عون يبحث بمصر والأردن المناطق الآمنة بسورية

قال نائب برلماني وكاتب سياسي في لبنان إن زيارة الرئيس اللبناني، ميشال عون، إلى مصر والأردن، ضمن جولة تبدأ اليوم الإثنين، تستهدف التنسيق المشترك على صعيد ملفات عدة، في مقدمتها مكافحة الإرهاب، واللاجئين السوريين، والمقترح الأميركي بإقامة مناطق آمنة داخل سورية.

 عون يبحث بمصر والأردن المناطق الآمنة بسورية

قال نائب برلماني وكاتب سياسي في لبنان إن زيارة الرئيس اللبناني، ميشال عون، إلى مصر والأردن، ضمن جولة تبدأ اليوم الإثنين، تستهدف التنسيق المشترك على صعيد ملفات عدة، في مقدمتها مكافحة الإرهاب، واللاجئين السوريين، والمقترح الأميركي بإقامة مناطق آمنة داخل سورية.

وخلال جولته على رأس وفد لبناني، يلتقي عون كلا من نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وكبار المسؤولين في البلدين، كما يزور مقر جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، تلبية لدعوة أمينها العام، أحمد أبو الغيط، خلال زيارته بيروت.

وقال النائب أمل أبو زيد، عضو تكتل 'التغيير والإصلاح'، إنه 'من الطبيعي أن يكون للبنان علاقات ممتازة مع الدول العربية، التي لطالما اعتبرت لبنان الشقيق الأصغر، وصاحب الدور الريادي في الوفاق بين الدول العربية، وانطلاقا من هذا الدور التوفيقي تأتي زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ليعيد تفعيل الاتصالات مع الدول العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية قطبان أساسيان في العالم العربي'.

تسويات مقبلة

عن أهمية زيارة الرئيس عون لمصر، أجاب النائب اللبناني بأن 'للبنان علاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع مصر، كما أن قرب مصر من لبنان جغرافيا يسمح بتبادل تجاري مهم بين البلدين'.

وأردف قائلا إن 'لمصر دور محوري إفريقيا وعربيا، وهي من الدول المهمة في المنطقة، وحتما مصر لعبت ولا تزال قادرة على لعب دور ريادي، خصوصا في القضية الفلسطينية، وبين الدول العربية، ويمكنها أن تكون جزء أساسيا في التسوية، التي ستشهدها المنطقة من اليمن إلى سورية، ومن هنا تأتي أهمية زيارة الرئيس عون إلى القاهرة'.

وبشأن الزيارة التي ستعقب زيارته لمصر مباشرة، حيث يحط عون في الأردن، الأربعاء المقبل، قال أبو زيد إن 'رئيس الجمهورية، وبعد تسلمه مهامه، تلقى دعوات من رؤساء وقادة عدد من الدول، وهو يلبي هذه الدعوات تباعا، ومن هنا سيلبي دعوة العاهل الأردني'.

ومتحدثا عن أهمية تلك الزيارة، تابع بقوله إن 'هناك علاقات تاريخية بين لبنان والأردن عمرها سنوات وسنوات، وللأردن دور مهم في المنطقة ولعب أدورا مهمة، سواء في القضية الفلسطينية أو العراقية، كما أن الأردن ولبنان يواجهون أزمات مشتركة، كأزمة اللاجئين السوريين وأزمة مواجهة الإرهاب'.

وختم النائب اللبناني بأن 'للملك عبد الله الثاني علاقات جيدة عربيا دوليا، وبالتالي العلاقات بين لبنان والأردن أساسية، ولبنان جزء من العالم العربي ودوره دائما توافقي'.

