غارات روسية على حلب هي الأعنف منذ أسبوع

تجددت الغارات الروسية، اليوم الثلاثاء، على الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب، بوتيرة هي الأعنف منذ نحو أسبوع، حيث قتل 12 مدنيًا على الأقل، في تصعيد يتزامن مع وصول الجهود الدبلوماسية لحل النزاع إلى طريق مسدود.

غارات روسية على حلب هي الأعنف منذ أسبوع

(أ.ب)

تجددت الغارات الروسية، اليوم الثلاثاء، على الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب، بوتيرة هي الأعنف منذ نحو أسبوع، حيث قتل 12 مدنيًا على الأقل، في تصعيد يتزامن مع وصول الجهود الدبلوماسية لحل النزاع إلى طريق مسدود.

ويأتي ذلك بعد أيام من الهدوء النسبي في حلب، فيما قتل خمسة أطفال على الأقل في قذيفة صاروخية أطلقتها فصائل معارضة، استهدفت مدرسة في مدينة درعا، جنوبيّ البلاد.

وفيما تبدو المجموعة الدولية عاجزة عن الاتفاق على مبادرة لوقف حمام الدم، توجت المواجهة الدبلوماسية بين روسيا والغرب بإعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حليف النظام السوري، عن إلغاء زيارة كانت مرتقبة إلى باريس.

في الأحياء الشرقية، أيضًا، أفاد مراسل فرانس برس عن تجدد الغارات على الأحياء السكنية، حوالي الساعة الثانية عشر ظهرًا، والتي استهدفت بشكل خاص أحياء القاطرجي والميسر وقاضي عسكري وبستان القصر.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان 'مقتل 12 مدنيًا بينهم أربعة أطفال على الأقل، جرّاء غارات روسية كثيفة على حيي بستان القصر والفردوس'، مشيرًا إلى أن الكثير لا يزالون تحت الأنقاض.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن 'الغارات الروسية اليوم هي الأعنف على الأحياء السكنية منذ نحو أسبوع'.

وفي حي بستان القصر، قال مراسل فرانس برس إن الغارات أدّت إلى تدمير مبنيين بالكامل إثر استهدافهما. ونقل مشاهدته للكثير من الأشلاء، فضلًا عن ضحايا ممددين على الأرض، لم يتمكن السكان من التعرف على هويات العديد منهم.

ونقل مشاهدته لمتطوعين من الدفاع المدني كانوا يعملون بأيديهم على رفع الأنقاض بحثًا عن الضحايا، مشيرًا إلى سحب جثتي طفلين على الأقل.

وتنفذ قوات النظام السوري منذ 22 أيلول/سبتمبر هجومًا على الأحياء الشرقية في حلب، وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات على محاور عدة، إلا أن الجيش النظامي السوري أعلن في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر 'تقليص' عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الفصائل.

وتركز القصف الجوي منذ ذلك الحين على مناطق الاشتباك في المدينة، وتحديدًا حي الشيخ سعيد (جنوب) وحي بستان الباشا (وسط).

وعادة ما ترد الفصائل المعارضة على القصف بإطلاق قذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، اليوم الثلاثاء، بمقتل أربعة أشخاص وإصابة 14 آخرين بجروح، جراء قذائف صاروخية استهدفت حي الحمدانية في الجهة الغربية.

>> تلاميذ قتلى

وفي جنوب سورية، قتل خمسة أطفال على الأقل وأصيب 15 تلميذًا بجروح في قذيفة صاروخية، أطلقتها فصائل معارضة استهدفت مدرسة ذات النطاقين للتعليم الأساسي في مدينة درعا، وفق ما أفادت به وكالة سانا.

وتسيطر فصائل مقاتلة على معظم محافظة درعا، فيما تسيطر قوات النظام على الجزء الأكبر من مدينة درعا، مركز المحافظة، وعلى بلدات عدة في الريف الشمالي الغربي بشكل رئيسي.

وتعد محافظة درعا مهد الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في آذار/مارس 2011 ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، والتي تطورت لاحقًا إلى نزاعٍ دامٍ متشعب الأطراف، تسبب بمقتل أكثر من 300 ألف شخص ودمار هائل في البنى التحتية ونزوح أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

وتأتي أعمال العنف تلك في ظل انسداد الأفق الدبلوماسي للتوصل إلى حل ينهي النزاع السوري، الذي تعد مدينة حلب أبرز جبهات القتال فيه والأكثر تضررًا منذ اندلاعه.

اقرأ/ي أيضًا | براميل الدمار: "النظام وروسيا سلبوا روحي وولدَي مني"

وتشكّل حلب محور الجهود الدبلوماسية حول سورية، إلا أن اجتماعًا لمجلس الأمن الدولي، السبت الماضي، أبرز الانقسام بين روسيا والدول الغربية، بعدما فشل في تمرير قرارين، أحدهما روسي والثاني فرنسي، حول حلب.

التعليقات