سوريا: تشكيل وفد التفاوض السوري بعد خلاف طويل

شكّلت دمشق وفدها المفاوض إلى لقاء جنيف التّفاوضيّ مع المعارضة المرتقب، والذي سسنعقد في جنيف نهاية الشّهر الحاليّ، وسط احتمال تأخير تلك المفاوضات نتيجة الخلاف على أسماء ممثّلي المعارضة.

سوريا: تشكيل وفد التفاوض السوري بعد خلاف طويل

من جلسات دي ميستورا في سويسرا

شكّلت دمشق وفدها المفاوض إلى لقاء جنيف التّفاوضيّ مع المعارضة المرتقب، والذي سيعقد في جنيف نهاية الشّهر الحاليّ، وسط احتمال تأخير تلك المفاوضات نتيجة الخلاف على أسماء ممثّلي المعارضة.

ويأتي ذلك غداة إعلان الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من اجتماع عقد في الرّياض الشّهر الماضي، وضمّ أطياف مختلفة من المعارضة السّوريّة، وفدها للمباحثات. وقد ضمّ كبير المفاوضين محمد علوش، المسؤول السّياسيّ في 'جيش الإسلام'، الفصيل المقاتل الذي تعتبره كلّ من دمشق وموسكو 'إرهابيًّا'.

وقال مصدر رسميّ سوريّ لوكالة فرانس برس، إنّ كلا من نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد وممثّل سوريا لدى الأمم المتّحدة، بشّار الجعفريّ، سيترأّسان الوفد الحكوميّ، الذي يضمّ أيضًا 'ثلاثة دبلوماسيّين وثمانية من كبار المحامين'.

وتحوم شكوك حول موعد بدء مباحثات السّلام برغم إعلان الأمم المتّحدة رغبتها في أن تعقد في 25 كانون الثّاني/يناير الحاليّ، لكنّ الخلافات حول تشكيلة الوفد المعارض، قد تؤخّر الجلسة لأيّام.

وأبدت موسكو معارضتها الاكتفاء بأسماء الوفد المعلن في الرّياض، خصوصًا أنّه يضمّ ممثّلين عن فصائل مقاتلة.

وكان قد عقد وزيرا خارجيّة روسيا، سيرغي لافروف، والولايات المتّحدة، جون كيري، لقاءً في زيوريخ، الأربعاء، بحثا فيه محادثات السّلام السّوريّة. وجدّد لافروف تأكيده أنّ بلاده تصنّف جيش الإسلام بين 'الكيانات الإرهابيّة'.

وأفادت صحيفة 'الوطن'، القريبة من النّظام السّوريّ، الخميس، أنّ لافروف وكيري توصّلا إلى 'اتّفاق مبدئيّ يقضي بتكليف (الموفد الأُمميّ إلى سوريا ستافان) دي ميستورا، بتشكيل الوفد المعارض مناصفة بين معارضة الرّياض والأسماء التي تقدّمت بها موسكو'.

ونقلت 'الوطن' عن مصادر أنّ 'كيري سيبحث مع المسؤولين السّعوديّين اليوم المقترح الرّوسيّ وسيحذّر في حال ممانعتهم أنّ موسكو ستفرض وجود وفدين في جنيف ولن تقبل إطلاقًا بوفد واحد يمثّل معارضة الرّياض'.

وقالت 'الوطن' من جهتها 'إنّ تعيين علوش بصفة كبير المفاوضين عن وفد المعارضة، خطوة استفزازيّة هدفها الوحيد إفشال أيّ حوار ممكن بين وفد الحكومة السّورية ومعارضة الرّياض'.

خلاف على الأسماء

وأثارت أسماء الوفد المعارض المعلنة من الرّياض، احتجاج أطياف أخرى من المعارضة السّوريّة وخصوصًا بالنّسبة إلى تعيين محمد علوش كبيرًا للمفاوضين وعضويّة قياديّين آخرين في الفصائل المقاتلة، هما عبد الباسط طويل ومحمد العبود.

وقال الرّئيس المشترك لمجلس سوريا الدّيموقراطيّة المعارض، هيثم منّاع، لوكالة فرانس برس 'لا أرى كيف بإمكاني أن أشارك في وفد واحد مع ثلاثة مجرمي حرب والمطالبة بإقامة عدالة انتقاليّة لمجرمي الحرب من النّظام. هذا أمر مستحيل'.

وأعلنت هيئة التّنسيق الوطنيّة لقوى التّغيير الدّيموقراطيّ المعارضة، الممثّلة في الهيئة العليا للمفاوضات، أنّه 'من غير المقبول أن يكون كبير المفاوضين ورئيس الوفد من المعارضة المسلّحة. هذا يوجّه رسالة سيّئة إلى الشّعب السّوريّ الذي يريد نجاح المفاوضات'.

ومحمد علوش هو ابن عم زهران علوش، الزّعيم السّابق لفصيل 'جيش الإسلام'، الذي قتل في غارة لقوّات النّظام في الخامس والعشرين من كانون الأوّل/ديسمبر الماضي.

ويحظى 'جيش الإسلام' بدعم السّعوديّة، وهو سلفيّ الاتّجاه، إلاّ أنّه معاد لتنظيم الدّولة الإسلاميّة، ودخل في معارك عسكريّة معه. ويعدّ الفصيل المقاتل الأبرز في الغوطة الشّرقيّة، معقل المعارضة شرق دمشق.

'تدخلات خارجية'

لكن على الرّغم من هذه الاعتراضات، أكّد المنسّق العامّ للهيئة العليا للمفاوضات، ورئيس الحكومة السّوريّ السّابق، رياض حجاب، الأربعاء، أنّ 'المفاوضات ستقتصر على من رأت الهيئة انه يمثّل وفدها فقط'.

وأضاف 'نسمع أنّ هناك تدخّلات خارجيّة، وتحديدًا تدخّلات روسية ومحاولاتها لزجّ أطراف أخرى في وفد الهيئة'، مؤكّدًا أنّ 'موقفنا واضح ولن نذهب للتفاوض إذا تمّت إضافة وفد ثالث أو أشخاص'.

إلاّ أنّ صحيفة 'الوطن' نقلت عن مصادر دبلوماسيّة في جنيف أنّ مكتب دي ميستورا قام بترتيبات 'استقبال ثلاثة وفود، واحد عن الحكومة واثنين للمعارضة'.

وأفادت أنّ دي ميستورا 'سيتوجّه يوم الأحد المقبل إلى الرّياض، لمشاورات أخيرة، قبل أن يعلن في مؤتمر صحافيّ، الإثنين، في جنيف أسماء وفد أو وفدي المعارضة'.

وبحسب منّاع، وفي حال التّوصّل إلى اتّفاق، سترسل الدّعوات بداية الأسبوع المقبل على أن تعقد المفاوضات نهاية الشهر الحاليّ.

وفي كلّ الأحوال، لن يلتقي وفدا النّظام والمعارضة مباشرةً بل سيقوم الأكاديميّ والمتخصّص بالشّؤون السّوريّة، فولكر بيرتس، بدور الوسيط بينهما.

وتبنّى مجلس الأمن بالإجماع في 19 كانون الأوّل/ديسمبر وللمرّة الأولى منذ بدء النّزاع السّوريّ قرارًا يحدّد خارطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النّظام والمعارضة الشّهر الحاليّ. وينصّ القرار على وقف لإطلاق النّار وتشكيل حكومة انتقاليّة في غضون ستّة أشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرًا.

 

التعليقات