الرقة السورية: عشرات القتلى المدنيين بقصف التحالف الدولي

قُتل 42 مدنيا بينهم 19 طفلا أمس، كما قتل 27 مدنيا أول من أمس، في غارات شنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن على آخر معقل لتنظيم "داعش" الذي يختبئ عناصره في الأحياء المكتظة ويستخدم المدنيين كدروع بشرية

الرقة السورية: عشرات القتلى المدنيين بقصف التحالف الدولي

من صفحة "الرقة تذبح بصمت" في "فيسبوك"

قتل عشرات المدنيين خلال اليومين الأخيرين فقط جراء غارات للتحالف الدولي على مدينة الرقة السورية. ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بغارات جوية ومستشارين على الأرض، هجوم "قوات سورية الديمقراطية" وهي تحالف فصائل كردية وعربية، المستمر منذ الأسبوع الأول من حزيران/يونيو داخل مدينة الرقة، معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الأبرز في سورية.

وقتل 42 مدنيا بينهم 19 طفلا أمس،الاثنين، في قصف للتحالف على أحياء عدة لا تزال تحت سيطرة "داعش"، وفق ما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم، الثلاثاء. ويأتي ذلك غداة مقتل 27 آخرين أول من أمس، الأحد، في قصف استهدف حارة مكتظة بالسكان في وسط المدينة.

وارتفعت بذلك حصيلة قتلى غارات التحالف الدولي على الرقة خلال أسبوع إلى 170 مدنيا، بينهم 60 طفلا، وفق المرصد السوري.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن ارتفاع حصيلة القتلى المستمر يعود إلى أن "الغارات تضرب أحياء مكتظة بالسكان خصوصا في وسط المدينة"، مشيرا إلى أن "غارات التحالف تستهدف أي مكان أو مبنى ترصد في تحركات لتنظيم الدولة الإسلامية".

وأشار إلى سقوط قتلى مدنيين "يوميا" جراء غارات التحالف الدولي مع اقتراب المعارك أكثر من وسط المدينة.

وتعد أحياء وسط المدينة الأكثر كثافة سكانية ما يعقد العمليات العسكرية، لا سيما وأن "داعش" يعمد إلى استخدام المدنيين كـ"دروع بشرية" ويمنعهم من الهرب، بحسب شهادات أشخاص فروا من مناطق سيطرته.

وباتت قوات سورية الديمقراطية تسيطر على نحو 60% من الرقة، وتضيق الخناق أكثر على "داعش" في مساحة تتعدى عشرة كيلومترات مربعة في وسط وشمال المدينة.

وتتركز المعارك حاليا في المدينة القديمة فضلا عن حيي الدرعية والبريد غربا وأطراف وسط المدينة من الجهة الجنوبية.

وفرّ عشرات آلاف المدنيين من مدينة الرقة خلال الأشهر الماضية ولجأ معظمهم إلى مخيمات نزوح تفتقد الحاجيات الأساسية. ولا يزال نحو 25 ألفا آخرين عالقين في المدينة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

ويحاول المدنيون بشكل يومي الفرار من المدينة ولكنهم يواجهون مخاطر عدة من نيران الاشتباكات والقصف إلى قناصة "داعش" والألغام التي زرعها في الشوارع.

وكان رئيس مجموعة العمل الأممية حول المساعدة الإنسانية في سورية اعتبر أن "أسوأ مكان في سورية اليوم هو الجزء الذي لا يزال يسيطر عليه ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في الرقة".

ونشرت حملة "الرقة تذبح بصمت"، التي تضم ناشطين محليين في المدينة وتشكل مصدراً بارزاً للمعلومات عن الرقة، على حسابها على "فيسبوك" صورا لحجم الدمار الذي خلفته طائرات التحالف الدولي في أحياء الرقة خلال اليومين الماضيين.

وبدت أبنية مدمرة بالكامل وقد تحولت إلى ركام وأخرى انهار سقفها. وأظهرت صورة طفلين معفرين بالتراب قالت الحملة إنهما من ضحايا القصف الجوي أول من أمس على وسط المدينة.

وينفي التحالف الدولي تعمده استهداف مدنيين، ويزعم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي ذلك في كل من العراق وسورية. وقدر التحالف عدد القتلى المدنيين في الرقة بأنه 624 مدنيا، لكن المرصد السوري ومنظمات حقوقية تقدر أن العدد اكبر بكثير.

التعليقات