ليبيا: رئيس حكومة الوفاق في طرابلس وسط توتر أمنى حاد

وتلقت سلطات العاصمة التي حاولت منع السراج من دخول المدينة أكثر من مرة عبر تعليق الملاحة الجوية في مطارها، خبر وصول السراج بالرفض، ودعته إلى المغادرة متهمة إياه بالتسلل والدخول بطريقة غير شرعية

ليبيا: رئيس حكومة الوفاق في طرابلس وسط توتر أمنى حاد

السراج لدى وصوله طرابلس، اليوم (أ.ف.ب.)

أثار وصول رئيس حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأمم المتحدة فايز السراج إلى طرابلس بشكل مفاجئ اليوم الأربعاء يرافقه عدد من أعضاء المجلس الرئاسي الليبي حالة من التوتر الأمني فيما دعته السلطات المحلية المعارضة إلى المغادرة.

وتسمع أصوات إطلاق النار والقذائف المدفعية في عدة أنحاء من العاصمة الليبية منذ ساعات المساء الأولى، حيث تعم حالة من الهلع وخلو الطرقات التي عمد مسلحون إلى إغلاق بعضها بوجه السكان الذين هرعوا للعودة إلى منازلهم.

ولم يعرف على الفور مصدر وسبب إطلاق النار، في حين يثير وصول السراج المخاوف من اشتباكات مسلحة في طرابلس بين السلطات المحلية التي يساندها تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا"، والجهات المؤيدة لحكومة الوفاق.

ويعارض حكومة الوفاق مجلس الوزراء والبرلمان المقربان من تحالف "فجر ليبيا" في طرابلس، وكذلك الحكومة الأخرى القائمة في الشرق التي تحظى بدعم البرلمان المعترف به دوليا.

وكان السراج الذي يترأس حكومة الوفاق والمجلس الرئاسي الذي يضم تسعة أعضاء يمثلون مناطق ليبية مختلفة، وصل إلى قاعدة طرابلس البحرية بشكل مفاجئ ظهر اليوم قادما على متن زورق تابع للبحرية الليبية من مدينة صفاقس التونسية.

وفرضت إجراءات أمنية مشددة في محيط القاعدة البحرية الواقعة في شمال طرابلس، وقامت قوة من عناصر الشرطة وقوات خاصة تابعة لوزارة الداخلية بحماية مدخلها ومنعت الصحافيين من الدخول.

وتلقت سلطات العاصمة التي حاولت منع السراج من دخول المدينة أكثر من مرة عبر تعليق الملاحة الجوية في مطارها، خبر وصول السراج بالرفض، ودعته إلى المغادرة متهمة إياه بالتسلل والدخول بطريقة غير شرعية.

ورحب الاتحاد الأوروبي بما اعتبره "فرصة وحيدة للاتحاد والمصالحة" بعد وصول السراج. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني إن "وصول المجلس الرئاسي إلى العاصمة (الليبية) يمثل فرصة وحيدة لليبيين من جميع الفصائل للاتحاد والمصالحة".

كما اعتبر وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني أن وصول السراج الى طرابلس يمثل "خطوة إلى الأمام لاستقرار ليبيا"، فيما رأى نظيره الفرنسي جان مارك آيرولت أن وصول السراج "خبر سار" ورحب ب"قرار شجاع" بالنسبة لليبيا.

وولدت حكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق السلام الموقع في كانون الأول/ديسمبر، واختار تشكيلتها المجلس الرئاسي الليبي.

وينص الاتفاق على أن عمل حكومة الوفاق يبدأ مع نيلها ثقة البرلمان المعترف به، لكن المجلس الرئاسي أعلن انطلاق أعمالها استنادا إلى بيان تأييد وقعه مئة نائب من أصل 198 بعد فشلها في حيازة الثقة تحت قبة البرلمان.

التعليقات