تقرير أميركيّ رسميّ: الحكومة الأفغانيّة تواجه "أزمة وجوديّة" مع تقدّم طالبان

قال تقرير رسميّ أميركيّ، نُشر اليوم الخميس، إنّ الحكومة الأفغانيّة تواجه "أزمة وجودية" مع تقدّم "طالبان" التي ضاعفت هجماتها في البلاد منذ توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة والمتمردين في شباط/ فبراير 2020، الذي أدى إلى انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.

تقرير أميركيّ رسميّ: الحكومة الأفغانيّة تواجه

مسلحون موالون للحكومة (توضيحية - أ ب)

قال تقرير رسميّ أميركيّ، نُشر اليوم الخميس، إنّ الحكومة الأفغانيّة تواجه "أزمة وجودية" مع تقدّم "طالبان" التي ضاعفت هجماتها في البلاد منذ توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة والمتمردين في شباط/ فبراير 2020، الذي أدى إلى انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.

وذكر "مكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان" (سيغار) أن عدد "الهجمات التي شنها العدو" وتنسب بشكل أساسي إلى طالبان، ارتفع من 6700 في الأشهر الثلاثة التي سبقت اتفاق الدوحة، إلى 13242 في الفترة من أيلول/سبتمبر إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.

وأضاف أن عدد الهجمات بقي أكثر من عشرة آلاف في كل فترة لاحقة من ثلاثة أشهر.

وكانت زيادة الهجمات واضحة منذ فترة طويلة، لكن لم تكن هناك بيانات متاحة من قبل لإظهار حجم هذه العمليات. هذه هي المرة الأولى منذ كانون الأول/ ديسمبر 2019 التي ينشر فيها المكتب أرقاما مفصلة عن الهجمات.

وقال التقرير نقلا عن بيانات من القوة المشتركة بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، إنه خلال الفترة الممتدة من كانون الثاني/ يناير إلى آذار/ مارس 2020، قُتل 510 مدنيين وجُرح 709 آخرون.

وبعد ذلك ارتفع العدد ليصل إلى 1058 قتيلا و1959 جريحا في الربع الثالث من ذلك العام وبقي عند مستويات عالية.

وبين الأول من آذار/ مارس، و31 أيار/ مايو، تاريخ آخر هذه المعطيات التي جمعتها عملية "الدعم الحازم" للحلف الأطلسي في أفغانستان، قبل انسحاب الجزء الأكبر من قوات التحالف، أُحصي عشرة آلاف و383 هجوما، أسفر 3268 منها عن سقوط قتلى حسب المكتب التابع للكونغرس.

وذكرت بعثة الأطلسي أن العنف ضد المدنيين وصل إلى مستويات قياسية جديدة في نيسان/ أبريل وأيار/ مايو، مع مقتل 705 مدنيين وجُرح 1330 آخرين. وهو تقريبا مجموع عدد القتلى في الأشهر الثلاثة السابقة.

وبطلب من حكومة كابُل، لم ينشر المفتش العام عدد ضحايا الجيش الأفغاني الذي يبلغ عديده نحو 300 ألف رجل وامرأة.

وأشار المفتش العام، جون سوبكو في التقرير إلى أنه "من الواضح أن الاتجاه العام ليس في مصلحة الحكومة الأفغانية التي قد تواجه أزمة وجودية إذا لم تنجح في عكسه".

وأضاف أن "مصدر القلق الأكبر هو السرعة والسهولة التي سيطرت بها طالبان على ما يبدو على مناطق في شمال البلاد المعقل السابق للمعارضة لطالبان".

وذكر سوبكو أن التقرير قدم صورة واقعية تتناقض مع "التفاؤل المفرط السائد" الذي طغى على الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإعادة بناء أفغانستان وتعزيزها بكلفة مئات المليارات من الدولارات على الحكومة الأميركية.

وقال التقرير إن "الأنباء الواردة من أفغانستان هذا الفصل قاتمة". وأضاف أن قوات الأمن التابعة للحكومة الأفغانية في مواجهة هجوم جديد لطالبان "بدت متفاجئة وغير مستعدة، وهي الآن في وضع ضعيف".

ويحمّل التقرير، قوات المجموعات المناهضة للحكومة، مسؤولية سقوط 93 بالمئة من المدنيين في الأشهر الأخيرة.

وقد تسبب مقاتلو طالبان في مقتل أربعين بالمئة من هؤلاء، ومتمردون مجهولون تسببول بسقوط 38 بالمئة منهم، وتنظيم "داعش" الإرهابي تسبب بمقتل 14 بالمئة، وشبكة حقاني المقربة من طالبان أقل من واحد بالمئة.

ويشير التقرير إلى أن طالبان استولت على عدد كبير من الأحياء في المناطق الريفية على الرغم من أنها لا تسيطر على المدن الكبرى.

وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد حذر أمس الأربعاء، من أن أفغانستان قد تصبح "دولة منبوذة" إذا استولت طالبان على السلطة بالقوة بينما يستغل المتمردون انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي لتحقيق تقدم في البلاد.

وحذر بلينكن خلال زيارة للهند من أن تصبح "أفغانستان التي لا تحترم حقوق شعبها، أفغانستان التي ترتكب فظائع ضد شعبها، دولة منبوذة".

وأضاف أن "طالبان تقول إنها تريد اعترافا دوليا" لكن "الاستيلاء على السلطة بالقوة وانتهاك حقوق شعوبها ليست الطريقة الصحيحة لتحقيق ذلك".

التعليقات