فضلا عن مقتل جورج فلويد، والتظاهرات الحاشدة التي أعقبت ذلك.

النظام الانتخابي في الولايات المتحدة

يشار إلى أنه ليس الحائز على أكثر الأصوات يصبح رئيسا في الولايات المتحدة بل الذي يحصل على أصوات 270 مندوبا في المجمع الانتخابي.

فليس بالضرورة أن يصبح الحائز على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات رئيسا في الولايات المتحدة، بل الحاصل على تأييد (نصف العدد الكلي للمندوبين +1)، أي في هذه الحالة 270 صوتا من أصل 538 إجمالي عدد المندوبين.

وفي معظم الولايات عندما يفوز المرشح بالتصويت الشعبي، فإنه يحصل على أصوات جميع مندوبي تلك الولاية، ففي الانتخابات الأخيرة حصل ترامب على تأييد 304 مندوبين، بالرغم من تقدم منافسته هيلاري كلينتون عليه بأكثر من نحو 3 ملايين صوت.

(أ ب)

ويتكون المجمع الانتخابي من مجموع عدد ممثلي كل ولاية في مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)+ 2، وهو العدد المخصص لتمثيل كل ولاية في مجلس الشيوخ، ويخصص عدد الممثلين بمجلس النواب استناداً إلى عدد سكان الولاية.

ورغم أن واشنطن غير ممثلة في الكونغرس (بغرفتيه الشيوخ والنواب)، إلا أن الدستور الأميركي خصص لها 3 مندوبين في المجمع الانتخابي.

التعليقات