ترتيب الدعوات

بالنسبة لكيفية تحديد زيارات الرئيس اللبناني الخارجية، قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، داوود رمال، إنه 'عادة عندما يتم انتخاب رئيس جديد، يقوم بعد انتخابه بجولة على الدول العربية تبدأ حسب أولوية توجيه الدعوات، ولقد كانت السعودية أول من دعا الرئيس وتلتها قطر، فكان من الطبيعي أنه بادر بزيارة الدولتين، كما وصلت دعوتان من مصر والأردن، وليس هناك أي تفسير سياسي، وإنما حسب تواريخ توجيه الدعوات'.

لكن رمال استدرك بقوله: 'لا يخفى على أحد أن لزيارة السعودية معان وأبعاد بعد التوتر في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين نتيجة مواقف سياسية اتخذتها أطراف لبنانية من الأزمات في اليمن وسورية والبحرين، ومع انتخاب الرئيس كان لا بد من أن يعيد تصويب مسار هذه العلاقات، وبالفعل الزيارة وضعت العلاقة بين البلدين في إطارها الطبيعي والتاريخي'.

وفي كل من سورية واليمن والبحرين يؤيد حزب الله اللبناني سياسة إيران، التي تناقض سياسة دول الخليج العربي، وفي مقدمتها السعودية، التي تتهم طهران بتهديد أمن المنطقة، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهو ما تنفي إيران صحته.

مكافحة مشتركة للإرهاب

عن أبرز ملفات زيارة عون للقاهرة، قال الكاتب السياسي اللبناني إن 'مصر هي الدولة العربية الأكبر، وملف الزيارة الأبرز هو ملف مكافحة الإرهاب، فالبلدان يتشاركان هذا الهم والتحدي، مصر تعاني من الإرهاب في شبه جزيرة سيناء وحتى في القاهرة، ولبنان يعاني من هذا التحدي على حدوده الشرقية مع سورية ومن خلايا إرهابية في الداخل، ووفق ما يبدو هناك تواصل بين هذه الخلايا، وبالتالي يجب توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب، لذلك نجد أن مدير عام الأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، في الوفد المرافق للرئيس عون'.

أما عن زيارة عون للأردن، فرأى رمال أنه 'خلال زيارة المملكة سيتقدم البحث بموضوع اللاجئين، خاصة وأن لبنان والأردن كانا أول دولتين يتدفق إليهما اللاجئون السوريون، والبلدين يواجهان أعباء اللجوء'.

ويستضيف لبنان نحو 1.1 مليون لاجئ سوري مسجلين رسميا لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بينما تتحدث مصادر رسمية لبنانية عن أن العدد الفعلي يفوق 1.5 مليون لاجئ. فيما يستضيف الأردن أكثر من 655 ألف لاجئ سوري، وفق الأمم المتحدة.

المناطق الآمنة

وإضافة إلى الملفات السابقة، بحسب الكاتب السياسي اللبناني، 'بدأ الحديث عن إقامة مناطق آمنة، ولذلك لا بد من موقف أردني لبناني موحد، لتكون الأولوية لعودة النازحين من لبنان والأردن'.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن، الشهر الماضي، اعتزامه إقامة مناطق آمنة داخل سورية؛ لحماية المدنيين الفارين من العنف، معتبرا أن أوروبا ارتكبت خطأ جسيما باستقبال ملايين اللاجئين من سورية ومناطق مضطربة أخرى بالشرق الأوسط، مشددا على أن الولايات المتحدة لا تود أن تفعل ذلك.

وخلال لقائه المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في بيروت يوم الجمعة الماضي، أكّد الرئيس اللبناني على ضرورة إقامة مناطق آمنة في سورية؛ لتسهيل عودة اللاجئين إلى بلدهم، مشددا، وفق بيان لبناني، على أن 'بقاء النازحين السوريين في لبنان لا يمكن أن يدوم إلى الأبد'.

وختم رمال بأن 'البحث بين الرئيس عون والملك عبد الله الثاني سيتطرق أيضا إلى ما ستناقشه القمة العربية المقبلة، التي تستضيفها العاصمة الأردنية عمان نهاية آذار/مارس المقبل'.

التعليقات