سورية: 40 ألفًا مهددون بالموت جوعًا تحت حصار النظام بمضايا

أدى الحصار المطبق إلى تحول السكان إلى هياكل عظمية مكسوة بالجلد، وباتوا يأكلون القطط وأوراق الأشجار بعد غليها بالماء الساخن.

سورية: 40 ألفًا مهددون بالموت جوعًا تحت حصار النظام بمضايا

منذ نحو 7  أشهر، يفرض جيش النظام السوري وحزب الله اللبناني وفصائل أخرى متحالفة معه حصارًا مطبقًا على بلدة مضايا السورية شمال غرب دمشق، مانعًا دخول الطعام والدواء والمساعدات الإنسانية إلى البلدة، حتى بات الموت جوعًا يهدد المواطنين في ظل صمت دولي تام.

وبسبب الحصار، توفي 31 مواطنًا من الجوع أو سوء التغذية في بلدة مضايا الشهر الماضي، وأظهرت صور ولقطات فيديو نشرها ناشطون من البلدة على شبكات التواصل الاجتماعي، كيف أدى الحصار المطبق إلى تحول السكان إلى هياكل عظمية مكسوة بالجلد، وباتوا يأكلون القطط وأوراق الأشجار بعد غليها بالماء الساخن.

ووفق الناشطين، وصل سعر كيلو الأرز (في حال وجد) إلى 100 ألف ليرة سورية (250 دولار)، وأن السكان يعانون أشد المعاناة بسبب الجوع والبرد ومنهم من فقد قدرته على النطق. وبدأ الأطفال يطرقون بيوت البلدة سائلين عن أي شيء يؤكل، الأمر الذي يزيد معاناة الكبار عندما يرون طفلًا صغيرًا يكاد يقضي نحبه بسبب الجوع ولا يملكون أن يفعلوا شيئًا لإنقاذه.

وبالإضافة للجوع، أصبح البرد القارس يشكل تهديدًا آخر على حياة السوريين في مضايا، إذ تناقصت كميات الأخشاب التي يحرقونها للتدفئة بشكل كبير، والأحراش التي تشكل مصدرًا لأخشاب التدفئة بجانب مضايا تقع في مرمى نيران قناصة حزب الله، وكثير من المواطنين قتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى الأحراش لإحضار الأخشاب للتدفئة أو خلال محاولتهم الخروج من المدينة لإحضار غذاء لعوائلهم وكسر الحصار.

وانطلقت مؤخرًا العديد من المبادرات المحلية والدولية المطالبة لإنقاذ سكان مضايا الذين يتهددهم الموت من الجوع والبرد، وطالبت العديد من الجهات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتدخل لكسر الحصار وإدخال الغذاء والدواء إلى البلدة، لكن أيًا منها لم يحقق أي نتيجة بعد.

وبالإضافة للحملات على الأرض، بدأ ناشطون سوريون إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذ المدنيين في بلدة مضايا من موت محتم، مطلقين عدة وسوم (هاشتاغات) لعل أبرزها #مضايا_تموت_جوعاً، للفت أنظار المجتمع الدولي لمأساة عشرات آلاف المحاصرين منذ عدة أشهر يموتون جوعًا وبردًا. 

اقرأ أيضًا| 26 قتيلا وعشرات الجرحى بقصف على دمشق لريفها

التعليقات