غليون: الانسحاب من سورية جزء من اتفاق روسي أميركي

دخول الثورة عامها السادس "يتميز بشيئين: الأول هو نجاح الشعب السوري في الصمود أمام كل القوى الدولية التي تدخلت، كالروس والإيرانيين والمليشيات المساندة لهم. والثانية هي البدء بمرحلة جديدة فيها اعتراف بأن الأسد ونظامه قد انتهى

غليون: الانسحاب من سورية جزء من اتفاق روسي أميركي

قال الكاتب والمفكر السوري، د. برهان غليون، الذي شغل منصب رئيس المجلس الوطني السوري في السابق، إن الحرب السورية استنفذت أغراضها، وإن الانسحاب الروسي من سوريا هو جزء من تفاهم أميركي روسي على إنهاء الحرب، وفتح باب المفاوضات الجدية؛ من أجل التوصُّل إلى تسوية.

وبحسب تعبير غليون في مداخلة لبرنامج 'العربي اليوم' على شاشة التلفزيون 'العربي'، فإن الحرب لم يكن لها أن تستمر لخمس سنوات لولا الدعم الروسي لنظام الأسد سياسيًا وعسكريًا، مضيفاً أن الروس كانوا راعين وضامنين للتدخل الإيراني في سورية.

وأشار غليون إلى أن دخول الثورة عامها السادس 'يتميز بشيئين: الأول هو نجاح الشعب السوري في الصمود أمام كل القوى الدولية التي تدخلت، كالروس والإيرانيين والمليشيات المساندة لهم. والثانية هي البدء بمرحلة جديدة فيها اعتراف بأن الأسد ونظامه قد انتهى، ولا بد من الدخول في مرحلة انتقالية'.

وذكر غليون أن هناك، لأول مرة، حديثَا بين الروس والأميركان عن انتقال سياسي لنظام جديد في سوريا، والانتقال السياسي يعني انتهاء الأسد تمامًا، إلا إذا أرادت روسيا وإيران أن تلعب به بوصفه ورقة للتأكيد على مصالحهما في المنطقة.

وعن العوامل التي جعلت روسيا تقبل بهذا الاتفاق، قال غليون إن العامل الاقتصادي في روسيا مؤثر جدًا، ولدى الروس عقدة اسمها أفغانستان، وهم يخشون الدخول في المستنقع السوري.

والعامل الثاني، بحسب غليون، هو أن الروس حققوا ما يريدون في إثبات أنهم قطب لا يمكن الاستغناء عنه في السياسة الدولية، أما العامل الثالث فهو الضغط الأوروبي على روسيا لإطفاء البركان السوري، خشية من موجات اللاجئين والإرهاب الذي من الممكن أن يتطور ويصل إلى أوروبا وروسيا.

ويرى غليون أن التسوية مفروضة دوليًا، وليست هي التي يريدها النظام ولا المعارضة، مضيفًا أن على الشعب السوري أن يتمسك بأنه لا دور للأسد في المرحلة القادمة، والثانية هي المطالبة بمحاكمة من ارتكب جرائم الحرب ضد السوريين.

وعن الفيدرالية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي في المناطق التي يسيطر عليها، قال غليون إن الحزب يستغل مظلومية الأكراد بأنهم حرموا من حقوقهم بوصفهم أقلية قومية ظلمت عبر سنوات، وهو يعدهم بدولة تعطيهم حقوقهم.

ويرى غليون بأنه لا أمل في الفيدرالية في سورية لأن الشعب السوري والقوى الإقليمية لن تقبل بذلك. والحل برأي غليون هو مفاوضات مع ممثلي الأحزاب الكردية وليس مع حزب الاتحاد الديمقراطي، وذلك بتقديم رؤية لحكم ذاتي للأكراد داخل سورية ديمقراطية موحدة.

اقرأ/ي أيضًا | القصف الروسي يتواصل؛ بوتين: شهدنا معارك قاسية في تدمر

واختتم غليون حديثه بالقول إن هذا الحل هو ما اتفق عليه المجلس الوطني السوري وتبناه الائتلاف، وهذه الوثيقة هي التي ضمنت دخول المجلس الوطني الكردي للائتلاف؛ لأن المعارضة بهذه الوثيقة اعترفت بحقوق الأكراد القومية، وضرورة الحفاظ عليها ضمن سورية الديمقراطية.

 

التعليقات