من يقاتل من ولماذا في عفرين السورية

منذ شهر كامل، أطلقت تركيا عملية عسكرية ضد الأكراد في مدينة عفرين السورية ومحيطها، وأطلقت عليها اسم "غصن الزيتون"، وخلال هذه المدة، التي لم تتمكن تركيا خلالها من حسم المعركة لصالحها، دخل على الخط، كما في كثير من مناطق سورية،

من يقاتل من ولماذا في عفرين السورية

أ.ب

منذ شهر كامل، أطلقت تركيا عملية عسكرية ضد الأكراد في مدينة عفرين السورية ومحيطها، وأطلقت عليها اسم "غصن الزيتون"، وخلال هذه المدة، التي لم تتمكن تركيا خلالها من حسم المعركة لصالحها، دخل على الخط، كما في كثير من مناطق سورية، لاعبون آخرون.

وكان أبرز المتدخلين هو النظام السوري، الذي دخل عفرين حليفًا للأكراد، على غير العادة، في حين لم يغب الدور الأميركي والروسي وكذلك المقاتلين الأجانب في الميليشيات المختلفة.

أهداف تركيا

تعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية بمثابة امتداد سوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا الذي تصنفه إرهابيا، على غرار ما تفعل دول غربية عدة. لذلك تنظر تركيا إلى هذه الوحدات على أنها تهديد لأمنها القومي.

وتقول أنقرة إن الهدف من الهجوم على شمال سورية هو "تحرير هذه المنطقة عبر إزالة الإدارة المرتبطة بحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية فيها".

ويقول ماكس هوفمان المحلل في "سنتر فور أميركان بروغرس" إن تركيا "مستاءة جدا" من توازن القوى القائم حاليا في شمال سورية، والذي بات يميل كثيرا لصالح الأكراد والنظام السوري.

ولذلك قررت خوض تلك المعركة التي أطلقت عليها اسم "غضن الزيتون"، لإعادة رسم خريطة توازن القوى على حدودها الجنوبية.

ودخلت أنقرة تلك المعركة مدعومة بفصائل من الجيش السوري الحر يبلغ قوامها بين 5 آلاف و7 آلاف مقاتل، وفقا لمركز الدراسات "جسور" المقرب من المعارضة السورية.

الأكراد

واتخذت المعركة منعطفا ملفتا الثلاثاء، مع دخول قوات النظام السوري على خط الجبهة إلى جانب الأكراد.

ويشكل وصول قوات موالية لدمشق إلى هذه المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي ولا تزال خارجة عن سيطرة النظام منذ العام 2012، تطورا مهما يزيد من تعقيدات النزاع الذي تعاني منه سورية منذ نحو سبع سنوات.

وإلى جانب الدعم الذي يتلقاه الأكراد من جيش النظام، يشارك المئات من المقاتلين الأجانب الأوروبيين في القتال لأسباب إيديولوجية، مثل الفرنسي أوليفيه لوكلانش المكنى بـ"كاندال بريز" الذي قتل في عفرين في 10 شباط/ فبراير الماضي جراء قصف تركي. وكذلك تضم أسماء الأجانب المتورطين في النزاع جنسيات أوروبية أخرى مثل الهولندية والإسبانية.

موقف روسي متذبذب بين تركيا والنظام

يعد الموقف الروسي حيال هذا الصراع الأكثر تناقضا، حيث أن موسكو هي الحليف الرئيسي للنظام السوري، إلا أنها أعطت موافقة ضمنية على العملية العسكرية التركية في عفرين. وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قبيل انطلاق عملية "غصن الزيتون" بإعطاء أوامر لعناصر الجيش الروسي في منطقة عفرين بالانسحاب، لتجنب أي تصعيد مع أنقرة.

ولكن انخراط جيش النظام السوري في القتال إلى جانب الأكراد، قد يحدث تغيرا في الموقف الروسي تجاه العملية العسكرية التركية.

الولايات المتحدة: حليفة الأكراد وتركيا

تعد الولايات المتحدة الأميركية الداعم الرئيسي لوحدات حماية الشعب الكرية، إلا أنها لا تريد استفزاز أنقرة والدخول في صراع عسكري مباشر معها في عفرين. وبالرغم من أن واشنطن لم تستطع منع أنقرة من شن عملية عفرين، إلا أنها تسعى إلى الحد من الانتشار التركي في سورية لضمان عدم توسيع العملية العسكرية لتشمل منبج، حيث تتواجد قوات أميركية.

وبالرغم من اختلاف المواقف بين تركيا من جهة والقوى الدولية الفاعلة في النزاع السوري من جهة أخرى، إلا أن لا أحد يريد تصعيد النزاع، ويحاول الجميع الخروج من معركة عفرين المتشابكة بأقل الخسائر الممكنة.

 

التعليقات