سوريا: مقتل 24 مدنيا رغم "تقدم واضح" بالهدنة

دي ميستورا: مستوى العنف في البلاد انخفض بشكل كبير. وبشكل عام، فإن وقف الأعمال العدائية صامد* واعترف في الوقت ذاته باستمرار وجود نقاط عديدة حيث تتواصل المعارك، بما في ذلك في حماه وحمص واللاذقية ودمشق

سوريا: مقتل 24 مدنيا رغم "تقدم واضح" بالهدنة

حلب (رويترز)

قتل 24 مدنيا سوريا في المناطق المشمولة بوقف إطلاق النار خلال الأيام الخمسة الأولى على سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية، ما يعكس انخفاضا ملحوظا مقارنة مع حصيلة الأشهر السابقة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم، الخميس.

وقال ستافان دي ميستورا للصحافيين في جنيف اليوم في ختام لقاء لمجموعة العمل حول المساعدات الإنسانية المخصصة لسوريا إن 'الوضع الميداني يمكن تلخيصه بأنه هش. إن نجاح (وقف الأعمال العدائية) ليس مضمونا إنما هناك تقدم واضح. اسألوا السوريين'.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إنه 'قتل 24 مدنيا، بينهم ستة أطفال وخمس نساء، في المناطق المشمولة بوقف إطلاق النار منذ بدء تطبيق اتفاق الهدنة السبت حتى أمس الأربعاء'.

وأشار إلى 'انخفاض كبير في حصيلة القتلى في صفوف المدنيين منذ سريان الهدنة مقارنة مع الخسائر البشرية المسجلة قبل تطبيقها' موضحا أن 'حصيلة القتلى المدنيين بلغت يوم الجمعة، أي عشية بدء تطبيق الهدنة، 63 مدنيا بينهم 11 طفلا'.

وبحسب المرصد، فان المعدل الوسطي للقتلى المدنيين خلال شهر شباط/فبراير بلغ 38 مدنيا يوميا.

وتقتصر المناطق المعنية بالاتفاق على الجزء الأكبر الالأكبر كبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي.

وتشهد المناطق المشمولة بالاتفاق، بحسب المرصد ومراسلي فرانس برس، هدوءا إلى حد كبير بعد توقف المعارك بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام على رغم رصد خروقات محدودة من الطرفين.

وقال عبد الرحمن إن 42 مقاتلا من الفصائل المعارضة قتلوا منذ بدء تطبيق الاتفاق، معظمهم في محافظات اللاذقية وحماه وفي الغوطة الشرقية، أبرز معاقلهم قرب دمشق.

في المقابل، قتل 25 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وفق عبد الرحمن منذ السبت، على أطراف دمشق وفي ريفي اللاذقية وحلب، قضى بعضهم خلال اشتباكات مع 'جبهة النصرة' وفصائل إسلامية خسرت 11 من عناصرها في معارك اللاذقية.

وبحسب عبد الرحمن، قتل 11 آخرون من مقاتلي 'جبهة النصرة' وحلفائها مقابل خمسة من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية جراء الاشتباكات بين الطرفين في حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية في مدينة حلب منذ يوم السبت.

وتعقد مجموعة العمل حول وقف الأعمال العدائية في سوريا وفق دي ميستورا اجتماعا اليوم لتقييم مسار وقف إطلاق النار.

وأكد دي ميستورا أن 'مستوى العنف في البلاد انخفض بشكل كبير. وبشكل عام، فإن وقف (الأعمال العدائية) صامد'. واعترف في الوقت ذاته باستمرار وجود 'نقاط عديدة حيث تتواصل المعارك، بما في ذلك في حماه وحمص واللاذقية ودمشق' لكنه قال إن هذه المعارك تبقى 'محصورة'.

وتعد هذه الهدنة الأولى من نوعها منذ اندلاع النزاع بين قوات النظام والفصائل المعارضة اللذين يتبادلان والدول الداعمة لهما، الاتهامات بشأن خرق وقف إطلاق النار.

وقالت روسيا إنها سجلت 14 انتهاكا لوقف إطلاق النار منذ أمس، بينما تحدث رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية، اليوم، عن 'توثيق أكثر من 100 خرق للهدنة في خمسة أيام'، محذرا من أن 'الهدنة على وشك الانهيار إذا لم تكن هناك تدخلات دولية مسؤولة للحد من العنف الذي لم يتوقف'.

وشكك حجاب في 'جدية النظام وحلفائه في توفير البيئة الملائمة للمفاوضات واستعدادهم للدخول في عملية انتقال سياسي'، مشيرا إلى أن المساعدات الإنسانية على سبيل المثال 'لم تدخل إلا الى مناطق محدودة' في سوريا.

وأوضح دي ميستورا أن 'المساعدة الإنسانية ووقف الأعمال العدائية كانت مهمة جدا' لكنها 'ليست شروطا مسبقة' في العملية السياسية.

ومن المفترض أن تُستأنف محادثات السلام السورية في جنيف في التاسع من آذار/مارس.

واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير اليوم روسيا وقوات النظام بأنها 'استهدفت بشكل متعمد ومنهجي مستشفيات ومرافق طبية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة'، لافتة إلى أنها وثقت 'ست هجمات متعمدة على الأقل على مستشفيات وعيادات ومراكز طبية في ريف حلب الشمالي' في تلك الفترة.

اقرأ أيضًا | الكهرباء تعود تدريجيا في سوريا

وقالت إنه 'فيما كان اتفاق وقف إطلاق النار الهش قيد الإعداد، كثفت القوات الحكومية السورية وحلفاؤها هجماتها ضد المرافق الطبية'.

التعليقات