يوم الغضب المصري: 4 قتلى أحدهم من عناصر الأمن

الأمن المصري يفض الاعتصام في وسط القاهرة بالقوة * 3 قتلى في محافظة السويس إضافة إلى أحد عناصر الأمن المركزي * اعتقال عشرات النشطاء

يوم الغضب المصري: 4 قتلى أحدهم من عناصر الأمن
فض الأمن المصري فجر اليوم الأربعاء بالقوة اعتصاما لآلاف المصريين في وسط القاهرة، كانوا يطالبون بإصلاحات سياسية وعدالة اجتماعية، ويحتجون على التوريث، وذلك بعد ساعات فقط من مظاهرات في "يوم الغضب" شارك فيها عشرات الآلاف وعمّت محافظات عديدة.
 
وجاء أن هناك أنباء عن سقوط قتيل ثالث بمحافظة السويس، ليرتفع عدد القتلى في المظاهرات إلى ثلاثة، إضافة إلى أحد أفراد الشرطة.
 
وقال أحد شهود العيان إن قوات الشرطة استخدمت القوة المفرطة، بما فيها الرصاص المطاطي والغاز المدمع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
 
وكان المتظاهرون قالوا إنهم لن ينهوا اعتصامهم حتى تتم الاستجابة لمطالبهم ومطالب القوى الوطنية الخاصة بالإصلاح السياسي، وشكلوا لجنة إغاثة، لكن مصادر أمنية قالت إنه لن يسمح لهم بالبقاء فترة أطول.
 
وتجمع مئات المتظاهرين في شوارع وأماكن فرعية وداخلية قريبة من ميدانيْ التحرير وعبد المنعم رياض، ومن ميدان طلعت حرب، وسط مقاومة شديدة من المتظاهرين لمحاولة إخلائهم.
 
وتحدث مدير مكتب الجزيرة عن إتلاف ممتلكات، وعن نيران أُشعلت في بعض السيارات، واتهم بعض المتظاهرين بعض أفراد الأمن بإضرامها، فيما اتهمت قوات الأمن من أسمتهم بالمندسين بذلك.
 
وقد دعت الجمعية الوطنية للتغيير إلى إصلاحات عميقة تشمل عدم ترشيح حسني مبارك نفسه أو ابنه جمال لفترة رئاسية مقبلة، وحل البرلمان والمجالس المحلية لأنها "مزورة"، وبحكومة إنقاذ وبالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين. وأعلنت استمرار التظاهر حتى الاستجابة للمطالب. وقد أعلن الوفد في وقت لاحق تأييده لتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وحل مجلس الشعب المطعون في شرعيته، بحسب إعلان رئيس الحزب السيد البدوي.
 
وتصاعدت حدة الاحتجاجات التي عمت العديد من محافظات مصر الثلاثاء، إذ سقط أربعة قتلى -أحدهم من رجال الأمن- في مصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وسط توقعات باتساع نطاق المظاهرات التي استلهمت احتجاجات تونس التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.
 
وأوضحت مصادر أمنية وطبية -نقلا عن التلفزيون المصري- أن القتيل هو أحد عناصر الأمن المركزي، سقط في اشتباك مع المتظاهرين بميدان التحرير، بينما سقط القتيلان من المتظاهرين بطلقات مطاطية في اشتباكات بمدينة السويس شرقي القاهرة. وقالت "الجزيرة" إن أنباء وردت عن سقوط قتيل ثالث من المتظاهرين في السويس أيضا.
 
ورفع المتظاهرون رفعوا شعارات "تغيير... حرية.. عدالة اجتماعية"، مما يعني إمكانية تواصل المظاهرات إلى ما بعد "يوم الغضب".
 
وأعلن شباب حركة 6 أبريل -الذين يقودون الدعوة للمظاهرة- أن عشرات النشطاء قد اعتقلوا وتم اقتيادهم في سيارات مدنية إلى أماكن مجهولة. كما قامت سلطات الأمن بالتشويش على الاتصالات عبر الهواتف المحمولة في مصر، للحيلولة دون انضمام عناصر أخرى لموقع تجمع المتظاهرين بميدان التحرير.
 
