معرة النعمان: مدينة أشباح بعد تهجير النظام وروسيا لسكانها

تسببت حملة النظام لاستعادة محافظة إدلب، وهي المعقل الأخير لمقاتلي المعارضة في الحرب الأهلية المستمرة منذ قرابة تسع سنوات، في موجة هجرة جديدة لآلاف المدنيين صوب الحدود مع تركيا التي تؤيد بعض جماعات المعارضة المناهضة للنظام.

معرة النعمان: مدينة أشباح بعد تهجير النظام وروسيا لسكانها

(أ.ب.)

حولت قوات النظام السوري وداعمته روسيا مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب، بعد السيطرة عليها أمس الثلاثاء، إلى مدينة أشباح.

وتسببت حملة النظام لاستعادة محافظة إدلب، وهي المعقل الأخير لمقاتلي المعارضة في الحرب الأهلية المستمرة منذ قرابة تسع سنوات، في موجة هجرة جديدة لآلاف المدنيين صوب الحدود مع تركيا التي تؤيد بعض جماعات المعارضة المناهضة للنظام.

وأعلن جيش النظام السوري، اليوم الأربعاء، استعادة مدينة معرة النعمان الإستراتيجية في شمال غرب سورية، التي كان تسيطر عليها فصائل مقاتلة ومسلحة.

وأفاد الجيش في بيان بثه التلفزيون السوري "تمكنت قواتنا في الأيام الماضية من القضاء على الإرهاب في العديد من القرى والبلدات"، ذاكرا أسماء نحو عشرين مدينة وبلدة بينها معرة النعمان.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية في مدينة معرة النعمان، بعدما دخل جيش النظام المدينة، التي تقع إلى الجنوب من إدلب. وكان المرصد قد قال إن القوات الحكومية التي تدعمها ضربات جوية روسية فرضت سيطرتها الكاملة على معرة النعمان.

وتمكنت عدسة الأناضول من التقاط مشاهد من المدينة، عبر طائرة مسيرة، قبيل اقتحامها من قِبل قوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي.

ويظهر في المشاهد حجم الدمار الحاصل في مركز مدينة معرة النعمان، بسبب القصف العشوائي.

وتسبب القصف في إلحاق أضرار كبيرة بالأبنية السكنية والأماكن التاريخية والأثرية.

وأمس الثلاثاء، تمكنت قوات النظام السوري، من السيطرة بشكل كامل على مدينة معرة النعمان الواقعة جنوب شرق محافظة إدلب، بفضل دعم روسي وإيراني؛ في تجاهل لتفهمات أستانة واتفاقية سوتشي.

وكانت معرة النعمان التي تعد أكبر مناطق إدلب، تخضع لسيطرة المعارضة السورية منذ أكتوبر عام 2012.

واضطر نحو 300 ألف مدني كانوا يعيشون في المدينة، إلى مغادرتها، بعد بدء النظام بقصفها منذ نوفمبر العام الماضي.

وتبعد معرة النعمان عن مركز محافظة إدلب، 40 كيلو مترا، وتحتوي على أماكن تاريخية من العهد العثماني، مثل المساجد والخانات والمدارس.

ويزيد من أهمية معرة النعمان الإستراتيجية، مرور طريق (M5) الدولي، الذي يربط حلب وإدلب، بمحافظات حماة وحمص ودمشق، من منتصفها.

وفي أيار/مايو 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" في إدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.

ورغم تفاهمات لاحقة تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وأخرها في كانون الثاني/يناير الجاري، إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1500 مدنيا، ونزوح أكثر من مليون آخرين إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية، منذ 17 أيلول/سبتمبر 2018.

التعليقات