أظهر شريط فيديو، بثته القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني، في وقت متأخر من مساء أمس، السبت، اللحظات الأخيرة لمشفى القدس في حلب قبل تعرّضه لغارة جويّة أسفرت عن مقتل أكثر من خمسين مريضًا وطبيبًا، بينهم طبيب الأطفال الوحيد المتبقي في حلب، محمّد وسيم معاذ.
ويظهر في شريط الفيديو، الذي لا تتجاوز مدّته الدقيقتين، معاذ وهو يغادر غرفة العناية المكثّفة إلى إحدى الغرف المجاورة في المشفى، حيث كان على وشك الشروع بورديّته المسائيّة في قسم الطوارئ، الذي يفتقد للحد الأدنى ممّا تتطلبّه الغرف من تجهيزات ومعدّات طبيّة.
وأثناء مسير معاذ، تظهر في الصورة، لأجزاء من الثانية، ارتجاجات في جدران المشفى، تبعها غياب شبه تام للصورة، قدّرت القناة أنه الغارة التي أدّت إلى مجزرة المشفى.
ومن ثم، ينتقل شريط الفيديو إلى الكاميرات المثبّتة خارج المشفى، وتلك المثبّتة في الممرات الداخلية، ليوضح حجم الصدمة والخراب في المشفى.
وأمس السبت، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون، تعرض مناطق سيطرة المعارضة في حلب إلى أكثر من 30 غارة، استمرارًا للمذبحة التي تقودها طائرات النظام والمقاتلات الروسية ومسلحين موالين لهم، والتي أوقعت خلال الأيام التسعة الماضية أكثر من 250 قتيلًا.
ويبدو أن 'نظام التهدئة' المؤقت الذي أعلنه جيش النظام، في وقت متأخر أمس الأول، الجمعة، صمد في ريف اللاذقية وفي غوطة دمشق، لكنه استثنى حلب وواصل قصف المدنيين والمستشفيات والمستوصفات وعمال الإغاثة، وقالت حكومة النظام السوري إن 'نظام التهدئة' محاولة لإنقاذ اتفاق وقف الأعمال القتالية، الذي أبرم في شباط/ فبراير. لكن مصدرًا عسكريًا قال إن حلب مستثناة من هذا النظام.
وانهار الاتفاق، الذي أبرم بوساطة من الولايات المتحدة وروسيا، بسبب احتدام القتال خاصة في حلب وما حولها، بينما تعثرت محادثات السلام في جنيف. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن ما لا يقل عن خمسة أشخاص قتلوا في حلب في وقت مبكر السبت، في أحدث غارات جوية يعتقد أن طيران الأسد هون من شنها.
اقرأ/ي أيضًا | سورية: أكثر من 30 غارة على حلب خلال أقل من يوم
التعليقات