سورية: بدء تسيير الدوريات التركية الروسية المشتركة والنظام ينسحب من تل تمر

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اليوم الأربعاء، بدء تسيير الدوريات المشتركة التركية الروسية، بدءًا من يوم الجمعة المقبل، وذلك بعد إعلان الكرملين انسحاب المقاتلين الأكراد السوريين بموجب اتفاق بين أنقرة وموسكو.

سورية: بدء تسيير الدوريات التركية الروسية المشتركة والنظام  ينسحب من تل تمر

(أ ب)

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اليوم الأربعاء، بدء تسيير الدوريات المشتركة التركية الروسية، بدءًا من يوم الجمعة المقبل، وذلك بعد إعلان الكرملين انسحاب المقاتلين الأكراد السوريين بموجب اتفاق بين أنقرة وموسكو.

يأتي ذلك فيما انسحبت قوات النظام السوري، اليوم، من جبهات المعارك مع قوات "الجيش الوطني" السوري والقوات التركية، في ريف تل تمر بمحافظة الحسكة شمال شرق سورية، وسط نزوح للأهالي.

وقال إردوغان في خطاب متلفز "سنبدأ العمل المشترك على الأرض الجمعة، تحديدا سنبدأ الدوريات المشتركة".

وأكد إردوغان أن السلطات الروسية أبلغت أنقرة بأن نحو 34 ألف عنصر من "المجموعة الإرهابية" انسحبوا، بالإضافة إلى 3260 قطعة من الأسلحة الثقيلة، من منطقة تمتد 30 كيلومترا من الحدود التركية السورية.

وأشار إردوغان إلى أن "المعطيات لدينا تشير إلى أن ذلك لم يكتمل تماما". وأضاف "سنعطي الرد الضروري بعد أن ننفذ العمل على الأرض".

وكرر أن تركيا "تحتفظ بحق مواصلة عمليتها" في حال رصدت أي مقاتلين أكراد سوريين أو في حال تعرضت قواتها لهجوم.

يأتي ذلك في أعقاب تفاهمات تركية أميركية روسية، ما زالت تفصيلاتها غير واضحة المعالم، أفضت إلى حصول روسيا على الحصة الأوسع من النفوذ في سورية، بعد أن قررت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إعادة التموضع وإلقاء العبء الميداني والسياسي على محور أستانة، مقابل تراجع التأثير الأوروبي، وانحسار الدور العربي.

وبموجب اتفاق تم التوصل إليه في سوتشي الروسية المطلة على البحر الأسود الأسبوع الماضي، عقب العملية العسكرية التركية في سورية، أعطي المقاتلون الأكراد مهلة للانسحاب من الأراضي الواقعة على طول الحدود مدتها 150 ساعة، انتهت الثلاثاء الساعة الخامسة مساءً.

وبحسب اتفاق سوتشي، يفترض أن يبدأ تسيير الدوريات التركية الروسية المشتركة بعد انقضاء المهلة.

وشن الجيش التركي وفصائل مقاتلة موالية له هجوما على المقاتلين الأكراد في شمال شرق سورية في 9 تشرين الأول/ أكتوبر بهدف إقامة منطقة عازلة.

وأسفر الاجتياح عن سقوط مئات القتلى وتشريد عشرات آلاف الأشخاص، مما استدعى عقد قمة روسية تركية في سوتشي.

وستبقي تركيا على قواتها في قطاع بطول 120 كيلومترا يقع تقريبا في وسط المنطقة العازلة، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في المنتجع الروسي، فيما ستنتشر قوات النظام السوري في مناطق حدودية تقع غرب القطاع وشرقه.

وضمن المنطقة العازلة ستسيّر القوات الروسية والتركية دوريات في قطاع أضيق بعمق عشرة كيلومترات.

النظام السوري ينسحب من ريف تل تمر بمحافظة الحسكة

وأفادت مصادر صحافية، في وقت سابق اليوم، بوقوع معارك قرب منطقة رأس العين الحدودية بين قوات النظام السوري وقوات "الجيش الوطني" السوري، المتحالفة مه تركيا.

وتدور اشتباكات بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، والقوات المهاجمة، في قرية عنيق الهوى في ريف تل تمر، بالتزامن مع قصف من قبل القوات التركية وفصائل "الجيش الوطني" على مناطق في تل الورد بريف بلدة أبو راسين، جنوب شرق مدينة رأس العين.

وتمكنت فصائل "الجيش الوطني السوري" من تحقيق تقدم في المنطقة، ووصلت حتى مسافة 5 كيلومترات عن تل تمر، التي تبعد أكثر من 32 كيلومترًا عن الحدود التركية، حيث تسعى للسيطرة على البلدة القريبة من صوامع الحبوب في بلدة أم الكيف، بينما انسحبت قوات النظام أيضًا من الريف الغربي لمدينة الدرباسية، ومن بلدة أبو راسين، وسط معلومات عن محاولة تلك القوات استقدام مؤازرات للتك المنطقة.

وتأتي أهمية تل تمر من كونها ملتقى طرق رئيسية، ويمكن لمن يسيطر عليها التحكم بالطريق الدولي "إم 4" في تلك المنطقة، وتسببت المعارك في أهالي تل تمر، فيما وصلت قافلة مساعدات إنسانية من إقليم كردستان العراق إلى منطقة المالكية شمالي الحسكة، عبر معبر سيمالكا الحدودي.

من جهتها، قالت وكالة أنباء "سانا" الرسمية، إنّ قوات النظام تخوض "اشتباكات عنيفة ضد قوات الاحتلال التركي في تل الورد بريف رأس العين الجنوبي الشرقي، فيما واصلت قوات العدوان اعتداءاتها بالمدفعية والطيران في ريف تل تمر الشمالي، ما أدى إلى حركة نزوح كبيرة".

وأضافت الوكالة أنّ القوات التركية والفصائل المسلحة "شنت هجومًا على ناحية أبو راسين بريف رأس العين الشرقي بالتزامن مع قصف مدفعي على أحيائها، وسيطرت على قريتي المحمودية والدربو بريف رأس العين بعد استهدافهما بسلاحي الطيران والمدفعية".

إلى ذلك، قامت مجموعات "قسد" بحسب الوكالة، بإفراغ كميات من النفط، في عدة حفر كبيرة في ريف ناحية تل تمر الشمالي، وأحرقتها لتضليل الطيران التركي الذي ينفذ غارات في المنطقة.

كذلك أشارت الوكالة إلى تحرك رتل شاحنات للقوات الأميركية من قاعدة قصرك بين تل تمر وتل بيدر في ريف الحسكة الشمالي باتجاه العراق.

 

التعليقات