انتخاب هادي البحرة رئيسا جديدا للائتلاف السوري المعارض

انتخب الائتلاف السوري المعارض اليوم الأربعاء، هادي البحرة رئيسًا جديدًا له، خلفًا لأحمد الجربا، بعد اجتماعات مطولة شهدت الكثير من التجاذبات بين أعضاء الائتلاف ودخلت على خطها ضغوط من دول عربية وغربية.

انتخاب هادي البحرة رئيسا جديدا للائتلاف السوري المعارض

انتخب الائتلاف السوري المعارض اليوم الأربعاء، هادي البحرة رئيسًا جديدًا له، خلفًا لأحمد الجربا، بعد اجتماعات مطولة شهدت الكثير من التجاذبات بين أعضاء الائتلاف ودخلت على خطها ضغوط من دول عربية وغربية.

في نيويورك، ذكر دبلوماسيون أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عين الدبلوماسي الإيطالي ستافان دي ميستورا خلفًا للموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي الذي استقال في أيار.

وجاء في بيان للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية: "انتخبت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري خلال اجتماعها فجر اليوم، هادي البحرة رئيسًا للائتلاف".

وفي جلسة أخرى عقدت بعد الظهر، تم انتخاب نصر الحريري أمينًا عامًا للائتلاف، وكل من محمد حسين قداح وعبد الحكيم بشار (ممثل الاكراد) ونورا الامير (مقعد المرأة) نوابًا للرئيس.

وفاز البحرة المقرب من الجربا الذي أنهى ولايتين متتاليتين من ستة اشهر على رأس الائتلاف، ب62 صوتاً من أصل 116، مقابل 41 صوتاً لمنافسه موفق نيربية.

وهادي البحرة من مواليد دمشق العام 1959، درس الهندسة الصناعية في جامعة ويتشتا في الولايات المتحدة. وشغل مناصب إدارية عالية لمستشفيات ومؤسسات ضخمة في السعودية منذ 1987.

وساهم في تأسيس مجموعات دعم وتنسيق التواصل بين الداخل السوري ووسائل الإعلام منذ بدء الأزمة في منتصف آذار 2011، كما ساهم في النشاط الإعلامي والإغاثي والسياسي للمعارضة السورية. انضم البحرة إلى الائتلاف الوطني السوري منذ أكثر من عام، وانتخب عضوًا في الهيئة السياسية للائتلاف.

وكان كبير مفاوضي الوفد المعارض في مؤتمر جنيف2 في كانون الثاني وشباط الذي تم برعاية الأمم المتحدة، بمشاركة وفد من الحكومة السورية، من دون أن تحقق المفاوضات تقدمًا يذكر على صعيد حل الأزمة.

وسبقت الانتخابات تجاذبات واتصالات مكثفة بين أعضاء الائتلاف لتزكية انتخاب البحرة رئيسًا، وخالد خوجا أمينا عاما، في خطوة تعكس توافقًا اقليميا بعد طول نزاع بين قطر والسعودية حول النفوذ والقرار.

إلا أن أصواتًا ارتفعت داخل الائتلاف تطالب بعدم تهميش الدور السوري على حساب ترك الأطراف الخارجية تقرر مصير الائتلاف، ما دفع أعضاء من الائتلاف، وبينهم نيربية والحريري إلى الترشح، وقد فاز الحريري بالأمانة العامة ب62 صوتا مقابل 50 لخوجا.

ونصر الحريري طبيب من مدينة درعا، ولد عام 1977، شارك في "الحراك الثوري" السلمي منذ بدايته، واعتقل أكثر من عشرين مرة بتهم التمويل وإضعاف الشعور القومي، والتواصل مع قنوات معادية ومخابرات خارجية والتحريض، وهو عضو في الائتلاف الوطني.

ويأتي هذا الانتخاب وسط تراجع لمقاتلي المعارضة على الأرض نتيجة استمرار غياب التسليح النوعي وتردد الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تسلمت، كما يقول أعضاء في الائتلاف، خلال الاشهر الاخيرة ملف تسليح "القوى الثورية" في تأمين هذا السلاح، في مواجهة قوات النظام التي تحظى بمساعدات عسكرية منتظمة من حليفيها روسيا وايران.

كما يأتي وسط تحديات جديدة متمثلة بتعاظم نفوذ "داعش" التي تقاتلها كتائب المعارضة المسلحة منذ مطلع العام، ما يستنزف قواها أكثر، وقد أعلن تنظيم "داعش" أخيرًا بعد تمدده في مناطق شاسعة في غرب العراق وشماله وفي شمال سوريا وشرقها، اقامة الخلافة الاسلامية وعلى رأسها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

 ويبدو واضحًا أن الغرب الداعم للمعارضة السورية بات أكثر تركيزًا خلال الأشهر الأخيرة على التهديد المتمثل بتنامي نفوذ داعش، منه على إسقاط نظام بشار الأسد.

كما يعاني الائتلاف من الثقة الثقة لدى أوساط واسعة من الناشطين والمقاتلين على الأرض، ما ساهم في نشوء مجموعات عسكرية لا تعد ولا تحصى متنوعة الانتماءات والولاءات، تتبع من يقدم لها الدعم والتمويل لا سيما من جمعيات وشخصيات نافذة في الدول الخليجية.

وأعلنت فرنسا اليوم الأربعاء الدعم الكامل للرئيس الجديد للائتلاف، مؤكدة أنها ستواصل تقديم المساعدات المدنية والعسكرية غير القاتلة لها.

في الأمم المتحدة، صرح دبلوماسيون الأربعاء أن نائب وزير الخارجية السابق ستافان دي ميستورا سيخلف الإبراهيمي كمبعوث للأمم المتحدة لسوريا، ولم تعلن الأمم المتحدة التعيين رسميًا بعد.

 

التعليقات