بلينكن يضع الكرة في ملعب إيران وروحاني يطالب برفع العقوبات

قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في ختام اجتماعات وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل، الأربعاء، إن الكرة باتت في ملعب إيران للعودة إلى المسار الدبلوماسي بشأن إحياء الاتفاق النووي.

بلينكن يضع الكرة في ملعب إيران وروحاني يطالب برفع العقوبات

(أ ب)

قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في ختام اجتماعات وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل، الأربعاء، إن الكرة باتت في ملعب إيران للعودة إلى المسار الدبلوماسي بشأن إحياء الاتفاق النووي.

وصرح بلينكن خلال مؤتمر صحافي، بأنه "عندما اقترح الاتحاد الأوروبي جمع كل المشاركين في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) للنظر في طريقة العودة إلى تنفيذ الالتزامات أبدينا استعدادنا لذلك، لكن إيران اختارت رفض المشاركة".

وأضاف أن "الكرة الآن في ملعب إيران إذا كانت تريد العودة إلى المسار الدبلوماسي والامتثال للاتفاق".

في المقابل، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في كلمة خلال اجتماع حكومي، الأربعاء، إن حكومته ستواصل العمل من أجل رفع العقوبات عن الشعب الإيراني.

وتابع أنه "إذا قررت الأطراف الأخرى، ونقصد دول مجموعة 5+1، العودة للعمل بالاتفاق النووي وتنفيذ جميع التزاماتها، فكما أكد قائد الثورة (المرشد الإيراني، علي خامنئي) إذا تبين لنا أن تلك الإجراءات نُفذت بشكل عملي فسنعود لتنفيذ جميع التزاماتنا في الاتفاق".

وقال إن بلاده لا تنوي المطالبة بتعويضات عن الخسائر التي لحقت بها في تلك الفترة، وأضاف "هذا بحث آخر قد يُطرح في وقت آخر وسيبحثه المسؤولون في البلاد".

وترفض إيران المشاركة في حوار مع الولايات المتحدة بوساطة الاتحاد الأوروبي لبحث إحياء الاتفاق النووي المبرم بين الجانب الإيراني ومجموعة "5+1" عام 2015.

وتؤكد طهران أنها ماضية في التحلل من التزاماتها في الاتفاق النووي، ما لم ترفع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، العقوبات عنها، وتقول إن واشنطن مطالبة باتخاذ الخطوة الأولى إذا أرادت إحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة عام 2018.

واشنطن تؤكد التزامها ترميم التحالف مع الاتحاد الأوروبي

أظهرت واشنطن، اليوم الأربعاء، رغبتها في ترميم التحالف مع الاتحاد الأوروبي والتنسيق مع شركائها في مواجهة روسيا والصين دون تسليط ضغوط عليهم.

وبدأ وزير الخارجية الأميركي، بلينكن، الثلاثاء، عملية الإقناع في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويختتمها الرئيس بايدن، مساء الخميس، بكلمة له خلال قمة قادة الاتحاد الأوروبي.

إثر اجتماعاته في مقر الناتو، تنقّل الوزير الأميركي للقاء رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل. وأعاد بلينكن تأكيد الأولوية المعطاة للشراكة مع الاتحاد الأوروبي والرغبة في التنسيق حول مواجهة روسيا والصين.

ورحّب قادة الاتحاد الأوروبي برسائل واشنطن التي تهدئ كثيرا من مخاوفهم. وقال بلينكن لنظرائه في الناتو "لن ترغم الولايات المتحدة حلفاءها على الاختيار ‘بيننا وبينهم‘". وأضاف "نعلم أن لحلفائنا علاقات معقدة مع الصين لن تتطابق دائما مع علاقاتنا".

لطالما أبدى الأوروبيون إحجامهم عن الدخول في صراع مع بكين كما أراد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وأبرم الاتحاد الأوروبي نهاية كانون الأول/ديسمبر 2020 اتفاقا مع الصين حول الاستثمارات طالبت به ألمانيا.

لكن التعاون مع بكين اصطدم بجدار رفضها تقديم التزامات حول العمل القسري وإنهاء اضطهاد أقلية الأويغور.

وقال صحافي قبل القمة الأوروبية إن "هناك معارضة شديدة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن هذا الاتفاق والشروط السياسية للتوقيع عليه غير مستوفاة". وأوضح أنه لا توجد حاجة لتدخل واشنطن.

ويبدو أن توافق واشنطن مع الاتحاد الأوروبي حول التعامل مع روسيا أيسر.

في هذا السياق، قال بلينكن "بينما نعمل مع روسيا لتعزيز مصالحنا ومصالح الحلف (الناتو)، نسعى أيضا إلى محاسبة روسيا على أعمالها الطائشة والنزاعيّة".

على غرار الموقف إزاء الصين، نسّقت واشنطن مع الأوروبيين العقوبات ضد روسيا إثر إدانة المعارض أليكسي نافالني وقمع أنصاره.

رغم ذلك، لا يتردد الرئيس الأميركي، بايدن، في التصادم مع بعض الحلفاء. إذ هددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الشركات العاملة في مشروع خط غاز "نورد ستريم 2" الرابط بين روسيا وألمانيا والذي ينقسم الأوروبيون حول الموقف منه.

ولم يبد وزير الخارجية الأميركي أي تراجع في هذا الملف خلال مقابلة مع نظيره الألماني هايكو ماس.

لكن خفّفت واشنطن موقفها حول تمويل ميزانيات الدفاع. وتواجه ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا صعوبات في تحقيق هدف تخصيص 2 في المئة من إجمالي الناتج المحلي لميزانية الدفاع بحلول عام 2024.

وقال بلينكن، الأربعاء، في اجتماع حلف الناتو "نحن ندرك الحاجة إلى رؤية أكثر شمولية لتقاسم الأعباء".

وفي السابق، كانت القطيعة تامة مع دونالد ترامب الذي اتهم الألمان بأنهم "مسدد سيء"، وبأنهم يساهمون في المجهود الحربي الروسي من خلال شرائهم الغاز منها.

فيما استمع وزير الخارجية الأميركي أيضا إلى مشاغل عدة حلفاء أوروبيين حول سلوك تركيا الذي وصفوه بـ"العدائي".

وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، أن بلينكن قام خلال حديثه مع نظيره التركي، مولود تشاوش أوغلو، بـ"حثّ تركيا على عدم إبقاء نظام الدفاع الجوي الروسي إس 400، وعبّر عن قلقه من انسحاب تركيا من اتفاق إسطنبول (حول حماية المرأة) وشدّد على أهمية المؤسسات الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان".

وقال دبلوماسي أوروبي إن "بلينكن أظهر أن واشنطن تدرك حجم الرهانات في رغبتها تنشيط التحالف والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي". وأضاف أن "حديث الرئيس بايدن مع قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمتهم يرسل الرسالة الصحيحة حول استعداده الصادق للتشاور مع الحلفاء قبل اتخاذ أي قرار".

التعليقات