الأمم المتحدة: آلاف النازحين من أحياء حلب الشرقية

منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: ليست هناك مستشفيات عاملة في المنطقة ومخزون الطعام أوشك على النفاد ومن المرجح أن يفر آلاف آخرون من منازلهم إذا استمر هجوم النظام وحلفاءه في الأيام المقبلة

الأمم المتحدة: آلاف النازحين من أحياء حلب الشرقية

صورة العام 2016 لوكالة فرانس برس التقطت الخميس الماضي

قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، اليوم الثلاثاء، نقلا عن تقارير أولية إن هناك ما يصل إلى 16 ألف نازح في حلب جراء الهجمات المكثفة على الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضة في شرق المدينة.

وأضاف في بيان عبر البريد الإلكتروني أنه ليست هناك مستشفيات عاملة في المنطقة وأن مخزون الطعام أوشك على النفاد وأن من المرجح أن يفر آلاف آخرون من منازلهم إذا استمر القتال في الأيام المقبلة.

وفي موازاة ذلك، طلب وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت، اليوم، عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي 'فورا' إزاء 'الكارثة الإنسانية' في حلب بشمال سورية، من أجل 'النظر في الوضع في هذه المدينة الشهيدة وبحث سبل تقديم الإغاثة لسكانها'.

وقال آيرولت في بيان إن 'ثمة حاجة ملحة أكثر من أي وقت لتطبيق وقف للأعمال الحربية والسماح بوصول المساعدة الإنسانية بدون قيود'.

وخسرت الفصائل المعارضة أمس، الاثنين، كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية في حلب، ثاني المدن السورية، إثر تقدم سريع أحرزته قوات النظام وحلفاؤها فيما فر آلاف السكان من منطقة المعارك.

حلب، أمس (أ.ف.ب.)

وتشكل سيطرة قوات النظام على ثلث الأحياء الشرقية بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخسارة الأكبر للفصائل المعارضة منذ سيطرتها على شرق المدينة في 2012، في وقت تعد أكبر انتصارات النظام الذي استعاد المبادرة ميدانيا منذ بدء روسيا حملة جوية مساندة له قبل أكثر من عام، وفي ظل عجز دولي كامل إزاء إيجاد حلول لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.

ووصف الناطق باسم الدفاع المدني في حي الأنصاري، إبراهيم أبو الليث، الوضع في شرق حلب بـ'الكارثي'. وقال لوكالة فرانس برس بصوت متقطع إن 'هذين اسوأ يومين منذ بدء الحصار... النزوح جماعي والمعنويات منهارة'.

وأضاف أنه 'ينام الناس على الأرض. لا مأكل ولا مشرب ولا مأوى أو ملجأ'، مضيفا بغضب 'قولوا لنا، الى متى سيبقى العالم ضدنا؟'.

وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس في شرق حلب عشرات العائلات معظم أفرادها من النساء والأطفال، تصل تباعا سيرا على الأقدام. ويعاني أفرادها من الإرهاق والبرد الشديد والجوع، حتى أن بعضهم ليس بحوزته المال لشراء الطعام. وعمل اهالي الحي على ايوائهم في منازل خالية من سكانها وتبرعوا لهم بالأغطية والبطانيات.

وإزاء هذه التطورات وجهت الأمم المتحدة نداء عاجلا إلى الأطراف المتحاربة لوقف قصف المدنيين في شرق حلب والسماح بعبور مساعدات إنسانية إلى هذه المنطقة التي لم تتلق مساعدات منذ أوائل تموز/يوليو وأصبحت المواد الغذائية فيها شحيحة.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن روسيا تتحمل 'المسؤولية القصوى' فيما يرتكبه نظام الأسد ضد المواطنين السوريين في مختلف انحاء البلاد.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، إنه 'تمتلك روسيا تأثيراً كبيراً على الأسد، وعندما أرادوا، في الماضي، أن يظهروا بأنهم راغبين في استخدام هذا التأثير من أجل تحقيق نتيجة إيجابية، فقد فعلوا ذلك'، في إشارة إلى الدور الروسي في تسليم الأسد لترسانته الكيماوية قبل عامين.

وتابع كيربي: 'روسيا تتحمل المسؤولية القصوى بشأن ما يفعله النظام السوري وما يتم السماح له بفعله، فيما يتعلق بالخسائر في البنى التحتية المدنية بما في ذلك المستشفيات داخل وحول حلب'.

وقُتل 30 شخصاً وأصيب 250 آخرين بجروح، أمس الإثنين، جراء غارات مقاتلات النظام السوري وروسيا على الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب. وتستمر هذه الغارات بشكل دوري منذ بضعة أشهر.

اقرأ/ي أيضًا | الطفلة بانا العبد في تغريدتها الأخيرة: سنموت!

ولفت كيربي أن معطيات الأمم المتحدة تشير إلى وجود طبيبين للأطفال فقط في مدينة حلب التي يوجد فيها قرابة 120 ألف طفل.

التعليقات