وثيقة: تناقل عدوى طفرة دلتا مشابه لمرض الجدري

الوثيقة التي أعدتها "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" الأميركية تفيد بأن عدوى هذه الطفرة تنتقل إلى الذين تلقوا التطعيم، ورغم ذلك، اللقاح المضاد لكورونا ناجع جدا في منع انتشار خطير للفيروس وتسرير في المستشفيات

وثيقة: تناقل عدوى طفرة دلتا مشابه لمرض الجدري

الوثيقة تطالب بإعادة الإلزام بالكمامات. مطار سولت ليك سيتي الأميركية مطلع الشهر الحالي (أ.ب.)

وصفت وثيقة تناقل عدوى طفرة دِلتا لفيروس كورونا أنه مشابه لتناقل عدوى مرض الجدري، ويمكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة أكثر من باقي طفرات كورونا. وأضافت الوثيقة، التي تم إعدادها في "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" (CDC) في الولايات المتحدة، ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مضمونها اليوم، الجمعة، أن هذه الطفرة تنقل العدوى بين الذين تلقوا التطعيم بلقاح مضاد لكورونا، وتنتقل بسرعة أكبر بين البشر قياسا بأوبئة أخر مثل ساري وإيبولا.

وجاء في الوثيقة أنه ينبغي "الاعتراف بالحرب التي تغيرت" ضد الطفرة، التي تشير التقديرات إلى أن قرابة 80% من مرضى كورونا في الولايات المتحدة مصابين بها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في الحكومة الأميركية بعد اطلاعه على الوثيقة، قوله إنها تدل على أن خبراء CDC يشعرون بأن الوضع مُلح بالنسبة لانتشار طفرة دِلتا في الولايات المتحدة. واضاف أن "الخبراء قلقون. طفرة دلتا هي تهديد خطير جدا، يتطلب منا العمل فورا". ويتوقع أن تنشر المزيد من التفاصيل تهديد هذه الطفرة في وقت لاحق من اليوم.

وأضافت الوثيقة أنه يجب إعادة الإلزام بوضع الكمامات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. "إثر نسبة تناقل العدوى المرتفعة وعدد الذين تلقوا التطعيم في هذه المرحلة، الإلزام بوضع الكمامات ضروري". وأشاروا إلى أن على الذين يعانون من أمراض مزمنة ومن انخفاض المناعة أن يضعوا الكمامات في أي مكان يتواجدون فيه، بمعزل عن التعليمات العينية، وهكذا ينبغي أن يفعلوا الذين يخالطون بشكل دائم الأطفال والمسنين والمرضى.

وتشير المعطيات إلى أن معدل الإصابات اليومي بكورونا في الولايات المتحدة بلغ 71 ألفا في الأيام الأخيرة. ويشمل هذا العدد إصابة أشخاص تلقوا التطعيم، ولكن بقدر أقل من أولئك الذين لم يتلقوا التطعيم. ومن بين 162 مليون أميركي تلقوا التطعيم المضاد لكورونا، يصاب أسبوعيا حوالي 35 الفا بالفيروس وتتطور لديهم أعراض المرض. وأشارت الوثيقة إلى وجود صعوبة كبيرة في تعقب المرضى في حالات طفيفة أو حاملي الفيروس الذين لا تظهر أعراض عليهم.

وتستند الوثيقة إلى معطيات أبحاث كثيرة. وركز أحد هذه الأبحاث على انتشار طفرة دلتا في مدينة بروفينستاون في ولاية مساتشوستس بعد احتفالات يوم الاستقلال الأميركي، في 4 تموز/يوليو الحالي. وبعد 4 أيام من الاحتفالات كان عدد المصابين بهذه الطفرة 882 شخصا، 74% منهم تلقوا التطعيم. ووجد الباحثون في عينات تم أخذها من الأنف والحنجرة كميات هائلة من الفيروسات، وذلك من دون علاقة إذا كانوا قد تلقوا التطعيم أم لا.

وأضافت الوثيقة أن طفرة دلتا يمكن أن تؤدي إلى انتشار خطير للفيروس. وأظهرت أبحاث أجريت في كندا وسكوتلاندا أن المرضى الذين أصيبوا بطفرة دلتا يرقدون في المستشفى أكثر بسبب أعراض المرض قياسا بالمصابين بطفرة ألفا، التي تطورت قبل دلتا. كما أظهر بحث أجري في سنغافورا أن المصابين بطفرة دلتا يحتاجون إلى تنفس اصطناعي بشكل أكبر.

رغم ذلك، أشارت الوثيقة إلى أن اللقاح المضاد لكورونا ناجع جدا في منع انتشار خطير للفيروس وتسرير في المستشفيات، وأن هذا ينطبق على المصابين بطفرة دلتا أيضا. "بصورة عامة، بالإمكان القول إن طفرة دلتا هي طفرة إشكالية، لكن السماء لم تسقط، وتلقي التطعيم لا يزال يحمي من انتشار خطير حقا".

التعليقات