حلب: النظام يكثّف غاراته سعيًا لتقسيم الأحياء الشرقية

جددت طائرات النظام السوري وروسيا، اليوم، الأحد، قصفها للمناطق المحاصرة شرق مدينة حلب وريفها وقتلت 27 مدنيًا وجرح آخرون، وعلق العشرات تحت الأنقاض، بالوقت الذي تمكنت فيه قوات النظام، من السيطرة على حي مساكن هنانو، وتقدمت باتجاه أحياء مجاورة

حلب: النظام يكثّف غاراته سعيًا لتقسيم الأحياء الشرقية

جددت طائرات النظام السوري وروسيا، اليوم، الأحد، قصفها للمناطق المحاصرة شرق مدينة حلب وريفها وقتلت 27 مدنيًا وجرح آخرون، وعلق العشرات تحت الأنقاض، بالوقت الذي تمكنت فيه قوات النظام، من السيطرة على حي مساكن هنانو، وتقدمت باتجاه أحياء مجاورة له، بينما تكبّدت خسائر باستهداف موقع لها.

وقتل 15 شخصًا، في قصف جوي روسي على قرية عنجارة في ريف حلب الغربي، فيما قتل 12 مدنيًا بقصف على حي طريق الباب شرق حلب، مع استحالة إحصاء كافة الخسائر البشرية في ظل صعوبة الوصول إلى كامل المناطق في حلب المحاصرة، بسبب شدّة القصف.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، بأن "أكثر من 500 مدني من سكان حيي الحيدرية والشعار في شرق حلب، توجهوا ليلا إلى مساكن هنانو" مستغلين "تقدم قوات النظام داخل هذا الحي".

وهي المرة الأولى، بحسب المرصد، ينزح هذا العدد من السكان من شرق حلب منذ العام 2012، حين انقسمت المدينة بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة وغربية تحت سيطرة قوات النظام.

واستأنفت قوات النظام في 15 تشرين الثاني/نوفمبر حملة عسكرية عنيفة ضد الأحياء الشرقية، تخللها هجوم ميداني على أكثر من جبهة وغارات كثيفة على مناطق الاشتباك والأحياء السكنية.

ويعيش أكثر من 250 ألف شخص محاصرين في الأحياء الشرقية. وكانت آخر قافلة مساعدات دخلت شرق المدينة في تموز/ يوليو. وحذر الموفد الدولي الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا، الأحد الماضي، في دمشق من "كارثة إنسانية" في شرق حلب مع استمرار التصعيد العسكري.

الركوع او التجويع

واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين زنكي، ياسر اليوسف، أحد أبرز الفصائل المقاتلة في حلب، "أن نزوح المدنيين من شرق حلب أمر طبيعي جداً بعد حملة القصف الجوي والاجتياح البري وتدمير منازلهم وحرمانهم من كل مقومات الحياة في أحيائهم ومناطقهم".

ويأتي خروج المدنيين بعد أسبوع عنيف من المعارك في حي مساكن هنانو، قبل استعادة قوات النظام السيطرة عليه.

ويحظى الحي، وهو أكبر أحياء حلب الشرقية، بأهمية رمزية باعتباره أول حي سيطرت عليه الفصائل المعارضة صيف العام 2012. وتشكل خسارته ضربة موجعة للفصائل المقاتلة والتي تسعى قوات النظام إلى تضييق الخناق عليها.

وتمكنت قوات النظام من التقدم إلى الأحياء المجاورة، الأحد، والسيطرة على أجزاء من أحياء الصاخور وبعيدين والحيدرية.

واتهم اليوسف "النظام والروس والإيرانيين بأنهم قرروا إبادة الثورة في ثاني أكبر مدن سورية عبر اتباع سياسة الأرض المحروقة، مستفيدين من العجز الدولي الناجم عن التعطيل الأميركي".

وأضاف "على مرأى ومسمع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، يتم تطبيق سياسة التجويع أو الركوع من دون أي التزام بمواثيق حفظ السلم والأمن الدولي".

تقسيم الأحياء الشرقية

وتعمل الفصائل في حي الصاخور، حاليا، وفق اليوسف، على "تعزيز نقاط الدفاع عن المدينة والأهالي"، لكنه أشار إلى أن "الطيران يدمر كل شيء بشكل منهجي ومربعا تلو آخر" محذرا من أنه "إذا لم يتم حظره، فسيدمر الطيران ما تبقى من مدينة حلب".

وتسعى قوات النظام، بحسب مراقبون، فصل الأحياء الشرقية إلى جزأين عبر عزل القسم الشمالي منها عن الجنوبي".

وبحسب المرصد، "تبعد أقرب مواقع قوات النظام على أطراف حي الصاخور من مواقعها في الجهة المقابلة، وتحديدا على أطراف حي سليمان الحلبي، نحو كيلومتر ونصف".

اقرأ/ي أيضًا | مصر تنفي إرسال قوات عسكرية لسورية

ومنذ بدء الهجوم قبل 13 يوما، أحصى المرصد مقتل 219 مدنيا بينهم 27 طفلا جراء القصف والغارات على شرق حلب، فيما قتل 27 مدنيا في غرب المدينة جراء قذائف الفصائل.

التعليقات