وتوقفت عن العمل الهواتف المحمولة لقادة المظاهرات وعشرات الصحفيين، وذلك في محاولة وصفت بأنها تهدف لخفض مستوى التواصل بين المتظاهرين ووسائل الإعلام.
 
كما تشهد مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك تباطؤا واضحا، فيما حجبت خدمة بعض المواقع الإخبارية كموقع الدستور الأصلي الذي كان ينقل أخبار المظاهرات.
 
ونظم آخرون مظاهرة قادها عشرات النشطاء معهم الدكتور محمد البلتاجي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين بشارع رمسيس، ومظاهرات متفرقة أمام قصر العيني ونقابة الأطباء قرب البرلمان.
 
وردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس حسني مبارك، وهتفوا أمام دار القضاء العالي بوسط العاصمة قائلين "يسقط يسقط حسني مبارك". كما هتف المتظاهرون قائلين "يا جمال قول لابوك، كل الشعب بيكرهوك"، في إشارة إلى جمال مبارك نجل الرئيس المصري الذي يُعتقد أنه يجري إعداده لتولي الرئاسة خلفا لوالده البالغ من العمر 82 عاما.
 
واندلعت مظاهرات أخرى بالقاهرة في منطقة روكسي بمصر الجديدة -القريبة من مقر إقامة الرئيس مبارك- قادتها مجموعة من النشطاء، منهم الخبير العالمي في الهندسة الدكتور ممدوح حمزة.
 
أما في السويس التي سقط فيها قتيلان فقد هتف المتظاهرون -منادين الرئيس مبارك- قائلين "بن على بيناديك فندق جدة مستنيك"، في إشارة إلى هروب الرئيس التونسي من بلاده إلى السعودية في وجه مظاهرات احتجاج عنيفة.
 
كما رددوا هتافا تقول "حكم الأب باطل، حكم الأم باطل، حكم الابن باطل"، في إشارة إلى مبارك وقرينته وابنه، حيث يقول مصريون إن سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري تتدخل في شؤون بلادها السياسية.
 
وفي المحلة الكبرى، ترددت أنباء عن استيلاء المتظاهرين علي مقر الحزب الوطني، فيما فقدت قوات الأمن السيطرة على المتظاهرين في كفر الشيخ، حيث يتظاهر ما يقارب 20 ألف شخص.
 
وفي بورسعيد اعتصم نحو 150 متظاهرا في مقر الحزب الوطني، حيث أطلق الأمن الكلاب البوليسية عليهم. وفي الإسماعيلية أغلق المتظاهرون شارع الإستاد وشبين وشارع البحري، وعددهم يقترب من خمسة آلاف متظاهر.
 
وفي مدينة المنصورة، أحاط محتجون بصورة كبيرة مرفوعة لمبارك ورددوا هتافا يقول "باطل باطل"، وقال شاهد عيان إن المحتجين حاولوا تحطيم الصورة لكن قادة لهم هتفوا "سلمية سلمية".
 
يشار إلى أن وزير الداخلية حبيب العادلي قال -في مقابلة مع صحيفة الأهرام- إن "الأمن قادر على ردع أي خروج أو مساس بأمن المواطن، ولن يتهاون على الإطلاق في حالة المساس بالممتلكات أو الإخلال بالأمن، لكن الشرطة ستقوم بتأمينهم وحمايتهم في حالة ما إذا كانت تلك الوقفات للتعبير عن الرأي".
 
يشار في هذا الصدد أيضا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين ذكرت أن نشطاءها تلقوا تهديدات أمنية بعدم النزول إلى الشارع. وقالت الجماعة في بيان أمس إن مباحث أمن الدولة استدعت مسؤولي الجماعة في المحافظات وحذرتهم من النزول إلى الشارع، وقالت جماعات أخرى إنها تقلت تهديدات مماثلة.

التعليقات