المعارضة السورية: لا حلّ إلا برحيل الأسد أو بموته

قبل يومين على بدء جولة المفاوضات الجديدة بين النظام السوري والمعارضة في جنيف، أعلن وزير الخارجية السوريّ، وليد المعلم، السبت، أن الرئيس بشار الأسد، الذي تصر المعارضة على أن لا دور له في المرحلة الانتقالية للبلاد، خط أحمر.

المعارضة السورية: لا حلّ إلا برحيل الأسد أو بموته

كبير المفاوضين السوريّين - محمد علوش في جنيف

اعتبر كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية إلى جنيف، محمد علّوش، مساء السبت، أن المرحلة الانتقالية تبدأ 'برحيل' الرئيس السوري بشار الأسد، 'أو بموته'.

وقال في حديث مقتضب مع مجموعة صغيرة من ممثلي وسائل الإعلام من مقر إقامته في جنيف 'نعتبر أن المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد، أو بموته ولا يمكن أن تبدأ بوجود هذا النظام أو رأس هذا النظام في السلطة'.

المعلم: الأسد خط أحمر

المعلم خلال مؤتمره الصحفي في دمشق اليوم (رويترز)
وزير الخارجية السوري خلال مؤتمره
الصحفي في دمشق اليوم (رويترز)

وصباح السبت، أي قبل يومين على بدء جولة المفاوضات الجديدة بين النظام السوري والمعارضة في جنيف، أعلن وزير الخارجية السوريّ، وليد المعلم،  أن الرئيس بشار الأسد، الذي تصر المعارضة على أن لا دور له في المرحلة الانتقالية للبلاد، 'خط أحمر'.

وتختلف جولة المفاوضات الحالية عن مبادرات سلام سابقة، إذ تترافق مع اتفاق هدنة لا يزال صامدًا منذ أسبوعين، في حين يعقد مسؤولون أميركيون وروس، السبت، مشاورات حول الانتهاكات التي حصلت خلال هذه الفترة.

وفي مؤتمر صحافي في دمشق، أكد المعلم 'نحن لن نحاور أحدًا يتحدث عن مقام الرئاسة وبشار الأسد خط أحمر وهو ملك للشعب السوري، وإذا استمروا في هذا النهج لا داعي لقدومهم إلى جنيف'.

ويعتبر مصير الأسد نقطة خلاف محوريّة بين طرفي النزاع والدول الداعمة لكل منهما، إذ تتمسك المعارضة بأن لا دور له في المرحلة الانتقالية، بينما يصر النظام على أن مصير الاسد يتقرر فقط من خلال صناديق الاقتراع.

وتطرق المعلم إلى تصريحات موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، والتي قال فيها إن الانتخابات الرئاسية والتشريعية ستجري خلال 18 شهرًا، إذ قال إن 'الانتخابات البرلمانية هو نص موجود في وثائق فيينا، أما الرئاسة فلا يحق له ولا لغيره كائنًا من كان أن يتحدث عن انتخابات رئاسية، فهي حق حصري للشعب السوري'.

وأكد أن الوفد الحكومي لن يقبل 'بأي محاولة لوضع هذا الأمر على جدول الأعمال'.

ومنذ بدء النزاع، أجرى النظام انتخابات تشريعية في 2012 انتهت بتكريس وجود حزب البعث الحاكم في البرلمان، وأخرى رئاسية في 2014، أبقت بشار الأسد على رأس السلطة. وتعرضت هذه الانتخابات لانتقادات واسعة من المعارضة والدول العربية والغربية الداعمة للمعارضة.

وبحسب الدستور السوري، يفترض أن تجري الانتخابات الرئاسية المقبلة في العام 2021، في حين تعقد الانتخابات البرلمانية في 13 نيسان/أبريل المقبل.

