تدمر: خبراء روس ينزعون ألغاما من مخلفات "داعش"

وأشار رئيس الفريق الروسي إلى العثور في المواقع الأثرية على قذائف وقنابل يدوية أكثر من العثور على عبوات محلية الصنع، مقدرا الحاجة إلى شهر لتنظيف المنطقة بأكملها

تدمر: خبراء روس ينزعون ألغاما من مخلفات "داعش"

على بعد خطوات عدة من المواقع الأثرية في مدينة تدمر في وسط سورية، ينهمك خبراء روس متخصصون في نزع الألغام بتفجير العبوات والمفخخات التي زرعها تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) قبل أن يتمكن جيش النظام بدعم جوي روسي من طرده منذ نحو أسبوعين.

ويمشط الخبراء الذين يرتدون سترات واقية ويستخدمون أجهزة كاشفة للمعادن، بتأن ودقة الرمال المحيطة بآثار تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي الإنساني، بحثا عن الألغام والعبوات.

ويخرق دوي لغم تم تفكيكه وتفجيره على بعد نحو كيلومتر الهدوء الذي تشهده المدينة بعدما كانت قبل أيام ساحة حرب.

وقال رئيس الفريق الروسي إلى تدمر الكسي مكارنكو لوكالة فرانس برس على هامش زيارة لمجموعة من الصحافيين نظمتها وزارة الدفاع الروسية إن 'نزع الألغام مهمة شاقة في أي مكان، وهمي الأساسي هو الحفاظ على سلامة رجالي'.

وأضاف فيما عناصر فريقه منهمكون بالتنظيف 'لكن بالطبع في مكان مثل هذا، تشعر بمسؤولية مضاعفة'.

وبعد نحو يومين على بدء عمله حول الأعمدة الرومانية في تدمر الممتدة على مساحة 234 هكتارا، أنهى الفريق الروسي الذي يضم نحو مئة خبير وعامل، تنظيف عشرين هكتارا.

وأشار رئيس الفريق الروسي إلى العثور في المواقع الأثرية على قذائف وقنابل يدوية أكثر من العثور على عبوات محلية الصنع، مقدرا الحاجة إلى شهر لتنظيف المنطقة بأكملها، لا سيما أن ارتفاع درجات الحرارة في البادية السورية يجعل العملية أكثر صعوبة.

وأضاف أنه 'أغمي على خبيرين من الفريق بسبب الحرارة'.

وفي المدينة السكنية المجاورة حيث كان يقيم نحو سبعين ألف شخص قبل هجوم التنظيم في أيار/مايو الماضي، يبدو واضحا أن الجهاديين أمضوا وقتا طويلا في نصب الكمائن للقوات المهاجمة.

وتنتشر على إحدى الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة حفر استخرج منها الخبراء الروس عبوات أو فجروها بداخلها حيث كانت مخبأة تحت طبقة حديثة من الإسفلت.

ويعرض خبير في نزع الألغام يعرف عن نفسه باسم الرائد كريفونوغوف بعض العبوات التي قال إنه تم العثور عليها داخل منازل المدنيين، كقنبلة موصولة بزر الإنارة أو حبل مخفي مربوط بقنبلة يدوية.

وقال المتحدث العسكري الروسي الجنرال ايغور كوناشينكوف إنه 'لدى هؤلاء الأشخاص خلفية عسكرية ويعرفون جيدا ماذا يفعلون'، مرجحا أن يكون لديهم 'مصنع للعبوات الناسفة هنا'.

وأضاف أنه 'أرادوا خلق جحيم للجيش السوري لدى وصوله وهذا يعني أن هناك الكثير من العمل الذي ينتظر رجالنا'.

وتحتاج المدينة بدورها إلى ورشة إعادة تأهيل بعدما بقيت تحت سيطرة 'داعش' لأكثر من عشرة أشهر، وشهدت معارك عنيفة ما دفع عشرات الآلاف من سكانها إلى النزوح والفرار.

اقرأ أيضا: صيدا: نفايات قوم عند قوم فوائد

وقال مدير المتاحف في وزارة الثقافة السورية أحمد ديب إنه 'لدينا مشكلة وحيدة وهي أنه ليس بإمكاننا الوصول إلى المدافن البرجية بسبب العدد الكبير من الألغام'، مضيفا أنه 'ننتظر الحصول على الضوء الأخضر حتى نتمكن من تقييم مدى الضرر الحاصل'.

التعليقات