اتهام روسيا بقتل عميل سابق لها ومحاولة تسميم آخر ببريطانيا

المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قررت أن روسيا "مسؤولة" عن قتل العميل السابق، ألكسندر ليتفيننكو، الذي تعرض لعملية تسميم. والشرطة البريطانية تتهم روسيا ثالثا بمحاولة اغتيال سكريبال وابنته

اتهام روسيا بقتل عميل سابق لها ومحاولة تسميم آخر ببريطانيا

ليتفيننكو في العام 2002 (أ.ب.)

قررت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان اليوم، الثلاثاء، أن روسيا "مسؤولة" عن قتل العميل السابق، ألكسندر ليتفيننكو، الذي تعرض لعملية تسميم بمادة البولونيوم 210 في بريطانيا عام 2006. ورفضت روسيا هذا الحكم.

وفي موازاة ذلك، أعلنت الشرطة البريطانية، اليوم، اتهام عنصر ثالث في أجهزة الاستخبارات الروسية في إطار التحقيق حول تسميم الجاسوس الروسي السابق، سيرغي سكريبال، بمادة نوفيتشوك في سالزبري بجنوب غرب بريطانيا، عام 2018.

وقالت روسيا إنها لا تعترف بالحكم الصادر عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، واعتبرت أن "لا أساس له" بعد أن خلص إلى أن موسكو "مسؤولة" عن اغتيال الجاسوس السابق، ألكسندر ليتفيننكو، في عام 2006.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحافيين إنه "حتى الآن لم يأت التحقيق بنتائج، لذا فإن إطلاق مثل هذه المزاعم لا أساس له. لسنا مستعدين للاعتراف بمثل هذا القرار". وأضاف أن "من غير المرجح أن تتمتع المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بالصلاحيات أو القدرة التقنية" لتسليط الضوء على هذه القضية.

وأشارت المحكمة إلى أن "ثمة قرينة قوية" بأن مرتكبي عملية التسميم، الذين حددهم تحقيق بريطاني "تصرفوا بصفة عملاء للدولة الروسية"، مضيفة أن موسكو لم تقدم أي تفسير بديل "مرض ومقنع" كما أنها "لم تنقض استنتاجات التحقيق الرسمي البريطاني".

وطُرد ليتفيننكو، العميل السابق في جهاز الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) ثم في جهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي)، من أجهزة الأمن الروسية بعدما كشف عن محاولات لوضع مخطط لقتل رجل أعمال ثري.

ومنحته بريطانيا اللجوء عام 2001، فندد من هناك بالفساد في روسيا وكشف عن وجود روابط بين أجهزة الاستخبارات الروسية وأوساط الجريمة المنظمة. وتوفي ليتفيننكو، في تشرين الثاني/نوفمبر 2006، إثر تسميمه بمادة البولونيوم 210 المشعة.

وبعد التحقيق، أصدرت السلطات البريطانية في 2016 تقريرا اتهمت فيه ديمتري كوفتون وأندري لوغوفوي بتنفيذ عملية القتل، غير أن موسكو رفضت تسليمهما.

اتهام روسيا ثالثا بمحاولة اغتيال سكريبال

ووجهت الشرطة البريطانية التهمة إلى سيرغي فيدوتوف، المعروف أيضا باسم دينيس سيرغييف، بالتآمر بهدف قتل سيرغي سكريبال، محاولة قتل سكريبال وابنته يوليا، والشرطي نيك بايلي، الذي أصيب لدى تدخله في موقع عملية التسميم، كما اتهمته بحيازة واستخدام سلاح كيميائي.

وأعلن نائب رئيس الشرطة، دين هايدون، الذي قاد تحقيق شرطة مكافحة الإرهاب حول عمليات التسميم في سالزبري وأيمزبري، حيث أصيب بريطانيان بالمادة السامة ذاتها، في بيان "إنه تطور هام جديد في تحقيقنا" حول تسميم العميل الروسي السابق وابنته، في 4 آذار/مارس 2018.

وعثر على سكريبال وابنته يوليا في غيبوبة على مقعد في سالزبري، ونقلا إلى المستشفى في حالة خطرة، وتم إنقاذهما وهما يعيشان الآن في مكان سري تحت الحراسة.

الشرطة البريطانية في الموقع الذي عُثر فيه على سكريبال وابنته بعد تسميمهما (أ.ب.)

وتتهم لندن موسكو بالوقوف خلف عملية التسميم، وسبق أن أصدرت مذكرة توقيف أوروبية بحق روسيين، هما ألكسندر بيتروف وروسلان بوشيروف (وهما اسمان قد يكونا مستعارين)، وصفا بأنهما عنصران في الاستخبارات العسكرية الروسية، للاشتباه بتنفيذهما العملية.

وسيرغي فيدوتوف هو الرجل الثالث الذي تعرفت عليه الشرطة البريطانية، وصدرت مذكرات توقيف بحق الثلاثة.

وأوضحت الشرطة أن فيدوتوف وصل إلى لندن في رحلة من موسكو، في الثاني من آذار/مارس 2018، وقبل حوالى أربع ساعات من وصول بيتروف وبوشيروف من موسكو إلى لندن.

ويعتقد المحققون أن الثلاثة التقوا مرارا في لندن في نهاية ذلك الأسبوع، قبل أن يغادر فيدوتوف بريطانيا، في 4 آذار/مارس 2018، من مطار هيثرو في رحلة متوجهة إلى موسكو.

التعليقات