سورية: بدء مسار التفاوض حول الدستور في جنيف

لم يتخلل الجلسة الافتتاحية، اليوم، أي مصافحة بين رئيسي وفدي الحكومة والمعارضة على المنصة. وغاب التصفيق بعد انتهاء الكلمات التي ألقاها كل منهما. بينما جلس وفد المجتمع المدني في الوسط بين الوفدين

سورية: بدء مسار التفاوض حول الدستور في جنيف

(أ ب)

بعد الجلسة الافتتاحية، التي ترأسها المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، غير بيدرسون، اليوم الأربعاء، بدأ ممثلو الحكومة السورية والمعارضة والمجتمع المدني، في جنيف، اليوم، مسار التفاوض حول الدستور.

وكانت قد بدأت أعمال اللجنة الدستورية، التي تحظى بإجماع دولي، في جنيف، بحضور الأعضاء المئة والخمسين للجنة الممثلين بالتساوي للحكومة والمعارضة والمجتمع المدني.

وقال بيدرسون في كلمة ألقاها، وهو يتوسط رئيسي وفدي الحكومة أحمد الكزبري، والمعارضة هادي البحرة "إنها لحظة تاريخية، لأنه لأول مرة، يجلس 50 مرشحا من الحكومة، و50 مرشحا من المعارضة، وجها لوجه".

وقال بيدرسون "أعلم أنه ليس من السهل عليكم أن تكونوا جميعا هنا معا في هذه الغرفة، وأنا أحترم ذلك"، مؤكداً "إن المهمة التي توشكون على الاضطلاع بها مهمة بالغة الأهمية".

وتأمل الأمم المتحدة والقوى الدولية أن يمهّد عمل اللجنة المكلفة بإجراء مراجعة للدستور، الطريق أمام تسوية أوسع للنزاع السوري، ولـ"فتح صفحة جديدة في سورية"، بحسب بيدرسون.

وكانت قد فشلت كل جولات التفاوض السابقة التي قادتها الأمم المتحدة في تحقيق أي تقدم على طريق تسوية النزاع، بسبب تباين وجهات النظر بين وفدي النظام والمعارضة والقوى الدولية الداعمة لهما.

ولم يتخلل الجلسة الافتتاحية، اليوم، أي مصافحة بين رئيسي وفدي الحكومة والمعارضة على المنصة. وغاب التصفيق بعد انتهاء الكلمات التي ألقاها كل منهما. بينما جلس وفد المجتمع المدني في الوسط بين الوفدين.

وقال رئيس وفد الحكومة في كلمته إن الدستور الحالي الذي تم إقراره عام 2012، "يعد دستورا عصريا بلا أدنى شك، إلا أن ذلك لا يمنعنا، نحن السوريين، من أن نجتمع بغرض النظر في إمكان إجراء أي تعديل على الدستور الحالي أو تغييره ووضع دستور جديد".

وأكد الكزبري أن مشاركة حكومته في المفاوضات لن يثنيها عن مواصلة جهودها العسكرية. وأوضح "حربنا ضد الإرهاب خضناها قبل اجتماعنا، ونخوضها أثناء اجتماعنا، وسنخوضها بعد اجتماعنا حتى تحرير آخر شبر من أرض وطننا الغالي"، على حد قوله.

وتشارك دمشق وفق محللين، في المحادثات من موقع قوة على ضوء التقدم الميداني الذي حققته خلال السنوات الأخيرة وانتشار قواتها الشهر الحالي في شمالي شرقي البلاد. أما المعارضة، فقد خسرت الكثير من الدعم الدولي الذي كانت تحظى به، وبات وجودها على الأرض يقتصر على فصائل موجودة في شمالي غربي البلاد، وأخرى موالية لتركيا وتقاتل معها.

وقال رئيس وفد المعارضة هادي البحرة "لقد آن الأوان كي نؤمن بأن النصر في سورية هو كل شيء عن تحقيق العدالة والسلام وليس الفوز في الحرب".

وشدد على ضرورة أن "نعض على جروحنا وأحزاننا ومعاناتنا، وأن نبدأ بالاستماع لبعضنا البعض لفهم مخاوفنا، وتحديد المشتركات فيا بيننا لتعزيزها وتحديد نقاط الخلاف لإيجاد طرق لحلها".

ولم تحدد الأمم المتحدة إطارا زمنيا لإنجاز عمل اللجنة التي تتخذ قراراتها بالتوافق وإلا بأغلبية 75 بالمئة من الأصوات، ما من شأنه أن يضمن عدم فرض أي طرف لإملاءاته على الآخر. ويخشى محللون أن تؤدي نسبة الأصوات المطلوبة هذه إلى شلّ قدرة اللجنة على اتخاذ أي إجراءات أو قرارات.

التعليقات