لماذا تتعرقل عملية الإجلاء من شرقي حلب؟

الأمم المتحدة تؤكد، اليوم الأربعاء، إنها "لا تشارك" في خطط إجلاء المقاتلين والمدنيين من شرقي حلب، لكنها مستعدة لتقديم يد العون

لماذا تتعرقل عملية الإجلاء من شرقي حلب؟

ألمحت تقارير إعلامية، اليوم الأربعاء، إلى أن عملية مقايضة إيرانية هي التي تسببت بعرقلة إجلاء المدنيين والمقاتلين من شرقي حلب، حيث تطالب إيران بإخراج أشخاص من ما تعتبرها 'قرى شيعية' مقابل السماح بعملية الإجلاء.

وتبين أن قوات النظام السوري تعيق عملية إجلاء المقاتلين والمدنيين من شرقي حلب، بسبب تحفظات إيرانية.

وقالت مصادر محلية حلبية لـ'العربي الجديد' إنّ 'عناصر إيرانيين أعادوا الحافلات التي حملت نحو عشرين جريحاً، باتجاه الريف الغربي لحلب، لدى وصولها منطقة جسر الحج، بسبب تحفّظ إيران على بعض بنود الاتفاق التركي الروسي'.

وأوضح المصدر نفسه أنّ 'الإيرانيين طالبوا بإخراج أشخاص من بلدتي كفريا والفوعة، بريف إدلب، مقابل خروج المدنيين والمقاتلين من حلب'.

كما أشار إلى أنّ 'الحافلات ما زالت موجودة في مناطق المعارضة، والجرحى ينتظرون الإذن للانطلاق باتجاه ريف حلب الغربي، حسب الاتفاق'.

وكانت قد قالت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إنها 'لا تشارك' في خطط إجلاء المقاتلين والمدنيين من شرقي حلب، لكنها مستعدة لتقديم يد العون.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان 'الأمم المتحدة مستعدة لتسهيل عمليات الإجلاء الطوعي والآمن للمصابين والمرضى والمدنيين المعرضين للخطر من الجزء المحاصر من المدينة.

من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، اليوم الأربعاء، إن هناك تشوشا يحيط بعملية إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة من شرق مدينة حلب السورية الأمر الذي يظهر ضرورة وجود مراقبين من الأمم المتحدة على الأرض لإدارة العملية.

وقال إيرولت للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي 'فرنسا تريد وجود مراقبين من الأمم المتحدة على الأرض، كما ينبغي أن تتدخل منظمات إنسانية مثل الصليب الأحمر'.

وفي سياق ذي صلة، قلت وكالة 'إنترفاكس' للأنباء، اليوم الأربعاء، عن وزارة الدفاع الروسية أن نحو 6000 مدني، بينهم 2000 طفل، غادروا الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب السورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وأضافت الوزارة أنه خلال نفس الفترة ألقى 366 مقاتلا السلاح، وغادروا مناطق المعارضة في المدينة.

يشار إلى أن عملية اجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب قد تأجلت لساعات، بعدما كان من المقرر ان تبدأ فجر الأربعاء بموجب اتفاق تم التوصل إليه، الثلاثاء، ينص على خروج المقاتلين والمدنيين من شرقي حلب.

وكان من المفترض أن تبدأ عملية الإجلاء عند الساعة الخامسة صباحا، الثالثة بتوقيت غرينتش، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومصادر محلية في شرق حلب.

لكن بعد ثلاث ساعات، كانت عشرون حافلة خضراء اللون لا تزال متوقفة في حي صلاح الدين الذي يتقاسم الجيش والفصائل المقاتلة السيطرة عليه. وأمضى السائقون ليلتهم نائمين في الحافلات فيما لم يشاهد أي مدني أو مقاتل معارض في الجوار.

ولم يصدر حتى اللحظة أي توضيح رسمي حول أسباب التأخير من جانب الفصائل المقاتلة أو الحكومة السورية أو الدولتين الراعيتين للاتفاق روسيا وتركيا.

وكان قد تجمع المدنيون في حي المشهد، أحد آخر الأحياء تحت سيطرة الفصائل، منذ الفجر منتظرين أي معلومات بشأن الحافلات التي كان يفترض أن تقلهم. وأمضى كثيرون منهم ليلتهم على الأرصفة لعدم وجود ملاجئ.

إلى ذلك، قال تلفزيون 'أورينت' المؤيد للمعارضة السورية نقلا عن مراسله إن عمليات الإجلاء من مناطق شرق حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة ربما تتأجل حتى غدا الخميس.

وقال مسؤولون من المعارضة إنهم كانوا يتوقعون أن تغادر أول مجموعة من المصابين ليل الثلاثاء. وكان مسؤول عسكري بالتحالف الذي يدعم الرئيس بشار الأسد قد قال إنه من المقرر بدء عملية الإجلاء في الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي.

يشار إلى أن مصادر في المعارضة السورية قد قالت إن اتفاق وقف إطلاق النار قف لاتفاق النار بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة في شرق مدينة حلب لا يزال قائما رغم تأخر خطط إجلاء المقاتلين والمدنيين.

التعليقات