مهلة 24 ساعة

وتبدأ، الإثنين، جولة جديدة من المفاوضات من المفترض أن تستمر عشرة أيام لتنتهي في الـ24 من الشهر الحالي، وسيتم التباحث فيها، بحسب دي ميستورا، بثلاث مسائل هي تشكيل حكومة جديدة جامعة، ودستور جديد وإجراء انتخابات في الأشهر الـ18 المقبلة، اعتبارًا من موعد بدء المفاوضات.

وأكد المعلم من جهته أنه 'لا يحق لدي ميستورا اقتراح جدول أعمال، هذا ما يجب أن يتم التوافق عليه بين المتحاورين'، مشددًا على 'عندما يتحدث (دي ميستورا) عن دستور، هو يعرف أن حكومة الوحدة الوطنية التي ستناقش في المستقبل هي التي تعين لجنة دستورية لوضع دستور جديد أو تعديل الدستور القائم، ثم يتم الاستفتاء على ما تم التوافق عليه من قبل الشعب السوري، وبعد إقراره يصبح نافذًا'.

أما المعارضة السورية، التي تتفق مع المعلم على رفض أي نظام فدرالي في سوريا، فتطالب بإنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية دون أن يكون للأسد مكان فيه.

وبعد طول تردد، أكدت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية الجمعة أنها ستشارك في جولة المفاوضات المقبلة.

إلا أن المعلم أكّد، من جهته، أن وفد بلاده الذي سيتوجه غدًا إلى جنيف 'لن ينتظر أكثر من 24 ساعة' وصول المعارضة إلى مبنى الأمم المتحدة.

وقال إنه خلال جولة المفاوضات الأولى في نهاية كانون الثاني/يناير، والتي باءت بالفشل، 'انتظرنا طويلا ولم يأتوا، وحين أتوا جلسوا في الفندق'، وشدد على أنه 'يجب أن يأتوا إلى مبنى الأمم المتحدة للحوار وإلا (فإن) وفدنا سينتظر 24 ساعة ويعود، لن نضيع وقتنا'.

وخلال الجولة الأولى، وصل وفد الحكومة إلى جنيف قبل 36 ساعة من وفد الهيئة العليا للمفاوضات، والتي بقي أعضاؤها في الفندق يومين قبل الذهاب إلى مبنى الامم المتحدة.

ومن قاعدة الملك خالد العسكرية في شمال السعودية، حيث أجرى محادثات مع المسؤولين السعوديين، أكد وزير الخارجية الأميركيّ، جون كيري، أن المفاوضات ستجري كما هو مقرر، الإثنين.

وبات استئناف المفاوضات التي تعثرت في بداية شباط/فبراير، ممكنا بعد التوصل إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية برعاية واشنطن وموسكو منذ 27 شباط/فبراير.

اجتماع روسي أميركي

وقال كيري، الذي أجرى محادثات مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز حول سوريا، إن 'فرقنا (من المراقبين) ستعقد لقاء اليوم مع روسيا في جنيف وعمان يتعلق بهذه الانتهاكات' للهدنة.

وأضاف كيري أنه سيجري، من جهته، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول قضية الانتهاكات، لكنه أكّد أن مثل هذه الخروقات يجب ألا تكون عقبة أمام إجراء محادثات السلام.

وقتل سبعة مدنيين على الأقل الجمعة في غارات لسلاح الجو السوري على حي تسيطر عليه المعارضة في حلب شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ومع ذلك، رأى كيري أن 'مستوى العنف تراجع بنسبة ثمانين أو تسعين بالمئة وهذا أمر مهم جدًا'، مشددًا على أنه يفترض ألّا يستغل النظام السوري فرصة الهدنة لتحقيق مكاسب على الأرض، بينما 'يحاول الآخرون (المعارضة) احترامها بنية حسنة'. لكنه حذر من أن 'للصبر حدودًا' في هذا المجال.

وكانت الولايات المتحدة أبدت، الجمعة، ارتياحها لاستمرار احترام اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا 'بصورة عامة'.

اقرأ/ أيضًا | سوريا: المعارضة توافق المشاركة بمحادثات جنيف وتتهم الأسد بالتصعيد الميداني

 

التعليقات