نظام الأسد حول مستشفيات بسورية إلى مسالخ بشرية

​كشفت شهادات جديدة أدلى بها سجناء وموظفون في مستشفيات النظام في سورية، كيف تحولت هذا الأماكن التي أعدت للعلاج والمساعدة وإنقاذ البشر إلى عنابر للتعذيب ومسالخ بشرية وغرف تحقيق.

نظام الأسد حول مستشفيات بسورية إلى مسالخ بشرية

كشفت شهادات جديدة أدلى بها سجناء وموظفون في مستشفيات النظام في سورية، كيف تحولت هذا الأماكن التي أعدت للعلاج والمساعدة وإنقاذ البشر إلى عنابر للتعذيب ومسالخ بشرية وغرف تحقيق.

وقال الشهود لصحيفة 'واشنطن بوست' إن 'مستشفيات نظام الأسد أوكار للتعذيب أيضًا'. ونقلت الصحيفة اعترافات السجين السابق لدى نظام الأسد، محسن المصري، بعد مشاركته في المظاهرات التي انطلقت مع بداية الثورة السورية.

قرب قصر السفاح

وبحسب الصحيفة، سُجن المصري في سجن صيدنايا، بسبب مشاركته في المظاهرات، وبعد مرضه في السجن جراء التعذيب، نقل إلى مستشفى '601' العسكري الذي يبعد عن قصر الرئيس السوري بشار الأسد مسافة 800 متر.

وذكر المصري بأن 'كافة المرضى الذين حضروا من سجن صيدنايا كانوا معصوبي العينين، وكل المرضى تعرضوا للدفع حتى إيقاعهم على الأرض'.

وأوردت 'واشنطن بوست' شهادات فني سابق عمل في مستشفى تشرين العسكري بدمشق، يدعى محمد حمود، قائلًا إن 'المرضى كانوا يطرحون أرضًا ويشدون من شعرهم أثناء إنزالهم من الدرج'.

مقابر جماعية

وذكرت الصحيفة بحسب الشهادات التي جمعتها، أنّ 'من وسائل تعذيب المرضى القادمين من السجون، في مستشفى '601' العسكري ربطهم في السرير بجانب الموتى'.

وأشارت أنّ 'الموتى في المستشفيات كانوا ينقلون إلى مقابر جماعية. كما أوردت شهادات لأشخاص انشقوا عن النظام أو قدموا استقالتهم، شاهدوا في مستشفيات 601، وتشرين وحرستا العسكرية أعداد كبيرة من الأجساد وضعت داخل أكياس شفافة، ونقلت إلى مكان مجهول'.

كما ذكر الشهود مرافقة ضباط رفيعي المستوى في جيش النظام للأطباء الموالين للنظام في المستشفيات العسكرية.

الطب في خدمة السفاح

ولفتت الصحيفة أن 'النظام الطبي في سورية شهد انهيارًا نهاية 2012. وجزء من المرضى تم نقلهم إلى السجون، والبعض الآخر أطلق سراحه بعد محاكمته ليغادروا إلى لبنان والأردن وتركيا'.

وأشارت الصحيفة إلى بعض الصور التي نشرت أمام الكونغرس الأمريكي 2014، والتي سربها سوري لٌقب بـ 'قيصر' عام 2013.

ويبلغ عدد الصور المسربة 53275 صورة تظهر نحو 6786 معتقلًا ماتوا إما في المعتقلات، أو بعد نقلهم منها إلى مستشفى 601 في منطقة المزة بدمشق.

وفي مقابلات أجريت في كل من لبنان وتركيا وأوروبا، وصف أكثر من 12 من الناجين والمنشقين عن النظام الأهوالَ التي لاقوها في المستشفيات العسكرية السورية بجميع أنحاء البلاد، والتي يقول محامو جرائم الحرب إنهم كافحوا من أجل إيجاد تعويضات مدنية لهم.

ينحدر المعتقلون السابقون من شتى مناحي الحياة، فمنهم: النخبة، والطبقة العاملة، واليساريون، والإسلاميون، وصِلَتهم الوحيدة بعضهم مع بعض هي المشاركة في الثورة السورية عام 2011. وكان بعضهم هم مَن أشعل فتيل الثورة. وقال آخرون إنّ منهم مَن أضاف تعليقًا بسيطًا في الفيسبوك على منشورات الأصدقاء الذين دعموا الاحتجاجات.

يقول المحققون إن الشهادة والوثائق المستمدة من المستشفيات العسكرية السورية تقدمان مجموعة من أبرز الأدلة حتى الآن على الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، والتي يمكن أن تجعل يومًا ما أحدَ شخصيات الحكومية البارزة ماثلًا أمام المحكمة.

ويقول المصري في لقاء أُجري معه في آذار/ مارس 2017: 'لقد اجتاحنا نظام كان مستعدًّا لنا. حتى المستشفيات كانت معَدَّة لتكون أماكن للمجازر!'.

وقد استُخدم الطب ليكون وسيلةً من أسلحة الحرب منذ الأيام الأولى للثورة، إذْ كان الأطباء المؤيدون للحكومة يبتُرون أطراف المتظاهرين حتى لو كانت الإصابات طفيفة.

التعليقات