هل قرر السوريون التخلص من "داعش"؟

تناقلت وسائل اعلام عربية بيانًا قالت إنه صادر عن عشائر في دير الزور السوري تعلن فيه هدر دماء كل من ينتمي إلى "تنظيم االعراق والشام" المعروف باسم "داعش"، فيما استبعدت مصادر أن تعلن عشائر دير الزور الحرب على داعش لعدم قدرتها أصلاً خوض حرب من هذا القبيل.

هل قرر السوريون التخلص من

تناقلت وسائل اعلام عربية بيانًا قالت إنه صادر عن عشائر في دير الزور السورية تعلن فيه هدر دماء كل من ينتمي إلى "تنظيم االعراق والشام" المعروف باسم "داعش"، فيما استبعدت مصادر أن تعلن عشائر دير الزور الحرب على داعش لعدم قدرتها أصلاً خوض حرب من هذا القبيل.

وقد سببت ممارسات تنظيمات متطرفة مثل "داعش" استياء السوريين بعد أن حرفت مسار وأهداف الثورة الشعبية، خصوصًا بعد ممارساتها العنيفة وخطابها الطائفي.

وذكرت شبكة "سوريا مباشر"  قبل أيام قليلة وقوع اشتباكات بين مسلحي العشائر و"داعش" بمحيط بلدتي مركدة والشدادي بريف الحسكة، فيما قررت عشائر في دير الزور اتخاذ خطوات لحظر التعامل مع "داعش" بعد سيطرته على مدن وبلدات في ريف دير الزور الشمالي.

وحسب الشبكة، فقد تقرر إهدار دم المتعاملين مع التنظيم، وحشد آلاف المقاتلين لمواجهة هجماته المتوقعة على قرى ومدن محافظة دير الزور انطلاقاً من المناطق التي سيطر عليها قرب ناحية الصور وبلدة مركدة.

وكان تنظيم "داعش" قد ارتكب مجزرة في مدينة البوكمال، بدير الزور، بحق مدنيين في القرى، والبلدات الحدودية؛ مما دفع مجموعة العشائر المقيمة في المنطقة للاجتماع، وإصدار بيان إهدار دم أي من أبناء القبائل ممن يتعامل، أو ينتمي للتنظيم.

واعتبر بيان عشائر دير الزور أن "داعش" طعن ظهر الثوار في المناطق التي يسيطرون عليها، وخاصة مركدة بإيعاز من النظام لتخفيف الضغط عنه في جبهات دير الزور. كما استنكر البيان شروط "داعش" التي يفرضها على من يريد التوقف عن قتالهم، ومنها تسليم السلاح وعدم مقاتلة النظام في أي جبهة من الجبهات إلا بإذن "داعش".

وبانضمام عشائر دير الزور لقتال "داعش" توسعت دائرة المعارضين لهذا التنظيم كجبهة النصرة والأكراد والجيش الحر وحتى القاعدة التي تصاعد التلاسن بينها وبين "داعش" هذه الأيام. فقد انتقد زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري "داعش" واتهمه بعدم الالتزام بأصول العمل الجماعي وإعلان الدولة دون استئذان، ولم يستبعد الظواهري وجود اختراق من النظام في إشارة لـ"داعش" كي يتولى المجاهدون إبادة بعضهم بعضاً حسب قوله. وجاءت  تصريحات الظواهري بعد يوم من هجوم غير مسبوق للمتحدث باسم "داعش" أبو محمد العدناني على قيادة القاعدة، معتبراً أنها انحرفت عن ما وصفه بنهجها الجهادي.

وكشف ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تأسيس عشائر دير الزور جيشًا قوامه عشرة آلاف مقاتل لمحاربة "داعش"، ونقلت مواقع سورية عن عضو الائتلاف الوطني السوري، درغام هنيدي، تأكيدات خلال مداخلة صوتية على قناة "أورينت" الإخبارية، السبت الماضي، صحة تأسيس عشائر دير الزور لجيش جديد لمحاربة تنظيم "داعش".

نفي البيان

في المقابل، نفت شخصيات عشائرية وبشدة لموقع "زمان الوصل" السوري، اليوم، أن العشائر في دير الزور أعلنت إهدار دم كل من ينتمي إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، مشيرة إلى أن ما تم تداوله من أن خطر داعش دفع العشائر لاتخاذ قرارات مصيرية منها هدر دم المتعاملين مع التنظيم وحشد القوى لمواجهة هجماته المتوقعة على قرى ومدن دير الزور مجرد تأويلات لا أساس لها من الصحة.

وأضافت المصادر للموقع أن بعض العشائر هي التي احتضنت داعش في ريف دير الزور، وهي التي سببت التنافس في ريف دير الزور بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة، إذ أعادت العشائر المتخاصمة إنتاج عداوتها التاريخية من خلال احتضان كل قطب لتنظيمي النصرة وداعش.

أما أسباب استبعاد أن تكون العشائر قد أصدرت مثل هذا البيان الذي يهدر دم كل من ينتمي إلى داعش فتعود إلى عاملين، الأول: إنه ما من هناك قيادة موحدة ومشتركة للعشائر في دير الزور أو الحسكة أو حتى في عموم الشرق السوري. أما السبب الثاني: فليس هناك قوة مسلحة عشائرية ومنظمة بالمعنى الحقيقي، فكل أبناء العشائر يتوزعون بين جبهة النصرة والجيش الحر والكتائب الإسلامية الأخرى، وقليل منهم في داعش. ومن هنا يأتي الحديث أيضا عن ضعف سطوة العشائر في المناطق التي تتواجد فيها.

التنظيم يتآكل

وذكر "زمان الوصل" من مصادر مقربة من داعش، أن التنظيم بدا يتفكك من خلال انسحاب العديد من المقاتلين السوريين وعودتهم إلى أهلهم، بدون علم التنظيم. وقالت المصادر إن العديد من المقاتلين بدؤوا يراجعون أنفسهم ويغادرون التنظيم خلسة بذريعة التواصل مع أهلم ومن ثم المغادرة النهائية وعدم العودة، متوقعة انسحاب العشرات من المقاتلين في هذا الأسبوع، وتطورات في داخل هذا التنظيم.

وأوضحت المصادر أن تدفق المقاتلين من الخارج بات شبه منعدم بسبب انحسار نفوذ داعش في المناطق السورية وتركزه في مركدة فقط، فضلا عن الإجراءات على الحدود التركية.

من جهة ثانية، علمت "زمان الوصل" من مصادر وثيقة الصلة بقتال داعش، أن الجيش الحر والفصائل الأخرى تحضر لمواجهة مسلحة مع التنظيم. إلا أن خطط المواجهة لم تكتمل، علما أنها قيد الدراسة. وأكدت المصادر أن المواجهة بين الحر وداعش في المناطق الشرقية قادمة وقريبة جدا، إلا أنها مرتبطة بالدعم والتسليح، معتبرة أن معركة البوكمال الأخيرة كانت العلامة الواضحة لأهداف هذا التنظيم الذي غرر بالكثير من مقاتليه. مؤكدة أن التنظيم لم يعد قادرا على اتخاذ أي قرار بالحرب ضد الحر، إلا أنها حذرت من انتشار العمليات الانتحارية.

التعليقات