بريطانيا "تعيد النظر" في سياستها في سورية

مسؤولون في الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف السوري المعارض دعوات تلقوها للقاء وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، غدا في موسكو

بريطانيا "تعيد النظر" في سياستها في سورية

جونسون (أ.ب.)

أعلن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، اليوم الخميس، أن بلاده قد 'تعيد النظر' في سياستها في سورية عبر التحالف مع روسيا والقبول ببقاء رئيس النظام بشار الأسد في الحكم.

وقال جونسون أمام مجلس اللوردات إنه 'أقر بسلبيات وأخطار انقلاب كامل يقضي بدعم الروس والأسد. ولكن علي أيضا أن أكون واقعيا لجهة أن الوضع تبدل وقد يكون علينا أن نعيد النظر في كيفية تعاملنا' مع النزاع السوري.

وأضاف أنه 'نطالب من دون كلل بتنحي الأسد من دون أن نتمكن من تحقيق ذلك'، لافتا إلى أن إجراء انتخابات جديدة في سورية 'بإشراف الأمم المتحدة' سيكون 'طريقة جديدة لإحراز تقدم'.

وعما إذا كان هذا الأمر يعني إمكان ترشح الأسد، أجاب جونسون 'نعم'.

وحتى الآن، أصرت لندن على المطالبة بتنحي الأسد كشرط غير قابل للتفاوض لتسوية النزاع السوري الذي أسفر منذ 2011 عن أكثر من 310 آلاف قتيل وشرد الملايين.

إلى ذلك، فتح جونسون الباب أمام اتفاق مع روسيا حول مكافحة منسقة لتنظيم 'داعش' في سورية في وقت توجهت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس دونالد ترامب، غدا الجمعة.

وهنا أيضا، ثمة تبدل واضح في موقف لندن التي نددت على الدوام بالدعم العسكري الروسي لدمشق، وخصوصا خلال قصف مدينة حلب.

واعتبر جونسون أن 'التوصل إلى اتفاق مع الروس لمهاجمة داعش وشطبه من الخارطة، كما قال الرئيس (دونالد ترامب)، يمكن أن يكون حلا'.

وكان وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، ندد أمس بعبور حاملة الطائرات الروسية العائدة من سورية لبحر المانش على طول السواحل البريطانية واصفا إياها بأنها 'سفينة العار'.

وساهم التدخل العسكري الروسي في سورية اعتبارا من أيلول/سبتمبر 2015 في قلب المعادلة الميدانية لصالح جيش النظام السوري بعد تقهقر متواصل في مواجهة فصائل المعارضة المدعومة من الغرب ودول الخليج.

وتوصلت روسيا وتركيا وإيران، أول من أمس الثلاثاء، إلى اتفاق لتعزيز وقف إطلاق النار في سورية من دون إحراز تقدم سياسي في اتجاه تسوية النزاع.

ورفض مسؤولون في الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف السوري المعارض دعوات تلقوها للقاء وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، غدا في موسكو، وفق ما أكد مسؤولان لوكالة فرانس برس.

وقال رياض نعسان المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية، إنه 'وصلت دعوة شخصية للدكتور رياض حجاب (المنسق العام للهيئة) لكنه اعتذر عنها'، مشيرا إلى أنه 'لم توجه دعوة للهيئة العليا للمفاوضات بحد ذاتها'.

وأكد رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية، احمد رمضان، أن كل من رئيس الائتلاف الحالي انس العبدة ونائبه عبد الحكيم بشار ورئيس الائتلاف السابق هادي البحرة 'اعتذروا عن الحضور'.

ووصف رمضان الدعوات بأنها 'شخصية وشفهية وغير واضحة أو محددة'.

وليس واضحا حتى الآن من هي الجهات المعارضة الأخرى التي ستشارك في اللقاء.

ولم توجه موسكو دعوة إلى الفصائل المسلحة المعارضة مكتفية بإرسال دعوات إلى ممثلين عن المعارضة السياسية لاطلاعهم على نتائج محادثات أستانا برعاية روسية تركية إيرانية.

التعليقات