الإجلاء متواصل: الأمم المتحدة تحذر من حلب تالية

الصليب الأحمر والأمم المتحدة يتحدثان عن إجلاء حوالي 35 مدني ومقاتل من حلب وعدد الباقين بالمدينة ليس معروفا* جاويش أوغلو: توافق تركي روسي إيراني على وقف القتال بكل سورية، وعدد القتلى بسورية 600 ألف

الإجلاء متواصل: الأمم المتحدة تحذر من حلب تالية

يتواصل اليوم، الخميس، إجلاء الدفعات الأخيرة من آخر جيب تسيطر عليه الفصائل المعارضة في حلب، بعد ساعات على خروج أربعة آلاف مقاتل على الأقل من المدينة التي يوشك جيش النظام السوري على إعلان استعادتها بالكامل.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية، انجي صدقي، إنه 'ستستمر عملية الإجلاء طوال اليوم وعلى الأغلب حتى يوم غد (الجمعة) أيضا'.

وأشارت إلى 'خروج أكثر من أربعة آلاف مقاتل في سيارات خاصة، حافلات صغيرة وشاحنات صغيرة من شرق حلب إلى ريف حلب الغربي خلال ليل الأربعاء - الخميس في واحدة من آخر مراحل الإجلاء'. وأقلت الشاحنات مقاتلين يحملون سلاحهم الفردي.

وفي وقت لاحق، خرجت عشر حافلات بيضاء اللون تتقدمها سيارة تابعة للصليب الأحمر الدولي من شرق حلب لتصل بعد وقت قصير إلى منطقة الراشدين، نقطة استقبال المغادرين، التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة غرب المدينة.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في الراشدين بأن غالبية المغادرين الذين وصلوا سواء في السيارات الخاصة أو الحافلات هم من المقاتلين، مشيرا إلى أن حافلتين تقلان مدنيين من الفوعة وكفريا غادرتا المنطقة باتجاه حلب ولا تزال اثنتان تنتظران الضوء الأخضر.

وينص اتفاق الإجلاء في أول مرحلتين منه على خروج كل المحاصرين من شرق حلب مقابل خروج المئات من بلدتي الفوعة وكفريا.

وبحسب صدقي، تم حتى الآن إخراج 'ألف شخص' من الفوعة وكفريا، ولا يزال المئات ينتظرون إجلاءهم.

ومنذ بدء عملية الإجلاء، التي تم التوصل إليها بموجب اتفاق روسي – تركي - إيراني، بشكل متقطع يوم الخميس الماضي، أحصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خروج 'نحو 34 ألف شخص' من شرق حلب، وفق صدقي.

وأشارت صدقي إلى أن العملية تتواصل 'بشكل أبطأ مما كان متوقعا بسبب الطقس السيئ، من ثلوج وعواصف، فضلا عن الحالة السيئة للآليات'.

ولفت المتحدث باسم حركة أحرار الشام الإسلامية، أحمد قرة علي، بدوره إلى 'صعوبة تحديد موعد انتهاء العملية لأن الثلوج تغطي الطرقات'.

ولم تتوفر اي إحصاءات من اي جهة رسمية حول عدد الذين ما زالوا محاصرين وينتظرون إجلاءهم.

وأشار وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، اليوم، إلى شراسة الغارات التي نفذها طيرانه الحربي، وقال إنه 'منذ بدء عملياته شن الطيران الروسي 17 ألفا و800 غارة جوية أصابت 71 ألف مرة البنى التحتية للإرهابيين وقضى بذلك على 725 مخيم تدريب و405 مصنع ومشغل لصنع متفجرات و1500 من التجهيزات العسكرية و35 ألف مقاتل بينهم 204 قياديين'. ولا شك أن هذه الغارات قتلت مدنيين وارتكبت مجازر.

وتصنف دمشق وحليفتها موسكو جميع الفصائل المقاتلة في سورية إلى جانب تنظيم 'داعش' وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) بـ'الإرهابية'.

دي ميستورا يدعو لوقف إطلاق النار بسوريا تفاديا لتكرار ما حدث في حلب

من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا، اليوم، إن وقف الأعمال القتالية في مختلف أنحاء سورية ضروري لتفادي معركة فتاكة أخرى كتلك التي شهدتها حلب، محذرا من أنه 'ذهب كثيرون منهم إلى إدلب التي يمكن أن تصبح حلب التالية'.

توافق بشأن تعميم وقف إطلاق النار

أشار وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إلى وجود توافق تركي – روسي - إيراني حول فكرة تعميم اتفاق وقف إطلاق النار وإجلاء المحاصرين وإيصال المساعدات الإنسانية إلى عموم سورية.

وجاءت تصريحات جاويش أوغلو هذه في كلمة ألقاها لدى افتتاح الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي بمدينة جدّة بالسعودية.

وأوضح جاويش أوغلو أنّه تناول مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، والإيراني، محمد جواد ظريف، في الاجتماع الثلاثي الذي عقد قبل يومين في موسكو، مسألة إجلاء المحاصرين من شرقي حلب وإيصال المساعدات الإنسانية.

وقال إن استمرار الحرب الدائرة في سورية أسفر عن مقتل أكثر من 600 ألف شخص ونزوح 11 مليون عن مناطقهم، إضافة إلى اضطرار أكثر من 6 ملايين سوري للجوء إلى بلد آخر.

كما لفت الوزير التركي إلى وجود اتفاق مبدئي لجمع المعارضة السورية وممثلين عن النظام حول طاولة المحادثات مجدداً، مشيراً في هذا الصدد إلى أنّ الحل السياسي للأزمة السورية هو السبيل الأفضل لإنهاء الصراع الدائر في البلاد.

واعتبر جاويش أوغلو أنّ فكرة جمع المعارضة والنظام حول طاولة واحدة، خطوة مكملة لمحادثات جنيف للسلام، وأنّ موسكو وأنقرة وطهران تشجع كافة الأطراف المعنية بالأزمة السورية على المشاركة في هذه المحادثات.

اقرأ/ي أيضًا | حلب: آلاف المدنيين والمقاتلين ينتظرون إجلاءهم

التعليقات