دعوات لنشر مراقبين بحلب واتهام إيران بعرقلة الإجلاء

صرح المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، أن بلاده تسعى للتصويت على 3 مقترحات محددة بشأن حلب، في مجلس الأمن الدولي أو الدعوة لعقد جلسة استثنائية للجمعية العامة للمنظمة الدولية.

دعوات لنشر مراقبين بحلب واتهام إيران بعرقلة الإجلاء

اتهم رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أنس العبدة، اليوم الجمعة، إيران بالوقوف وراء تعليق عملية إجلاء السكان المحاصرين في أحياء حلب الشرقية.

جاء ذلك في تصريحات للأناضول، عقب لقائه رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة السورية، ووزير خارجية الدنمارك أندرس سمويلس، في العاصمة كوبنهاغن.

وقال العبدة، بخصوص تعليق عمليات الإجلاء، إن 'ذلك يعد مؤشرا على رفض إيران الحل في حلب، وأنها تسعى لإدامة معاناة المدنيين'.

من جانبه، دعا سمويلس في مؤتمر صحفي عقده مع العبدة وحجاب، إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

وقال إن 'علينا أن نصرّ على أن سبيل الخروج من هذا الصراع هو الحل السياسي، وأن نقبل أن الوضع بات معقدا للغاية'.

وفي معرض رده على سؤال حول مقترح الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، بشأن إجراء محادثات بين الأطراف السورية، في العاصمة الكازاخية أستانا، 'استنادا إلى أرضية جديدة'، قال حجاب 'نؤيد ذلك إن كان هناك تواصل سياسي عام وصادق، وسعي من أجل تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة'.

وأضاف 'الهيئة العليا للمفاوضات التي نمثلها تشكلت لإيجاد حل سياسي'.

وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت في وقت سابق اليوم أن قوات نظام بشار الأسد علقت عملية إجلاء السكان المحاصرين في أحياء حلب الشرقية، وطلبت القوات من موظفي المنظمات الإغاثية مغادرة المنطقة، دون ذكر الأسباب.

وكانت عملية إجلاء مدنيين وجرحى، من مدينة حلب، بدأت أمس الخميس، بموجب اتفاق لإطلاق النار، تم التوصل إليه الثلاثاء الماضي بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة، بوساطة تركية وروسية.

ويأتي اتفاق وقف إطلاق النار في حلب، بعد حصار خانق وقصف مكثف للنظام السوري وحلفائه على الأحياء شرقي حلب، دام نحو 5 أشهر وأسفر عن مقتل وجرح المئات.

احتمال التصويت على القرار الفرنسي في شان حلب  

إلى ذلك، أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، أن مجلس الأمن الدولي قد يصوت نهاية الاسبوع على مشروع قرار فرنسي يطلب نشر مراقبين دوليين للإشراف على عمليات الإجلاء من شرق حلب.

وإذ أكدت تأييد واشنطن للمشروع الفرنسي، قالت سامنتا باور 'نأمل بالتصويت نهاية هذا الأسبوع بسبب الطابع الملح جدا لهذا الملف'.

وفي وقت سابق، قال السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر، إن بلاده تأمل بـ'تفاهم يشمل روسيا' حول مشروع قرارها في شأن حلب الذي تقدمه لمجلس الأمن الجمعة.

أوباما: يدا الأسد وروسيا ملطختان بالدماء في سورية

وفي سياق الردود الدولية، قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اليوم الجمعة، إن العالم 'متحد في الشعور بالرعب' إزاء القتال في مدينة حلب السورية، وإن الرئيس بشار الأسد وحلفاءه مسؤولون عن فظائع من بينها مذابح للمدنيين تحدثت عنها تقارير.

وأبلغ أوباما مؤتمرا صحفيا بالبيت الأبيض 'المسؤولية عن هذه الوحشية تقع في مكان واحد: نظام الأسد وحليفاه روسيا وإيران. وهذه الدماء وهذه الفظائع تلطخ أياديهم'، داعيا إلى نشر 'مراقبين محايدين' في المدينة.

روسيا ترفض المقترحات الفرنسية في مجلس الأمن بشأن حلب

بالمقابل، رفضت روسيا المقترحات الفرنسية التي طُرحت على طاولة مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، بشأن حلب.

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، إن 'المقترحات الفرنسية المطروحة تثير تساؤلات ونحن نعتقد أن نشر مراقبين دوليين في حلب هو أمر قد يستغرق أسابيع لحدوثه'.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المندوب الروسي عقب انتهاء جلسة المشاورات المغلقة التي دعت لها فرنسا اليوم لمناقشة تطورات الوضع الحالي في حلب.

وأضاف تشوركين للصحفيين إن 'ارسال مراقبين دوليين إلى سورية لمراقبة إجلاء المدنيين من المناطق التي يسيطر عليها من قبل المسلحين مسألة ستستغر أسابيعا بسبب الإعداد والتدريب'.

وأردف قائلا 'إنهم أي المراقبين الدوليين بحاجة إلى أن يكونوا أشخاصا مدربين يعرفون ماذا يفعلون، ويعرفون ما سيقومون برصده وما هي تلك الأشياء التي يتعين رصدها'.

ومضى 'أما أن نتخيل أننا بإمكاننا أن نفعل ذلك في يومين أو ثلاثة أيام فهو أمر غير واقعي'.

وفي وقت سابق اليوم، صرح المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، أن بلاده تسعى للتصويت على 3 مقترحات محددة بشأن حلب، الجمعة، في مجلس الأمن الدولي أو الدعوة لعقد جلسة استثنائية للجمعية العامة للمنظمة الدولية.

وأضاف أنه 'في حالة عدم التوصل إلى إجماع بشأنها من قبل أعضاء المجلس فسوف ننظر في جميع الخيارات الأخرى التابعة للأمم المتحدة للمضي قدما، بما في ذلك الدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة التي تؤيدها فرنسا تأييدا كاملا'.

وأردف قائلاً 'لدينا 3 مقترحات وأولويات 'أولها: هناك ضرورة ملحة للغاية أن يتم إجلاء السكان بأمان، وأن يكون ذلك تحت إشراف وتنسيق المراقبين الدوليين، وثانيا يجب ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين فوراً ودون أي شرط، وثالثا: يجب ضمان أمن وحماية المستشفيات والطواقم الطبية حتى يتمكنوا من علاج المصابين'.

التعليقات