سورية: غارات على الغوطة الشرقية واستعدادات لهجوم وشيك

قوات موالية للنظام ستدخل إلى منطقة عفرين التي تشهد منذ شهر عملية عسكرية بدأتها تركيا ضد المقاتلين الأكراد بالتزامن مع مفاوضات بين الأكراد والنظام قد تؤدي إلى تدخل قوات النظام في عفرين

سورية: غارات على الغوطة الشرقية واستعدادات لهجوم وشيك

عربين في الغوطة الشرقية (أ ف ب)

شنّت قوات النظام السوري، اليوم الإثنين، سلسلة غارات جديدة على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق بعد تعزيزات عسكرية مكثفة تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب العاصمة.

وعلى جبهة أخرى في سورية، أفاد الإعلام الرسمي السوري أن قوات موالية للنظام ستدخل إلى منطقة عفرين التي تشهد منذ شهر عملية عسكرية بدأتها تركيا ضد المقاتلين الأكراد. وتزامن ذلك مع مفاوضات بين الأكراد والنظام قد تؤدي إلى تدخل قوات النظام في عفرين.

وكانت قد شهدت الغوطة الشرقية في الأسبوع الثاني من شهر شباط/فبراير الحالي وطوال أيام تصعيدا عنيفا تمثل بعشرات الغارات التي أودت بحياة نحو 250 مدنيا. وردت الفصائل باستهداف دمشق، موقعة أكثر من 20 مدنيا.

وبعد التصعيد، ساد هدوء قطعه بين الحين والآخر قصف متبادل بين الطرفين، قبل ان يستأنف مجددا مساء الأحد باستهداف قوات النظام مدن الغوطة وبلداتها مجددا بنحو 260 صاروخا ثم بالغارات، ما أودى بحياة 17 مدنيا، بينهم خمسة أطفال.

وصباح الإثنين، أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس في الغوطة عن تحليق طائرات استطلاع في الأجواء قبل أن تبدأ الطائرات الحربية بالقصف.

وقال محليون في الغوطة إن هناك مخاوف من هجوم وشيك لقات النظام، وذلك بعد أن "مشطت، البارحة، راجمات الصواريخ الغوطة كاملة".

واستكملت قوات النظام السوري تعزيزاتها العسكرية قرب الغوطة الشرقية، وفق ما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن، مشيرا إلى أن "الهجوم بانتظار إشارة البدء".

وتترافق هذه الاستعدادات مع مفاوضات حول مستقبل الغوطة الشرقية قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهدف منها خروج هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) من المنطقة. لكن "جيش الإسلام"، الفصيل الأقوى في الغوطة، ينفي مشاركته في أي مفاوضات مع قوات النظام.

وبحسب عبد الرحمن، فإن بدء الهجوم مرتبط بفشل المفاوضات التي "تجري حاليا بين قوات النظام والفصائل المعارضة والهادفة لإخراج هيئة تحرير الشام من الغوطة الشرقية".

ويقتصر تواجد هيئة تحرير الشام في الغوطة على مئات المقاتلين في بعض المقار، وبشكل محدود في حي جوبر الدمشقي المحاذي لها.

ويضم فصيل "جيش الإسلام" قرابة 10 آلاف مقاتل، ويسيطر على مدن مهمة أبرزها دوما.

وقال مدير المكتب السياسي في "جيش الاسلام"، ياسر دلوان "لا توجد أي مفاوضات بيننا وبين النظام".

واعتبر دلوان أن "ما يروج له النظام من حملة عسكرية على الغوطة هو فقاعة"، موضحا "نحن اخترنا الحل السياسي وبذلنا من أجله كل شيء من أجل تحقيق السلام في سورية، وإذا اختار النظام الحل العسكري مرة أخرى سيرى ما يسوغه في الغوطة الشرقية".

وكان قد شارك "جيش الإسلام" في المفاوضات برعاية روسية وإيرانية وتركية في أستانا مع قوات النظام وممثلين آخرين عن المعارضة. وأرست هذه المفاوضات مناطق "خفض توتر" في سورية، بينها الغوطة.

وفي شمالي سورية، تجري مفاوضات قد تؤدي إلى دخول قوات النظام إلى منطقة عفرين الواقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.

وقد يؤدي مثل هذا الدخول إلى تغيير مسار العمليات على الأرض، في ظل استمرار الهجوم التركي على عفرين الهادف إلى طرد الأكراد منها.

ونقلت وكالة "سانا"، الإثنين، أن "قوات شعبية ستصل إلى عفرين خلال الساعات القليلة القادمة لدعم صمود أهلها في مواجهة العدوان الذي تشنه قوات النظام التركي على المنطقة وسكانها منذ الشهر الماضي".

ولم تتضح هوية تلك "القوات الشعبية" وما سيكون دورها تحديدا في عفرين.

وكانت الإدارة الذاتية الكردية في عفرين طالبت دمشق إثر بدء الهجوم التركي قبل أسابيع، بالتدخل لحماية عفرين عبر نشر قوات على الحدود مع تركيا، في وقت نددت دمشق بما وصفته بـ"العدوان" التركي على أراضيها.

يذكر أن القوات الحكومية السورية قد انسحبت من المناطق ذات الأغلبية الكردية في شمالي وشمال شرقي البلاد في العام 2012، ثم أعلن الأكراد تأسيس إدارة ذاتية ونظام فدرالي في مناطق سيطرتهم. وهو أمر طالما رفضته دمشق.

التعليقات