جرحى المعارضة السورية: روسيا تعرقل انتفاضتنا

الشعور الغالب في صفوف قوات في المعارضة أصبح ألا أمل في المعركة بسبب عدم الاكتراث الدولي وبخاصة ما يرى مقاتلو المعارضة أنه تخلي الولايات المتحدة عنهم.

جرحى المعارضة السورية: روسيا تعرقل انتفاضتنا

في مستشفى ميداني بمدينة كلس الحدودية التركية يقول جرحى من مقاتلي المعارضة السورية إن الضربات الجوية الروسية دفعت بحملتهم على قوات النظام السوري وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى حافة الانهيار.

فقد أدى هجوم بري واسع في ريف حلب شنته قوات النظام يدعمها القصف الروسي ومقاتلون من إيران وحزب الله اللبناني إلى تضييق الخناق على خطوط إمداد المعارضة وتعريض مقاتلي المعارضة لخطر فقدان قاعدة نفوذهم في الشمال.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء اليوم الخميس عن وزارة الدفاع الروسية القول إن طائرات أمريكية هي التي قصفت مدينة حلب أمس الأربعاء في هجوم كانت الولايات المتحدة قد قالت إن طائرات روسية نفذته.

ونقلت تاس عن متحدث باسم وزارة الدفاع قوله إن طائرتين أميركيتين من طراز إيه-10 انطلقتا من تركيا وقصفتا أهدافا في حلب.

وقال المتحدث باسم الوزارة الروسية أيضا إن متحدثا باسم وزارة الدفاع الأميركية اتهم روسيا بقصف مستشفيين في حلب أمس.

ويقول هؤلاء الجرحى في كلس إن من الممكن إنقاذ الانتفاضة في منطقة ذات أهمية استراتيجية في سوريا تتقاسم السيطرة عليها منذ سنوات قوات النظام وقوات المعارضة وذلك من خلال تدخل أطراف سنية مؤيدة للمعارضة من بينها تركيا والسعودية وقطر.

وقال أحد أفراد فيلق الشام يدعى قاسم (23 عاما) إنه "لولا روسيا لكنا قد مزقنا (الرئيس السوري بشار) الأسد إربا إربا الآن. هذه الحرب كانت على وشك الانتهاء قبل أربعة أو خمسة أشهر."

وأضاف قاسم إنه أصيب بجروح قبل عشرة أيام في اشتباكات شمال غربي حلب. وفيلق الشام واحد من عدة جماعات معارضة تشارك في القتال حول المدينة.

وقال وهو راقد على سريره في المستشفى وذراعه في الضمادات إنه "إذا دخلت تركيا والسعودية وقطر بجنودها فستنتهي هذه الحرب في شهر. أرسلت تركيا أسلحة ومساعدات لكن يجب أن تساعدنا أكثر الآن. نحن نحارب الجميع هنا: الأسد والدولة الاسلامية وحزب الله وحزب العمال الكردستاني."

وقالت السعودية إنها مستعدة لإرسال قوات خاصة في إطار تدخل تحالف تحت قيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" في حين قالت الإمارات إنها مستعدة أيضا لإرسال قوات برية لدعم أي تحالف دولي.

وقال مسؤول رفيع في الحكومة التركية إنه يجري باستمرار تقييم الوضع بالاشتراك مع الحلفاء لمعرفة ما يمكن عمله في سوريا غير أنه لا توجد استعدادات لأي عملية مع الرياض تشمل تدخلا بريا أو أعدادا كبيرة من القوات.

ويمثل هجوم قوات النظام التي تدعمها روسيا في الأيام الأخيرة واحدا من أكبر التحولات في ميزان القوى في الحرب. وينذر الهجوم بإخراج مقاتلي المعارضة من واحد من معاقلهم في الشمال الغربي وتقريب قوات النظام والقوات المتحالفة معه لتصبح المسافة بينها وبين الحدود التركية نحو 25 كيلومترا فقط.

وقد استغل مقاتلو وحدات "حماية الشعب الكردية" تحول ميزان القوى فاستولوا على قرى من المعارضة محققين بذلك من المكاسب ما أزعج تركيا.

وترى أنقرة أن وحدات "حماية الشعب"، التي تتمتع بدعم الولايات المتحدة في مواجهة "داعش" في بعض مناطق سوريا، جماعة إرهابية تربطها صلات عميقة بمقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي يشن حملة تمرد في جنوب شرق تركيا منذ عشرات السنين.

وفي الشهر الماضي اندمج فيلق الشام مع جماعات أخرى لتشكيل كيان جديد أطلق عليه اسم كتيبة الشمال وذلك في إطار محاولة لتكوين جبهة أقوى في مواجهة القوات الموالية للنظام التي كثفت هجماتها. لكن يبدو أن هذه الاستراتيجية لم تكن مجدية.

فقد قال قاسم "نحن نطلب من أشقائنا المسلمين في السعودية وقطر وتركيا: أرجوكم ساعدونا. نحن بحاجة لمساعدة تركيا الآن أكثر من أي وقت مضى."

ورغم أن البعض يتحدث بتصميم عن العودة إلى خطوط الجبهة فإن الشعور الغالب أصبح ألا أمل في المعركة بسبب عدم الاكتراث الدولي وبخاصة ما يرى مقاتلو المعارضة أنه تخلي الولايات المتحدة عنهم.

وقال محمد الذي قاتل مع جماعة أحرار الشام لثلاث سنوات قبل أن يصيبه قناص كردي في ساقيه بالرصاص، إن "أميركا توقفت عن تقديم السلاح. وهم دعموا الأكراد وروسيا بدأت قصفنا من الجو."

وأضاف أن "العالم ضدنا. والأسد.. ايران وروسيا. ونحن نحاربهم جميعا. كلهم يساعدون بعضهم بعضا ونحن وحدنا."

التعليقات