انطلاق مباحثات إيرانية - أميركية غير مباشرة حول الاتفاق النووي

تشارك الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، في محادثات غير مباشرة مع إيران في محاولة لإنقاذ الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني، في أول تقدم ملحوظ على هذا الصعيد منذ تولي جو بايدن الرئاسة في الولايات المتحدة.

انطلاق مباحثات إيرانية - أميركية غير مباشرة حول الاتفاق النووي

فندق غراند فيينا حيث تعقد المباحثات خلف الأبواب المغلقة (أ ب)

تشارك الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، في محادثات غير مباشرة مع إيران في محاولة لإنقاذ الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني، في أول تقدم ملحوظ على هذا الصعيد منذ تولي جو بايدن الرئاسة في الولايات المتحدة.

لكن الولايات المتحدة وإيران لن تكونا على الطاولة نفسها، وسيقوم الأوروبيون بدور الوسيط بين الطرفين خلال المباحثات التي تعقد في فيينا، أملا بالتوصل إلى نتائج ملموسة بعد الطريق المسدود في الشهرين الأخيرين.

وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف، أن المحادثات الأولى الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي "مثمرة"، وذلك عقب أجتماع للجنة المشتركة.

وجاء في تغريدة أطلقها أوليانوف أن "إعادة تفعيل" الاتفاق "لن تكون أمرا فوريا، الأمر يتطلّب وقتا"، مضيفا أن "الأهم (...) هو أن العمل الفعلي للوصول إلى هذا الهدف قد بدأ".

وقبيل المحادثات، أعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى ايران، روبرت مالي، عن إمكان انفتاح الولايات المتحدة على رفع العقوبات والعودة إلى اتفاق عام 2015، وهي تعليقات وصفها المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، بأنها "واعدة".

وقال ربيعي للصحافيين في طهران "نجد هذا الموقف واقعيا وواعدا. قد يكون بداية تصحيح للعملية السيئة التي أوصلت الدبلوماسية إلى طريق مسدود".

وأعاد التأكيد على استعداد إيران للعودة عن الخطوات التي اتخذتها ما أن يتم رفع جميع العقوبات التي فرضت عليها خلال عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب. وقال: "لا نقبل بمقاربة الخطوة بخطوة".

وكتب ممثل منظمة مجموعة الأزمات الدولية "إنترناشونال كرايسيس غروب"، علي واعظ،: "هذه محطة مهمة تظهر أن الولايات المتحدة شأنها في ذلك شأن إيران، تحرص جديا على كسر الجمود وسيناريو الترقب القائم على القول إن الكرة في ملعب المعسكر المقابل".

وأعرب الرئيس الأميركي عن استعداده للعودة إلى الاتفاق المبرم في 2015 في فيينا ويهدف إلى الحؤول دون امتلاك طهران للسلاح النووي.

وقال واعظ إن الفكرة تقوم على "تحديد إطار لمراحل متوازية" بما أن أيا من الطرفين لا يريد القيام بالخطوة الأولى.

وأكدت الباحثة سوزان ديمادجيو، من مركز الأبحاث "كارنيغي أندوومنت فور إنترناشونال بيس"، "يمكن لكل من الطرفين بذلك انقاذ ماء الوجه ووضع خارطة طريق معا".

وقال المبعوث الروسي في فيينا، ميخائيل أوليانوف، للمنظمات الدولية على تويتر: "ستعلن النتائج على الأرجح في غضون ساعات قليلة"، ونشر صورة لقاعة المؤتمرات في فندق فخم بالعاصمة النمساوية.

وقالت المتحدثة باسم وزير الخارجية الأوروبية، جوزيب بوريل، نبيلة مصرالي من بروكسل، "نحن في بدايات عملية معقدة ومن السابق لأوانه توقع نتيجة هذه العملية".

ويُعقد من جهة اجتماعٌ الثلاثاء للجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي) بحضور الأطراف الحاليين وهم إيران وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا برعاية الاتحاد الأوروبي الممثل بالأمين العام المساعد لجهاز التحركات الخارجية، أنريكه مورا.

وفي الوقت ذاته "تعقد اجتماعات خبراء على مدى 15 يوما أو شهر لا نعرف"، على ما أوضح دبلوماسي أوروبي مقره في العاصمة النمسوية.

ومن جهة أخرى، سيجري الوفد الأميركي محادثات في مكان آخر مع ممثلين للاتحاد الأوروبي يقومون بدور الوسيط، من دون أي اتصال أميركي مباشر مع إيران التي استبعدت "أي اجتماع" مع الولايات المتحدة.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، لوكالة الأنباء الروسية، أمس الإثنين، إن هذا الأمر "لا يسهل الوضع لكن الأمر لا يتعلق (..) باستحداث شيء جديد بل العودة إلى ما كان موجودا في 2015".

وترى مديرة سياسة حظر انتشار الأسلحة في جمعية "أرمز كونترول اسوسيييشن"، كيلسي دافنبورت، أن "الدبلوماسية المكوكية هذه ليست مثالية، لكن الاتحاد الأوروبي في موقع جيد لإخراج الوضع من الطريق المسدود وتنسيق الإجراءات الضرورية لإحياء الاتفاق".

ودعت هذه الخبيرة "إلى بادرة أولى جريئة من الطرفين لإعطاء العملية دفعا وإبداء إرادة سياسية من كل منهما".

وأوضحت أن واشنطن بإمكانها على سبيل المثال السماح "بعمليات مالية خارجية وتسهيل المساعدة الإنسانية" من أدوية وأجهزة طبية، خصوصا في حين يمكن لطهران في المقابل وقف تخصيب اليورانيوم عند نسبة 20%.

لكن خبراء يحذرون من أن المهمة لن تكون سهلة.

وقال الدبلوماسي الأوروبي :"تكمن المشكلة في كل ما لا يمكن الرجوع عنه، مثل نشاطات البحث التي أجرتها إيران" في الأشهر الخيرة.

وجددت إيران التأكيد على أن المطلوب في اجتماع فيينا هو "خطوة واحدة" تتمثل برفع العقوبات.

وعشية اجتماع فيينا أعرب الأميركيون عن تفاؤلهم.

التعليقات