سورية: روسيا تقر بقتلاها ومواجهات في عفرين والغوطة "حلب ثانية"

نفذت قوات موالية للنظام السوري وقوات كردية هجومًا في عفرين قوبل بقصف مدفعي تركي أدى إلى تراجعها، في الوقت الذي تشهد فيه غوطة دمشق الشرقية، تكثيف للغارات السورية الروسية على مناطق عدة في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق

سورية: روسيا تقر بقتلاها ومواجهات في عفرين والغوطة

القوات التركية المشاركة في "غصن الزيتون" (أ ب)

أكدت الخارجية الروسية، اليوم الثلاثاء، أن المواجهات الأخيرة في سورية أدت إلى إصابة "بضع عشرات" من مواطني روسيا ورابطة الدول المستقلة، إلا أنها أكدت أيضا أنهم ليسوا عسكريين.

فيما نفذت قوات موالية للنظام السوري وقوات كردية هجومًا في عفرين قوبل بقصف مدفعي تركي أدى إلى تراجعها، في الوقت الذي تشهد فيه غوطة دمشق الشرقية، تكثيف للغارات السورية الروسية على مناطق عدة في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، وذلك غداة يوم دموي حصد نحو 130 قتيلا، ومئات الجرحى، ما أدى إلى مقتل 45 مدنيًا في غارات اليوم.

روسيا تعترف بسقوط قتلى روس غير عسكريين

وقالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الثلاثاء، إن العشرات من مواطني روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة أصيبوا في اشتباكات وقعت بسورية في الآونة الأخيرة، ويجري علاجهم في مستشفيات روسية.

كانت مصادر مطلعة قد قالت لـ"رويترز"، الأسبوع الماضي، إن نحو 300 شخص يعملون بشركة عسكرية روسية خاصة، لها صلة بالكرملين، سقطوا بين قتيل وجريح في اشتباك مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية خلال شباط/ فبراير الجاري.

وكشف هذا الحادث عن انخراط روسيا عسكريا في سورية بدرجة أكبر مما قالت من قبل، ويهدد بانزلاقها إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة هناك.

وكانت وزارة الخارجية قالت في السابق إن خمسة روس ربما قتلوا في نفس الاشتباك، ونفت تقارير إعلامية تحدثت عن عدد أكبر للقتلى ووصفتها بأنها "مضللة".

واليوم الثلاثاء، قدمت الوزارة المزيد من التفاصيل، وقالت الوزارة في بيان "خلال اشتباك عسكري وقع مؤخرا ولم تشارك فيه القوات المسلحة الروسية بأي حال... قتل مواطنون من روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة وأصيب أيضا عشرات آخرون".

وأضافت أن المصابين نقلوا إلى روسيا حيث يتلقون العلاج في أكثر من منشأة طبية.

وقالت الوزارة "كما أشرنا من قبل فهناك مواطنون روس في سورية سافروا إلى هناك بمحض إراداتهم ولأهداف مختلفة. وليس من مهام وزارة الخارجية تقييم قانونية وشرعية قراراتهم".

غارات مكثف وضحايا مدنية في الغوطة الشرقية

هذا وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، ستافان دي ميستورا، اليوم الثلاثاء، إن تصعيد القتال في الغوطة الشرقية السورية المحاصرة قد يجعلها "حلبا ثانية"، في إشارة إلى ثاني أكبر المدن السورية التي عانت في نهاية عام 2016 قتالا استمر شهورا.

وقال دي ميستورا أن ذلك "يهدد بأن تصبح حلبا ثانية. ونحن تعلمنا، كما أرجو، دروسا من ذلك"

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 45 مدنيا، على الأقل، قتلوا، اليوم الثلاثاء، جراء غارات النظام السوري على مناطق عدة في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، وذلك غداة يوم دموي حصد نحو 130 قتيلا، ومئات الجرحى.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "قتل 45 مدنيا، على الأقل، بينهم 12 طفلا، الثلاثاء، جراء غارات استهدفت مناطق عدة في الغوطة الشرقية". وكانت حصيلة أولية أشارت إلى مقتل 36 مدنيا.

وكان قد قال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية، بانوس مومتزيس، الإثنين، في بيان إن استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق "يجب أن يتوقف حالا" في وقت "يخرج الوضع الإنساني عن السيطرة".

وأعرب مومتزيس في البيان عن قلقه "العميق إزاء التصعيد الأخير لأعمال العنف" في الغوطة الشرقية..

عفرين: تراجع هجوم كردي وقوات موالية للنظام بعد قصف مدفعي تركي

وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية، اليوم الثلاثاء، أن القوات التركية قصفت مقاتلين موالين لحكومة النظام السوري، بعد دخولهم منطقة عفرين للمساعد قوات حماية الشعب الكريدية في صد هجوم تركي، ضمن عملية "غصن الزيتون" العسكرية، التي تشنها القوات التركية على شريطها الحدودي.

وعرض التلفزيون السوري لقطات لقافلة من مقاتلين موالين للحكومة يدخلون منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد، الثلاثاء للمساعدة في التصدي لهجوم تركي، فيما أفادت مصادر تراجع القوات الشعبية الموالية للنظام بعد قصف مدفعي تركي في عفرين.

وظهر المقاتلون بزي مموه وهم يلوحون بأسلحتهم وبعلم سورية من مركباتهم لدى عبورهم نقطة تفتيش تحمل شارة قوات أمن كردية.

وفي سياق متصل، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء، اليوم، عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قوله إن من الممكن حل الأزمة في منطقة عفرين السورية عبر الحوار المباشر بين دمشق وأنقرة.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قد قال إن بلاده منعت حدوث انتشار للقوات الحكومية السورية في المنطقة بعد أن أجرت محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

فيما قال وزير خارجية فرنسا، جان إيف لو دريان، اليوم الثلاثاء، إنه سيسافر إلى روسيا وإيران في الأيام المقبلة لبحث الحرب في سورية. أضاف لو دريان لمشرعين فرنسيين "نتجه صوب كارثة إنسانية".

 

التعليقات